مسابح عائلية “مكلفة” متنفس الصيف في إدلب

  • 2022/08/28
  • 10:25 ص

مزرعة خاصة للإيجار اليومي في مدينة إدلب (عنب بلدي)

إدلب – هدى الكليب

ينتظر الطفل حسان الأصفر الحصول على يوم مميز في المسبح العائلي الذي يحجزه والده لمدة 12 ساعة في كل عام، على مقربة من مكان سكنهم في مخيمات تل الكرامة.

حسان، ابن السنوات العشر، قال لعنب بلدي إنه تعلم السباحة من خلال هذه النزهة السنوية، معبرًا عن سعادته حين يأتي موعد هذا اليوم، فهو يغادر مخيمه متجهًا إلى مزرعة يحظى فيها بفرصة السباحة لوقت طويل.

في الوقت الذي لم يعد يجد فيه السكان بإدلب وسائل ترفيهية مجانية تخرجهم من الواقع المتردي الذي يعيشونه، تقصد بعض العائلات المسابح العائلية (أو المزارع) المنتشرة في شمال غربي سوريا صيفًا، في محاولة من السكان للترويح عن أنفسهم وقضاء أوقات برفقة عائلاتهم، في أمكنة آمنة تحفظ خصوصياتهم وتوفر وسائل للترفيه والمتعة، كالسباحة وبعض الألعاب الأخرى.

تكاليف مرتفعة

تصور روان البري (30 عامًا) أطفالها المستمتعين بالسباحة في المسبح العائلي بالقرب من مدينة الدانا شمالي إدلب، محاولة نسيان المبلغ الذي دفعته لقاء يوم جميل مع أولادها. “إيجار المسبح مرتفع قياسًا بأوضاعنا المادية الصعبة، لكن فرحة الأولاد تنسيني مرارة الاستغناء عن مصروف نصف شهر في يوم”.

روان قالت لعنب بلدي، إنها ادخرت تكلفة إيجار المسبح الخاص (500 ليرة تركية، نحو 30 دولارًا)، على مدار العام لتتمكن من إسعاد أبنائها الأربعة بممارسة السباحة.

وتعتبر المسابح العائلية بدائل الترفيه الآمنة الوحيدة في المنطقة، إلا أنها حكر على ميسوري الحال من الناس، وفي بعض الأحيان على من يتمكنون من تجميع القليل من المال على مدار أشهر.

تتراوح أجرة المزارع المتضمنة مسابح خاصة بين 40 و150 دولارًا، وتختلف باختلاف المنطقة أو الميزات التي تتضمنها ومساحتها.

وتعتبر هذه التكلفة رقمًا لا يسهل تأمينه بالنسبة لمعظم العائلات المقيمة في منطقة إدلب، التي تهتم بتأمين المستلزمات الأساسية وسط الفقر والغلاء وقلة فرص العمل.

هربًا من الغرق

مع بداية فصل الصيف، ترتفع حالات غرق الأطفال في مختلف المناطق بشمال غربي سوريا، تزامنًا مع ارتفاع درجات الحرارة التي تدفع الأهالي إلى السباحة في الأنهار والبحيرات والبرك المكشوفة.

وتتكرر حالات الوفاة نتيجة الغرق في الشمال السوري، وحالات الإنقاذ، حتى أصبحت بوتيرة شبه يومية نتيجة السباحة في المسطحات المائية غير القابلة للسباحة.

ويجدد “الدفاع المدني” بشكل متكرر دعوته الأهالي إلى عدم السباحة في عدة مسطحات مائية وسواقٍ، باعتبارها غير صالحة للسباحة وخطرة جدًا.

وفي 22 من آب الحالي، توفي طفل غرقًا خلال السباحة في نهر “عفرين” بريف حلب الشمالي، كما أنقذت فرق “الدفاع المدني السوري” قبل ذلك بثلاثة أيام12 مدنيًا كادوا أن يغرقوا خلال سباحتهم في “عين الزرقا” غربي إدلب وبحيرة “ميدانكي” شمالي حلب، وقدّمت لبعضهم الإسعافات الأولية اللازمة.

وتزامنًا مع اليوم العالمي للوقاية من الغرق، في 25 من تموز، أحصى “الدفاع المدني” إنقاذ 60 مدنيًا كادوا أن يغرقوا منذ بداية العام الحالي، وأسعفتهم فرقه إلى المستشفيات.

وقالت منظمة الصحة العالمية (WHO)، في بيان لها حينها، إن الغرق هو أحد الأسباب الرئيسة لوفاة الأطفال والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين سنة و24 عامًا على مستوى العالم.

وذكرت المنظمة العالمية أن كل عام يغرق ما يُقدّر بنحو 236 ألف شخص.

وترتبط هذه الوفيات غالبًا بالأنشطة اليومية الروتينية، مثل الاستحمام، وجمع المياه للاستخدام المنزلي، والسفر فوق الماء في القوارب أو العبّارات، وصيد الأسماك، بالإضافة إلى تأثيرات الظواهر الجوية الموسمية أو الشديدة.

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع