عنب بلدي- وكالات
أنهت الهيئة العليا للمفاوضات وضع اللمسات الأخيرة على قائمة المعارضين المنتظر جلوسهم أمام وفد نظام الأسد في مفاوضات جنيف، المزمع عقدها في 25 كانون الثاني الجاري، تزامنًا مع إبداء وزير خارجية النظام، وليد المعلم، موافقة مبدئية على المشاركة، مشروطة بضرورة الحصول على قائمة أسماء شخصيات المعارضة المشاركة.
المعارضة تضع اللمسات الأخيرة
وأوضحت مصادر إعلامية متطابقة أن الهيئة العليا للمفاوضات أبلغت المملكة العربية السعودية بأسماء الشخصيات التي ستفاوض نظام الأسد، السبت 9 كانون الثاني، وعددهم 27 شخصًا، إلى جانب فريق مساند سيخضع إلى دورة تدريبية في فن التفاوض مؤلف من 29 آخرين.
عضو المكتب السياسي لجيش الإسلام، محمد علوش، وفي ختام اجتماعات الهيئة العليا للتفاوض في الرياض، السبت، أعلن عن جاهزية وفد المعارضة للمفاوضات، مشيرًا إلى أن الوفد بدأ بالتدريب على أصول التفاوض وفقًا للاختصاصات المسندة إلى كل شخص، بحسب وكالة 24 الإماراتية.
وأكد المتحدث الرسمي باسم الهيئة العليا للتفاوض، الدكتور رياض نعسان آغا، أن المعارضة أنهت تشكيل هيكل الوفد التفاوضي، وجرى توزيع المهام لكل عضو فيه، لكنه تحفظ على الكشف عن الأسماء حتى يسلم النظام أسماء المفاوضين إلى المبعوث الأممي لسوريا، ستيفان دي ميستورا.
وقال آغا لصحيفة عكاظ السعودية، إن الهيئة رفضت تقديم الأسماء للموفد الدولي دي مستورا خلال اللقاء الأخير كي لا يستخدم النظام أسماء وفد المعارضة لتعطيل عملية التفاوض.
النظام يبدي موافقة مشروطة
من جهته، اشترط وزير خارجية النظام وليد المعلم، ضرورة الحصول على “قائمة التنظيمات الإرهابية وقائمة بأسماء الشخصيات المعارضة التي ستشارك في جنيف”، مؤكدًا في الوقت نفسه استعداد النظام للمشاركة في مفاوضات جنيف في موعدها المقترح.
جاء ذلك خلال استقبال المعلم للمبعوث الدولي للأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا، السبت، في العاصمة دمشق، معتبرًا أن المطلبين شرطان أساسيان للمشاركة في مؤتمر جنيف، وفق ما أعلن مكتب دي ميستورا.
واعتبر المعلم أن جهود الحل السياسي وقرارات مجلس الأمن الأخيرة بخصوص سوريا مرتبطة بـ “صدقية جهود مكافحة الإرهاب التي تستدعي إلزام الدول الداعمة للإرهاب بالتوقف عن ذلك”.
زيارت مكوكية لدي ميستورا
زيارة دي ميستورا إلى دمشق التي وصلها الجمعة، تأتي عقب جولة شملت أنقرة والرياض، ومن المقرر أن يغادر الأحد إلى العاصمة الإيرانية طهران للقاء المسؤولين فيها، وتأتي بعيد توتر في العلاقات بين إيران الداعم الأكبر لنظام الأسد، والسعودية أبرز داعمي المعارضة، على خلفية إعدام الرياض لرجل الدين الشيعي نمر النمر.
وصرح المتحدث باسم دي ميستورا أن الأزمة في العلاقات بين السعودية وإيران “مقلقة جدًا”، وقد تتسبب في “سلسلة عواقب مشؤومة في المنطقة”.
وتأتي زيارة دي ميستورا إلى دمشق عقب إعلان اللجنة العليا للتفاوض المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة السورية أنها تتعرض لضغوط دولية لتقديم تنازلات من شأنها إطالة أمد الصراع في البلاد، ما يعزز شكوكها حيال جدية مفاوضات جنيف المقبلة.
لجنة التفاوض كانت قد أبلغت دي ميستورا، الجمعة، أن على نظام الأسد اتخاذ خطوات لتأكيد “حسن النوايا” قبل أي مفاوضات، ويشمل ذلك وقف قصف المناطق المأهولة بالسكان ورفع الحصار عن المدن والبلدات الخارجة عن سيطرته، الأمر الذي لم يتحقق حتى اللحظة، بحسب المعطيات الميدانية في سوريا، حيث نفذت الطيران الحربي الروسي الداعم للنظام مجزرة راح ضحيتها أكثر من 50 مدنيًا في مدينة معرة النعمان جنوب إدلب، في وقت يشتد فيه حصار بلدة مضايا شمال غرب دمشق.
واتفقت الدول المشاركة في مؤتمر فيينا، تشرين الثاني 2015، على جدول زمني في إطار الحل السياسي للصراع في سوريا، أعقبه في 19 كانون الأول، تبني مجلس الأمن الدولي قرارًا يحدد خارطة طريق لبدء المفاوضات بين المعارضة ونظام الأسد، في ظل تشكيك مراقبين ومحللين سياسيين بجدوى هذا القرار في ظل عدم وجود آليات حقيقية لتنفيذه.