العراق.. عودة الهدوء بعد انسحاب أنصار الصدر من الشوارع
سادت حالة من الهدوء في العراق اليوم، الثلاثاء 30 من آب، بعد فوضى أمنية واشتباكات مسلحة، أسفرت عن وقوع عشرات القتلى ومئات الجرحى، بدأت في العاصمة بغداد وتمددت إلى عدة مدن عراقية أخرى.
وهدأت حالة الفوضى بعد بيانات عديدة طالبت بوقف القتال واللجوء إلى الحوار، من جهات محلية ودولية، كان أبرزها خطاب زعيم “التيار الصدري” الذي دعا أنصاره إلى الانسحاب من الشوارع.
هدوء واعتذار
انسحب أنصار “التيار الصدري” من محيط المنطقة الخضراء (هو الاسم الشائع للحي الدولي في بغداد)، بعدما وجه زعيم التيار، مقتدى الصدر، خطابًا لمؤيديه، وأمهلهم مدة 60 دقيقة للانسحاب من الشوارع، تحت طائلة “التبرؤ” منهم.
وقال الصدر في مؤتمر صحفي عقده في مدينة النجف، “أمشي مطأطئ الرأس، وأعتذر للشعب العراقي الذي هو المتضرر الوحيد مما يحدث”، منتقدًا “الثورة” بأنها ليست “ثورة” ما دام شابها العنف.
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية اليوم، رفع حظر التجول في بغداد وجميع المحافظات، وعودة الحياة إلى طبيعتها، وفق ما نقلته “وكالة الأنباء العراقية” (واع).
اشتباكات دامية
وبدأت الاشتباكات منذ الاثنين 29 من آب، باقتحام أنصار لـ”التيار الصدري” مقر القصر الجمهوري، بعد إعلان مقتدى الصدر اعتزاله العمل السياسي، وعدم التدخل في الشؤون السياسية بشكل نهائي، وإغلاق مؤسسات تابعة له.
واشتبك أنصار لـ”التيار الصدري” مع مؤيدي وأنصار “إطار التنسيق” (وهو تحالف سياسي يضم أحزابًا شيعية موالية لإيران)، باستخدام أسلحة متوسطة وثقيلة، تخلل ذلك دوي انفجارات، ووقوع قتلى وجرحى رغم تدخل القوى الأمنية، وفرض حظر التجول في جميع مناطق العراق.
وتوسعت رقعة الاحتجاجات لتشمل مدنًا ومناطق عراقية أخرى، أبرزها كركوك وكربلاء وديالى وذي قار والبصرة، بحسب ما رصدته عنب بلدي من وكالات وقنوات عراقية.
وغابت الإحصائيات الدقيقة عن عدد القتلى والجرحى، وذكرت قناة “فرانس 24” الفرنسية أن 23 شخصًا قُتلوا وجُرح آخرون في الاشتباكات، في حين قالت قناة “الجزيرة” القطرية، إن 30 شخصًا قُتلوا وأُصيب 700 آخرون، بينهم 110 من أفراد القوات الأمنية.
واندلعت الاشتباكات التي وُصفت بـ”حرب الشوارع” في بغداد قبيل خطاب الصدر اليوم، وسط حالة حظر تجول وإغلاق محال شهدتها العديد من المدن العراقية.
دعوات للحوار
ودعت العديد من الجهات المحلية والدولية إلى الحوار بعد حالة الهدوء، وصدرت عدة بيانات أشادت بحالة الهدوء ووقف القتال، منها المملكة السعودية التي دعت، في بيان عبر وزارة خارجيتها، جميع الأطراف والقوى السياسية في العراق إلى الوقوف “صفًا واحدًا للحفاظ على مقدراته ومكتسباته وشعبه الشقيق”.
ورحّبت بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي) اليوم، الثلاثاء، بخطاب مقتدى الصدر حول انسحاب أنصاره، ودعوته إلى ضبط النفس، مشيرة إلى أن “ضبط النفس والهدوء ضروريان لكي يسود العقل”.
وأعربت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين في الأردن عن أملها بتجاوز العراق الأزمة عبر الحوار الوطني حماية لأمنه واستقراره، في بيان نشرته اليوم.
وصدرت بيانات لوقف القتال عن رئيس الجمهورية العراقية، برهم صالح، والأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، وبعثة الأمم المتحدة في العراق.
اقرأ أيضًا: قتلى وجرحى باشتباكات بين أنصار أحزاب سياسية في العراق.. ما القصة
ويشهد العراق أزمة سياسية منذ تشرين الأول 2021، حين فشلت الأحزاب السياسية العراقية في الاتفاق على اسم رئيس جديد للحكومة، وفشل البرلمان في انتخاب رئيس جديد أيضًا.
وزادت حدة الأزمة والتوترات منذ 30 من تموز الماضي، حين بدأ أتباع التيار الصدري اعتصامًا لا يزال متواصلًا داخل المنطقة الخضراء.
ويرفض أنصار الصدر ترشيح “إطار التنسيق” محمد السوداني لمنصب رئاسة الوزراء، ويطالبون بحل مجلس النواب وإجراء انتخابات مبكرة.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :