شهد مخيم “أضنة” منذ بداية الأسبوع الحالي، حركة هروب وترحيل من المحتجزين المقيمين فيه من قبل السلطات التركية، بحسب مصادر متقاطعة تواصلت معها عنب بلدي.
وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي منشورات لمستخدمين يسألون عن أقاربهم المحتجزين في المخيم، بعد ورود معلومات لديهم عن ترحيل عدد منهم إلى سوريا، أو بسبب انقطاع التواصل معهم، علمًا أن المحتجز يحتفظ بهاتفه الجوال في أثناء فترة الحجز.
ما القصة؟
منذ أوائل الشهر الحالي شهد المخيم احتجاجات من المحتجزين بسبب طول مدة احتجازهم وترحيل بعضهم إلى سوريا بحجة “الشغب داخل المخيم”، وفق علاء (نتحفظ على عرض اسمه الكامل)، أحد الهاربين من المخيم.
وأوضح علاء لعنب بلدي، أنه كان ونحو 500 شخص آخرين منذ حوالي شهرين في المخيم، على أمل الحصول على بطاقة “الحماية المؤقتة” (كملك)، بحسب وعود السلطات.
وبعد طول مدة الاحتجاز دون حصول أي شخص على “كملك”، وترحيل بعض الأشخاص، هرب علاء مع 150 شخصًا، من المخيم مساء السبت الماضي، ولحقهم الأحد 50 آخرون، بالرغم من انتشار دوريات للشرطة التركية بحثًا عن الهاربين، وفق علاء.
ويوم الاثنين الماضي، دخل باصان فارغان إلى المخيم يرافقهم “عدد كبير” من عناصر “الجندرما” التركية، بحسب شاهد من مقيمي المخيم، تواصلت معه عنب بلدي.
وقال الشاهد، وهو من المحتجزين الباقين في المخيم ومضى على وجوده 40 يومًا، إنهم تلقوا وعودًا من السلطات بمنحهم “كملك” خلال شهر، وهو مالم يحدث.
وبعد شهرين من بقاء بعض المحتجزين، وفقدان الأمل بالحصول على “الحماية المؤقتة”، بدأ بعض الأفراد بالهروب من المخيم، والسبت الماضي هرب 150 شخصًا، ما دفع السلطات إلى تشديد الحراسة ومحاصرة المخيم عن طريق “الجندرما” وكلاب الحراسة، وفق اللاجئ المحتجز.
وعن طريق صور الأشخاص الظاهرة في تسجيلات كاميرات المراقبة، للأيام التي سبقت عملية الهروب في أثناء الاحتجاجات، اختارت السلطات نحو أكثر من 200 شخص لترحيلهم من المخيم إلى سوريا يوم الاثنين الماضي، بحسب اللاجئ الذي تواصلت معه عنب بلدي، وأفاد بوجود أشخاص لم يشاركوا في الاحتجاجات بين المُرحلين، ومنهم من لديه أمراض عصبية مزمنة.
العدد المتبقي للاجئين المحتجزين في المخيم حوالي 100 شخص، يعيشون حالة خوف من الترحيل في أي لحظة، على حد وصف اللاجئ، وأوضح أن السلطات اليوم الأربعاء، رحلت شخصين من المخيم بتهمة التصوير داخله ونشر التسجيلات على وسائل التواصل الاجتماعي.
ويقسم مخيم “أضنة” لقسمين: أحدهما مخصص للمقيمين فيه بالأصل، والآخر للأشخاص الذين يلقى القبض عليهم من دون “كملك” في أنحاء تركيا، ومن غير الممكن لساكني الطرفين التواصل أو الاختلاط.
المعابر تؤكد وصول مرحلين
تواصلت عنب بلدي مع مدير المكتب الإعلامي لمعبر “باب الهوى” الحدودي، مازن علوش، الذي أكد وصول نحو 105 أشخاص دفعة واحدة مساء الاثنين الماضي من المرحلين إلى سوريا، دون وجود معلومات لديه عن المكان الذي ترحّل منه الأشخاص.
من جانبه أكد المكتب الإعلامي لمعبر “باب السلامة” الحدودي، لعنب بلدي، وصول عدد من المرحلين (أقل من 200 شخص) يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، دون معرفة المكان الذي قدم منه الأشخاص.
وفي 16 من حزيران الماضي، شهد مخيم “مرعش” احتجاجات وأعمال شغب قام بها شبان سوريون، نتيجة الأوضاع التي مروا بها خلال الأيام التي سبقت، وتعبيرًا عن رفضهم لطريقة احتجازهم في المخيم.
وتطورت هذه الاحتجاجات إلى صدامات غير مباشرة بين هؤلاء الشبان وفرق مكافحة الشغب، التي وصلت إلى محيط المخيم، عقب تمكّن قسم من السوريين المحتجزين من الهروب إلى خارج أسواره.
ونشر ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات مصوّرة تظهر تجمع العشرات من الشبان السوريين مرددين هتافات “غاضبة”، بينما أقدمت فرق مكافحة الشغب على تفريقهم بخراطيم المياه.
استدعى ذلك إصدار والي كهرمان مرعش بيانًا يوضح فيه أنه “بسبب الجدال، اندلعت اضطرابات بين مجموعة من السوريين الذين تم نقلهم إلى مركز كهرمان مرعش للإيواء المؤقت، وبعد أن قامت وحدات حفظ الأمن بالتدخل تم ضمان الهدوء، ولا يوجد إشكال سلبي كبير”.
ومنذ مطلع حزيران الماضي، أعلن وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، عن أسماء المخيمات التي سيجري نقل اللاجئين إليها قائلًا، “سنأخذ الوافدين إلى أحد مخيماتنا الموجودة حاليًا في أضنة وعثمانية وكهرمان مرعش وكلّس وهاتاي”.
وبحسب تصريحات صويلو، فإن الوافدين إلى تركيا حديثًا سيُنقلون إلى المخيمات، ليجري تقييم ملفاتهم.