ما الذي يجري الآن بينما العالم منشغل بمضايا؟

  • 2016/01/10
  • 10:50 ص

إعدام 5 ناشطين من مدينة الرقة - 3 كانون الثاني 2016 )المكتب الإعالمي لتنظيم "الدولة"(

حنين النقري  – عنب بلدي

بعد 6 أشهر من حصار مضايا، وخلال أسبوع واحد، علمنا بما يجري فيها، وسُلّط الضوء فجأة على الجوع والأسعار والحصار وعدد المدنيين، دون أن ندري لماذا تأخرنا حتى اللحظة أو أين كنّا عندما بدأ المحاصرون بالجوع لنحضر وفاتهم على أضواء الكاميرات.

في مسح إحصائي لمواقع التواصل الاجتماعي وبحث على محرك البحث جوجل، نجد موضوع مضايا احتلّ مؤشرات البحث خلال الأسبوع الأخير، في حين يجري تداول التغريدات عن مضايا بزخم كبير بفاصل أقل من ثانية بين التغريدة والأخرى، لكن بالعودة للخلف أسبوعًا واحدًا نجد أن مؤشر البحث عن كلمة مضايا لا يتجاوز 4% مما هو عليه الآن، بحسب جوجل تريندز، علمًا أن الحصار لم يبدأ منذ أسبوع وأن الكثيرين ماتوا جوعًا قبل هذا التسليط الإعلامي.

فما الذي يجر ي الآن بينما العالم منشغل كليًّا بمضايا؟

إعدام ناشطين وصحفية من قبل تنظيم داعش

بعد يوم واحد من خبر إعدام رقية حسان (أو نيسان إبراهيم) الصحفية المواطنة الأولى في مناطق سيطرة تنظيم “الدولة”، نشر الحساب الخاص بالتنظيم إصدارًا مرئيًا بعنوان “هم العدو فاحذرهم”، الأحد 4 كانون الثاني، يوثّق فيه إعدام 5 ناشطين من الرقّة بتهمة التجسس.

واللافت كان تكرار ذكر مدينة غازي عنتاب على ألسنة من وصفهم الفيديو بـ “المرتدين”، مع ذكر أسماء ناشطين متعاونين معهم مقيمين فيها، في رسالة واضحة باستمرار مسلسل الاغتيالات في تركيا حسبما رآها محمد، وهو جامعيّ مقيم في تركيا، ويقول “أتى إعدام الناشطين ونشر الفيديو غير بعيد من اغتيال الصحفي ناجي الجرف في غازي عنتاب، سمعنا في التسجيل أسماء لناشطين وللمدينة نفسها، هل ينذر هذا بمزيد من السوء؟”.

العنصر المتحدث في التسجيل والطفل الذي يختم معه المشهد ينتميان لجنسيات غير عربية، الأمر الذي يشير إلى حجم “التدخل الخارجي” من كل الأطراف، بحسب تعبير محمد، “ناشطون سوريون يقتلون على أرض سورية بأيد غريبة، وسوريون يُغتالون في أراض تركية بأيد غريبة، وما بينهما روسيا وإيران والتحالف، والدم في كل الأحوال سوريّ”.

مجازر مستمرة في مدن عدة

خلال يومين متتالين (الأربعاء والخميس 6 و 7 كانون الثاني) قتل في الغوطة الشرقية حوالي 30 مدنيًا بقصف الطيران الحربي على عدة بلدات فيها، مثل دوما وعربين وزملكا ومسرابا مستخدمًا القنابل العنقودية، إضافة إلى قرابة عشر ضحايا في قصف جويّ على بلدة ابطع بدرعا.

الآنسة نور من الغوطة الشرقية، جامعية مقيمة في دمشق، تعقّب بقولها “لم نعد ندري أخبار أي منطقة نتابع فكل منها لها مأساتها، ونحن هنا نراقب أهلنا يموتون نعيش مأساة العجز والذنب”.

وتقول نور إن من حولها يتناقلون هذه الأخبار بحذرِ من يخشى مصيرًا مماثلًا، وتوضّح “نشعر أن الناس باتوا يرضون بأقل القليل من أساسيات الحياة من كهرباء وسواها، فقط يريدون سلتهم بلا عنب؛ المهم السلامة وألا تدخل داعش التي يقرؤون أخبار إماراتها بخوف، ولا دخول لجيش حر يخشون عقبه الحصار والموت جوعًا أو قصفًا”.

فيما يقول محمد تعليقًا على المجازر “من المؤسف أن نرى كل ما يجري اليوم ثم نعلم بخطط أمريكية عن بقاء نظام بشار الأسد حتى آذار 2017، ليتنا نرى في هذه الخطط ضامنًا لحماية المدنيين على الأقل!”.

جزئية إذن هي التغطية الإعلامية لأخبار سوريا، فبعد مخيم اليرموك تبرز لنا دوما “التي تباد”، وبعدها حملات إنقاذ نازحي مرج السلطان أو مخيمات اللاذقية، وفي حين كانت مضايا تجوع كان السوريون يكتشفون مضايا أخرى وصلوا إليها متأخرين، وفيما نسلط اليوم كل أضوائنا على آخر مراحل الموت جوعًا في مضايا، ربما يكون ثمة تجهيز لمأساة أخرى تنتظرنا.

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع