الأسلحة “النووية التكتيكية” وميزاتها
خلال فترات زمنية مختلفة، تحدث إعلام “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) عن أن تركيا استهدفت مواقع عسكرية لحزب “العمال الكردستاني” (PKK) بقذائف وقنابل “نووية تكتيكية”.
وعرضت وسائل الإعلام القريبة من “قسد”، بينها وكالة “هاوار” أو قناة “روناهي” تسجيلات مصوّرة، تظهر انفجارات صغيرة أو محدودة في مناطق جبلية بالأراضي العراقية والسورية، قالت إنها ناتجة عن “قنابل نووية تكتيكية”، وهو ما لم يتم تأكيده من مصادر مستقلة.
وبعيدًا عن حقيقة هذه الاستهدافات، ما هذه الأسلحة وما الذي يميزها عن غيرها.
القنابل “النووية التكتيكية”
يُعرف هذا النوع من الأسلحة في اللغة الإنجليزية بـ”Tactical nuclear weapon”، ويُختصر بـ”TNW”، كما يُطلق عليه في بعض قطاعات العلوم العسكرية اسم “السلاح النووي غير الاستراتيجي” (NSNW).
وهو سلاح نووي مصمم للاستخدام في ساحة المعركة مع وجود قوات صديقة على مقربة منه، وربما حتى في منطقة صديقة متنازع عليها.
وعلى عكس الأسلحة النووية الاستراتيجية المعروفة، فإن انفجار هذا النوع من القنابل يعتبر محدودًا، كونها تُستخدم على مقربة من القوات الحليفة، بحسب ما جاء في كتاب “الأسلحة النووية غير التكتيكية” لكاتبه الأمريكي هانز كريستينز.
بينما تُعرف القنابل النووية أو الذرية التقليدية بقوتها التدميرية الكبيرة، كونها صُممت لاستهداف عمق مناطق العدو، بعيدًا عن جبهة الحرب ضد القواعد العسكرية والمدن والبلدات وصناعات الأسلحة وغيرها.
حتى اليوم، لا يوجد تعريف دقيق للقدرة التدميرية لهذه الفئة من القنابل “التكتيكية”، أو حتى توصيف دقيق حول المدى أو التأثير.
بينما تُعرف عمومًا بأنها أقل تأثيرًا من الأسلحة النووية “الاستراتيجية”، لكن الأسلحة الأكبر لا تزال “قوية جدًا”، وهو ما يعتمد على الرؤوس الحربية “المتغيرة القوة” المثبتة على الأسلحة أو القاذفات، بحسب الكتاب.
ميزات محددة
تحتوي بعض الأسلحة النووية التكتيكية على ميزات محددة تهدف إلى تعزيز خصائص ساحة المعركة، مثل ما يُعرف عسكريًا بـ”العائد المتغير”، الذي يسمح بتنوع قوة هذه الأسلحة التفجيرية على نطاق واسع لحالات مختلفة، ومثالها الأسلحة “الإشعاعية المحسنة”، المعروفة عسكريًا بـ”القنابل النيوترونية”، وتهدف إلى تعظيم التعرض لـ”الإشعاع المؤين”، وتقليل آثار الانفجار، بالتالي تحديد حجم ونطاق الانفجار الناتج عن هذه القنابل.
وتستهدف هذه الأسلحة الصواريخ الاستراتيجية والقاذفات، بما في ذلك مطارات العدو والرادارات والدفاعات الأرضية، إضافة إلى ما يُعرف بـ”ضربات القوة المضادة” على قاذفات وغواصات وقواعد صواريخ محصنة أو واسعة النطاق.
وتتمثّل المهمة الاستراتيجية في القضاء على الدفاعات المعادية، لتمكين امتصاص قدرة القوات المعادية على الرد بشكل أكثر واقعية، بحسب دراسة أعدها مركز “ستيفز للتكنولوجيا” الأمريكي عن الخطة الأمريكية للحرب النووية، خلال فترة “الحرب الباردة”.
استخدام الأسلحة “النووية التكتيكية” ضد خصوم مسلحين بشكل مماثل، ينطوي على “خطر كبير” يتمثل في تصعيد الصراع إلى ما وراء الحدود المتوقعة، أي تطوره من الأسلحة التكتيكية إلى الأسلحة الاستراتيجية (الأسلحة النووية التقليدية).
كما قد يكون وجود ونشر الرؤوس الحربية النووية التكتيكية الصغيرة (منخفضة القوة) تشجيعًا خطيرًا على الحرب النووية، كأسلحة نووية ذات عوائد مدمرة تصل إلى عشرة أطنان من مادة “TNT”، كالسلاح الأمريكي “W54″، المعروف بكونه أصغر سلاح نووي من حيث الحجم، بحسب كتاب “حل الخلافات بين الأمم”، الذي تحدث عن استخدام هذه الأسلحة في النزاعات والحروب.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :