مبيدات صينية وتركية تتلف محصول الذرة بريف الرقة
تعهد أحمد الجوادي (40 عامًا)، وهو صاحب صيدلية زراعية بريف الرقة الشرقي، بدفع تعويض مادي لـ 11 مزارعًا كان قد باعهم مبيدًا حشريًا لمحصول الذرة، تسبب بتلف مساحات واسعة من المحصول.
وقال أحمد لعنب بلدي، إنه أخطأ بتقدير كمية المبيد الواجب وضعها في المرشات الزراعية، وذلك بعد أن راجع جيدًا تعليمات الاستعمال المكتوبة على العبوات، ليتكشف أنه ضاعف الكمية، وأن المبيد عالي التركيز، وتقديره الخاطئ كان وراء تلف المحصول.
وقال عدة مزارعين من ريف الرقة، ممن قابلتهم عنب بلدي، إن مساحات واسعة من الأراضي المزروعة بالذرة، تعرضت للتلف بسبب الاستعمال الخاطئ للمبيدات، سواء من المزارعين أنفسهم، أو من قبل الأخصائي الزراعي الذي باع المبيدات، وهي غالبًا ما تكون من مصدر تركي أو صيني.
وأكد عبد الجليل البدر، أحد أبناء ريف الرقة الشرقي، أن مساحات واسعة مزروعة بالذرة تعرضت للتلف، وأن بعض المزارعين أدركوا ذلك مبكرًا بعد اصفرار أوراق الشجيرات، وقدموا على إثر ذلك شكاوى لـ “مكتب الوقاية” في “لجنة الزراعة والري” في “مجلس الرقة المدني”.
وأشار عبد الجليل إلى أن “مكتب الوقاية” لم يتخذ إجراءات، سوى قيامه بجولة ميدانية على الحقول المتضررة، حمّل خلالها المزارعين مسؤولية تلف محاصيلهم، من خلال استخدام مبيدات عديدة، وخلطها مع بعضها دون الرجوع للأخصائيين الزراعيين.
الحل في المخصبات
المهندس الزراعي حسين الرجب، المقيم في الرقة، قال لعنب بلدي، إن استخدام المخصبات الزراعية بكميات جيدة، يمكن أن يقلل من الضرر الذي لحق بمحصول الذرة، وأن يزيد الإنتاجية التي من المؤكد أنها ستضرر هذا العام، على حد وصفه.
وأشار المهندس إلى أن تكرار تعرض المزارعين للخسائر بسبب نوعية البذور والأسمدة، يضع “الإدارة الذاتية” أمام مسؤولية ضبط تجار وأسواق المستلزمات الزراعية بشكل أكبر وأكثر حزمًا.
وفي تصريح لموقع “الإدارة الذاتية” الرسمي، منتصف آب الحالي، قال حمود الخلف، رئيس “مكتب الوقاية” في الرقة، إن الاستخدام الخاطئ لبعض أنواع المبيدات، أدّى لضرر في الذرة الصفراء بنسبة ٥٠ بالمئة.
وطالب رئيس “مكتب الوقاية” المزارعين بالتوجّه إلى وحدات الإرشاد الزراعي القريبة منهم، لتعلّم الطريقة الصحيحة لاستخدام المبيدات، وعدم التردد بمكافحة الحشرات في المراحل الأولى لتفشيها لصعوبة ذلك لاحقًا.
إلى جانب تعدد مصادر المبيدات، ورداءة نوعها أحيانًا، فإن بذور الذرة تشهد ذات المشكلة، ويرى مزارعون في ريف المدينة، أن تعدد مصادر وأنواع بذور الذرة، يضعهم أمام خيارات صعبة، لأنه في حال فشل الموسم، فإنهم يتعرضون للخسارة دون أن يتلقوا تعويضات من أي جهة.
ويحتل محصول الذرة المرتبة الثالثة ضمن أهم المحاصيل الزراعية في الرقة ومناطق أخرى من شمالي وشرقي سوريا بعد كل من القمح والقطن، ويُستخدم كأعلاف للدواجن، إضافة إلى استخدامه في المعجنات وأنواع من الخبز، وينتج منه الزيت النباتي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :