كررت حليمة العلي (38 عامًا) من سكان مدينة الرقة، طلب 100 كيلوغرام من البندورة لصناعة “دبس البندورة”، لكن زوجها تجاهل طلبها ولم يلبِّه.
وقالت حليمة لعنب بلدي، إن زوجها، الذي يعمل في إحدى ورشات البناء، لم يتمكن من دفع قيمة الكمية التي تتجاوز 150 ألف ليرة سورية.
وتسبب ارتفاع سعر البندورة هذا العام في مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة “الإدارة الذاتية” بابتعاد معظم السكان عن صناعة “الدبس”، التي كانت عادة سنوية حاول أهالي المنطقة الحفاظ عليها خلال السنوات الماضية.
ووصل سعر البندورة خلال الفترة الموسمية لصناعة “الدبس” هذا الموسم إلى أكثر من 1200 ليرة سورية كحد أدنى ووصل أعلى سعر لها إلى 2000 ليرة، بينما كان سعر البندورة خلال ذات الفترة العام الماضي نحو 200 إلى 250 ليرة للكيلو الواحد.
ويلامس سعر صرف الدولار 4500 ليرة سورية، بحسب موقع “الليرة اليوم” المتخصص بأسعار العملات.
وتحتاج صناعة كيلوغرام واحد من “دبس البندورة” إلى كمية تتراوح بين خمسة وسبعة كيلوغرامات من البندورة، تُقطع الحبات إلى أجزاء صغيرة وتُعصر يدويًا أو آليًا، ثم تُصفى وتُنشر تحت أشعة الشمس حتى تتماسك وتتحول إلى “دبس”.
ياسر السلوم (35 عامًا) صاحب معصرة للبندورة، قال لعنب بلدي، إنه لمس هذا العام انخفاض عدد زبائنه الذين يقصدون عصارته كل عام لهرس البندورة آليًا.
وأشار ياسر إلى أنه عصر هذه السنة كمية تُقدّر بثلث الكمية التي عصرها خلال العام الماضي، وأنه لاحظ أيضًا انخفاض حركة مبيع البندورة لدى أصدقائه من أصحاب محال بيع الخضراوات.
البديل “معلّب”
قالت خاتون الجاسم (40 عامًا) من سكان حي الدرعية بمدينة الرقة، إن السكان بدؤوا خلال السنوات الماضية باللجوء إلى شراء “الدبس” المعلّب كبديل عن الصناعات المنزلية التي بدأت تتراجع بسبب الغلاء.
وأشارت إلى أن نوعية “الدبس” المعلّب لا تكافئ الذي يُصنع منزليًا، بسبب جهل الناس بمصدره وبطريقة صناعته، لكنه يبقى بديلًا متوفرًا، ولا سيما للأسر التي لا تقوى على صناعة “دبسها” في المنزل.
عضو في “لجنة الشؤون الاجتماعية والعمل” في “مجلس الرقة المدني” قال لعنب بلدي، إن معظم السكان غيّروا من عاداتهم الاستهلاكية خلال السنوات الأخيرة، وخصوصًا بعد تراجع قيمة الليرة السورية.
وأشار إلى أن تحميل “الإدارة الذاتية” مسؤولية تراجع وضع السكان المعيشي أمر “غير مبرر”، إذ إن المقارنة مع المناطق السورية الأخرى تظهر تأثر السوريين كلهم بالأزمة الاقتصادية، على حد قوله.
ويعيش في مدينة الرقة نحو 800 ألف شخص، يعاني معظمهم أزمات معيشية متلاحقة بسبب انحدار الوضع المعيشي للشعب السوري بشكل عام، وسوء إدارة المنطقة من قبل “الإدارة الذاتية” رغم غنى المنطقة بالثروات وتعدد مصادرها.
–