رائحة فم وإمساك وآلام في المفاصل.. هل نشرب ما يكفي من الماء؟

د. أكرم خولاني

يعد الماء المكوّن الأساسي لجسم الإنسان، فهو يشكّل حوالي 60% من وزنه، وهو ضروري لقيام خلايا وأجهزة الجسم بوظائفها بالشكل الأمثل، لذلك يجب تعويض ما يفقده الجسم من الماء من خلال التنفس والتعرق والتبول والتغوط، وذلك بشرب كمية كافية من الماء يوميًا، ولكن قد يهمل أو ينسى بعض الناس شرب الماء خلال اليوم، وهذا يعرّضهم للعديد من المشكلات الصحية، وخاصة في أيام الحر الشديد.

ما العلامات التي تشير إلى عدم شرب كميات كافية من الماء؟

يؤدي فقدان 1% إلى 3% من كتلة الجسم بسبب نقص المياه إلى ظهور الأعراض التالية:

• الشعور بالعطش.
• جفاف الفم والشفاه.
• الشعور بالتعب.
• الدوار.
• الصداع.
• جفاف البشرة.
• ظهور رائحة قوية للبول.
• خروج البول باللون الأصفر الداكن.

ما أبرز الأضرار الصحية التي قد يسببها نقص الماء في الجسم؟

رائحة نفس كريهة: من المعروف أن الماء ضروري لإنتاج اللعاب، الذي يؤدي نقصه لانبعاث الروائح الكريهة، وتكاثر الميكروبات الضارة في الفم، وحدوث التهابات الفم واللثة، وتضرر الأسنان.

الشعور المستمر بالإرهاق وضعف التركيز والصداع النصفي: يؤثر نقص الماء على وظائف الدماغ لدوره في إنتاج النواقل العصبية، ويؤدي لانخفاض القدرة على التفكير السليم وحدوث التعب وآلام الرأس ونوبات الصداع النصفي، وقد أُجريت دراسة أمريكية بيّنت أن 47% من المشاركين الذين يعانون آلام الرأس تحسنت حالتهم مع زيادة كمية الماء التي يشربونها بإضافة 1.5 ليتر يوميًا.

ارتفاع درجة حرارة الجسم: عندما ترتفع درجة حرارة الجسم فإن الماء يخرج منه عن طريق التعرق لتبريده، لذا عندما تقل كمية الماء في الجسم، فإن كمية التعرق تقل، وبالتالي تبقى درجة الحرارة مرتفعة.

مشكلات البشرة: إن عدم شرب الماء بشكل كافٍ يجعل الجلد عرضة للجفاف، وتكوّن التجاعيد المبكرة وحدوث مشكلات البشرة الأخرى.

مشكلات في الكلى والمسالك البولية: قد يؤدي عدم شرب الماء بكميات كافية لفترة طويلة إلى تكوّن حصوات الكلى، كما قد يؤدي كذلك إلى زيادة حدوث التهاب في المسالك البولية.

الإمساك وحرقة المعدة: تؤدي قلة شرب الماء إلى حدوث الإمساك، وزيادة حامضية المعدة، ما قد يتسبب بحرقة المعدة وتقرحات في أنسجتها.

مشكلات في الجهاز التنفسي: إن عدم شرب الماء يؤدي إلى تراكم المخاط ومسببات الحساسية في المجاري التنفسية، ما يزيد الوضع سوءًا بالنسبة لمرضى الربو والتحسس.

آلام المفاصل: يشكّل الماء حوالي 80% من تكوين الغضاريف في المفاصل، لذا قد يؤدي عدم شرب الماء على المدى البعيد إلى التقليل من قدرة المفاصل على تحمل كتلة الجسم والمعاناة من آلام فيها.

التجفاف (Dehydration): يحدث في حالات نقص الماء الشديد في الجسم، ويؤدي لاختلال في كهارل الجسم مثل الصوديوم والبوتاسيوم والفوسفور، التي تعد ضرورية لعملية نقل الإشارات الكهربائية بين الخلايا، وقد يسبب ذلك حدوث النوبات، مثل حركات العضلات اللاإرادية، وقد يحدث هبوط حاد في ضغط الدم، وبالتالي نقص كمية الأكسجين الواصلة لأنحاء الجسم والدماغ، وهذا يؤدي لفقدان الوعي.

ما أعراض وعلامات التجفاف؟

تتمثّل أعراض الجفاف المعتدل لدى البالغين بحدوث جفاف في الفم، وخمول، ووهن العضلات، وصداع في الرأس، ودوخة، وأما لدى الأطفال فقد تتمثل الأعراض بغؤور اليافوخ، وجفاف اللسان والفم، وسرعة الانفعال، وعدم سيلان الدموع عند البكاء، والعيون أو الخدود الغائرة، ونقص التبول (جفاف حفاض الرضيع لمدة ثلاث ساعات أو أكثر).

وفي الحالات المتقدمة من التجفاف يحدث الارتباك، والإغماء، وقلة التبول، وتسارع ضربات القلب والتنفس، وهبوط ضغط الدم، وحدوث الصدمة، وهي حالة مهددة للحياة، لذلك من الضروري الحصول على المساعدة الطبية عند ظهور هذه الأعراض والعلامات.

ما كمية الماء الموصى بشربها يوميًا؟

تختلف الحاجة اليومية من الماء للجسم باختلاف العمر والطقس والنشاط اليومي والحالة الصحية.

وبشكل عام، ولتجنب أضرار عدم شرب الماء، يوصى بشرب:

• الأطفال من 4 إلى 8 سنوات: 5 أكواب يوميًا.
• الأطفال من 9 إلى 13 سنة: 7 إلى 8 أكواب يوميًا.
• الأطفال من 14 إلى 18 سنة: 8 إلى 11 كوبًا يوميًا.
• الذكور 19 سنة فما فوق: 13 كوبًا يوميًا.
• الإناث 19 سنة فما فوق: 9 أكواب يوميًا.
• الحامل: 10 أكواب يوميًا.
• المرضع: 13 كوبًا يوميًا.

لكن قد تختلف الكمية المطلوبة في حالات معيّنة، مثل:

• التعرق بشكل كبير.
• الخروج بالطقس الحار.
• ممارسة الرياضة.
• المعاناة من أمراض معيّنة، مثل: أمراض الكلى، وأمراض الغدة الدرقية، وأمراض القلب، وأمراض الكبد.
• تناول أدوية تعمل على حبس السوائل، مثل: مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، والمسكنات الأفيونية، وبعض الأنواع من مضادات الاكتئاب.