تواصل “قوى الأمن الداخلي” (أسايش) بدعم من “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) والتحالف الدولي لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”، حملتها الأمنية في مخيم “الهول” شرقي الحسكة، لليوم السابع على التوالي.
اعتقال أكثر من 100 شخص
قالت “أسايش” عبر صفحتها في “فيس بوك” اليوم، الأربعاء 31 من آب، إنها ألقت القبض خلال مداهمة القطاع الأول في المخيم فجر اليوم على 11 شخصًا، بينهم خمسة من عناصر تنظيم “الدولة”، في حين يتم التحقيق مع الستة الآخرين للاشتباه بانتمائهم للتنظيم.
وفي وقت سابق اليوم، نشرت “أسايش” حصيلة اليوم السادس من حملة “الأمن والإنسانية”، وذكرت أنها اعتقلت 15 شخصًا يُشتبه بانتمائهم للتنظيم، وأزالت ثلاث خيام، كما عثرت على ثلاثة خنادق.
وبحسب ما رصدته عنب بلدي، أعلنت “أسايش” عن اعتقال أكثر من 100 شخص منذ بدء الحملة، في 25 من آب الحالي، إضافة إلى إزالة عشرات الخيام.
إلى أين يُنقل الموقوفون؟
مراسل عنب بلدي في الحسكة، نقل عن عاملين في منظمات إنسانية تنشط داخل مخيم “الهول” قولهم، إن “قسد” نقلت قسمًا من الأشخاص الذين أوقفتهم في مخيم “الهول” إلى مراكز احتجاز في مدينة الشدادي جنوبي الحسكة.
فيما نُقل قسم آخر من الموقوفين إلى سجن في حي غويران بمدينة الحسكة، وذلك بتهمة تشكيل خلايا تابعة لتنظيم “الدولة”، وحيازة أسلحة.
إلا أن العاملين في هذه المنظمات قالوا لعنب بلدي، إن الأسلحة التي عثرت عليها “أسايش” في المخيم، هي في حقيقتها أسلحة بيضاء (سكاكين، جنازير، فأس).
وأشاروا إلى أن هذه الأسلحة يستخدمها قاطنو المخيم للدفاع عن أنفسهم، بعد انتشار جرائم القتل، ولأسباب جنائية كالمشاجرات وحالات الثأر والانتقام بين فئات من المخيم، الذي يضم نحو 60 ألف شخص.
إزالة خيام لتعليم الأطفال
أزالت “أسايش” منذ بدء الحملة الأمنية في مخيم “الهول” عشرات الخيام، بحجة أن خلال التنظيم حولتها إلى “أماكن تدريب للأطفال، وإقامة الدورات الشرعية، ومحاكم لفرض العقوبات والأحكام والتعذيب والقتل”.
العاملون في المنظمات الإنسانية قالوا لعنب بلدي، إن الخيام التي أزيلت، كانت تُستخدم لتعليم الأطفال القراءة والكتابة، بمبادرات فردية من أبناء المخيم.
وذكروا أن هذه الخيام تبرع بها أشخاص من المخيم، ممن لديهم عدد أفراد قليل، وليسوا بحاجة إليها.
وبحسب ما قاله العاملون في المنظمات، فقد تم تجريف وتمزيق أكثر من 50 خيمة في مختلف القطاعات من المخيم، رغم أن إدارة المخيم كانت على علم بأن هذه الخيام كانت مخصصة لتعليم الأطفال.
إلا أن “قسد” أزالت الخيام بهدف تقطيع أوصال المخيم، وفتح فراغات فيه، لتسهل عليها السيطرة على المخيم وعمليات المراقبة داخله، وفق ما قالته المصادر لعنب بلدي.
وفد أمريكي يزور “الهول”
استعرضت “قسد” نتائج حملة “الأمن والإنسانية” في مخيم “الهول” مع وفدين من التحالف الدولي والخارجية الأمريكية خلال زيارتهما إلى المخيم، بحسب ما نشره الموقع الرسمي لـ”الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا اليوم، الأربعاء.
وخلال استقباله الوفدين في المخيم، تحدث عضو القيادة العامة لـ”قسد” محمود برخدان، عن المخاوف والمخاطر التي بات يشكّلها المخيم، وسط تقاعس المجتمع الدولي وعدم الاستجابة لمعالجة تلك المخاوف، خاصة فيما يتعلق بزيادة الدعم، وعدم إجلاء الدول رعاياها.
وعرض برخدان على الوفدين النتائج الأولية التي حققتها الحملة الأمنية المستمرة في مخيم “الهول” خلال الأيام الأولى لانطلاقتها.
واعتبر أن هناك حاجة ملحة لهذه الحملة في هذا التوقيت، مع ازدياد تحركات خلايا تنظيم “الدولة” لتنفيذ عمليات داخل وخارج المخيم وارتكاب المجازر بحق القاطنين فيه، وفق قوله.
بالمقابل، أكد الوفدان مواصلة دعم “قسد” في محاربة الإرهاب، والقضاء على خلايا التنظيم في مخيم “الهول”.
تصاعد العنف في المخيم
في 25 من آب الحالي، أعلنت “أسايش” في بيان إطلاق المرحلة الثانية من عملية “الأمن والإنسانية“، بدعم من التحالف الدولي، لملاحقة خلايا تنظيم “الدولة” في مخيم “الهول”.
وبحسب ما جاء في البيان حينها، صار المخيم مصدر “خطورة دائمة” يستغله التنظيم في عمليات التجنيد ونشر “أفكاره التحريضية”، وشهد المخيم مقتل 44 شخصًا خلال العام الحالي.
بيان “أسايش” أشار إلى تزايد عمليات خلايا التنظيم خلال الفترة الماضية ضد قاطني المخيم ومتطوعي المنظمات الإنسانية وأفراد من “أسايش”، وكذلك محاولات الفرار المتكررة، وخطط الهجوم على المخيم من الخارج.
في 17 من تموز الماضي، أعلنت إدارة المخيم وقوع 28 جريمة قتل منذ مطلع العام الحالي، منها 12 لأشخاص من الجنسية السورية، و14 من اللاجئين العراقيين، واثنان مجهولا الهوية، إضافة إلى 15 محاولة قتل باءت بالفشل.
وكانت الأمم المتحدة قالت، في حزيران الماضي، إن أكثر من 100 جريمة قتل حصلت خلال عام ونصف في مخيم “الهول”.
ويضم مخيم “الهول”، بحسب وكالة أنباء “هاوار” المقربة من “الإدارة الذاتية”، 54 ألفًا و390 شخصًا، بينهم 27 ألفًا و816 من الجنسية العراقية، و18 ألفًا و483 من الجنسية السورية، وثمانية آلاف و91 من أسر عناصر تنظيم “الدولة”.
–