“مات الديكتاتور”.. عبارة سجنت قائلها بعد وفاة حافظ الأسد
“مات الديكتاتور”.. لا تزال العبارة المؤلفة من كلمتين عالقة في ذاكرة سوريا بعد مرور أكثر من عقدين على قولها.
هذه العبارة كانت كفيلة بوضع المعارض السوري البارز رياض الترك في معتقلات النظام السوري عام 2001، لتكون شاهدًا على مستوى إمكانية حرية التعبير في سوريا.
يصادف اليوم مرور 21 عامًا على اعتقال رياض الترك من قبل النظام السوري، بعد عبارته المشهورة عقب حديث تلفزيوني نعتَ فيه الرئيس السابق حافظ الأسد بالديكتاتور.
وأفرج النظام السوري عن الترك في تشرين الثاني 2002، بعد مرور 18 شهرًا من اعتقاله، لتضاف هذه المدة إلى سنوات قضاها “مانديلا سوريا” في سجون النظام السوري في عهد الأسد الأب.
في 1 من أيلول 2001، اعتقلت مفرزة تابعة للمخابرات العسكرية في قوات النظام السوري، الأمين الأول للحزب “الشيوعي السوري” (المكتب السياسي)، رياض الترك، خلال وجوده في عيادة الطبيب وائل بيطار في مدينة طرطوس.
وقال رياض ترك معلقًا على وفاة حافظ الأسد في مقابلة مع قناة “الجزيرة” القطرية مع إعلان وفاته عام 2000 “مات الديكتاتور”.
كانت عبارة مدوّية في زمن كان الحديث فيه عن النظام السوري أو انتقاده مسألة حياة أو موت.
ولم تردع سنوات السجن الطويلة، المعارض عن إبداء رأيه وانتقاداته الكثيرة للنظام السوري في عهد الأسدين، ليؤيد الاحتجاجات التي بدأت في سوريا عام 2011، موضحًا أن النظام فقد مصداقيته.
وُلد الترك في مدينة حمص عام 1930، وبدأ نشاطه السياسي خلال متابعته دراسة الحقوق، وانضم إلى الحزب “الشيوعي السوري” عام 1952، وغادر البلاد عند وصول حزب “البعث العربي الاشتراكي” إلى الحكم عام 1963، ثم عاد عام 1965.
اقرأ أيضًا: رياض الترك.. “مانديلا سوريا” الذي أمضى حياته خلف القضبان
عارض الترك قرار الحزب “الشيوعي السوري” في العام 1972 بالانضمام إلى “الجبهة الوطنية التقدمية”، وهي (ائتلاف مؤلّف من منظمات متحالفة مع حزب “البعث العربي الاشتراكي” الحاكم)، ثم انشق بعد عام ليشكل الحزب “الشيوعي السوري” (المكتب السياسي).
انتقل الحزب الجديد إلى المعارضة، ومع ازدياد حدة القمع الذي مارسه النظام السوري، حُكم على الترك بالسجن 18 عامًا في 1980، ولم يمرّ على إطلاق سراحه في العام 1998 سنتين حتى سُجن مجددًا لدوره البارز في ربيع دمشق.
تنحّى الترك عن منصبه كأمين عام للحزب “الشيوعي السوري” (المكتب السياسي) عام 2005، فأطلق الحزب على نفسه اسم حزب “الشعب الديمقراطي”، وكان الترك واحدًا من الموقعين الأساسيين على إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي في العام نفسه.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :