شهدت أسواق مدينة القامشلي موجة غلاء، خلال الأسبوع الحالي، نتيجة التدهور المستمر في قيمة الليرة السورية، وطالت الزيادة أسعار السلع الأساسية وبعض الخدمات، كأجور النقل بالوسائط العامة والخاصة.
وبدأت قيمة الليرة السورية بالانخفاض أمام الدولار الأمريكي، منذ آذار الماضي، لتتجاوز قيمة حافظت عليها لمدة لم تقل عن ثمانية أشهر، تراوحت بين 3500 و3600 ليرة للدولار الواحد.
وانخفضت قيمة الليرة لتكسر حاجز أربعة آلاف ليرة سورية منتصف تموز الماضي، وتصل إلى 4500 ليرة مقابل الدولار الواحد منتصف آب الحالي.
محمد جويد (45 عامًا)، صاحب “بقالية” في القامشلي، قال لعنب بلدي، إنه تعرض لخسارة كبيرة نتيجة “تسارع ارتفاع الدولار وانخفاض قيمة الليرة السورية”، وإنه لم يعد يعرف السعر الذي يجب أن يبيع فيه المواد، فـ”كلما رفعنا السعر نتفاجأ أن الدولار ارتفع أكثر”.
وتابع أن أقل زيادة كانت بقيمة 500 ليرة سورية على سعر أغلب المواد خلال يومين فقط، موضحًا أن ارتفاع الأسعار طال أيضًا الخضار والفواكه، فسعر الكيلوغرام الواحد من البندورة بلغ ألفي ليرة سورية، والباذنجان 1500، والخيار 800، والبطيخ ألف ليرة سورية.
وفي جولة لعنب بلدي على عدة محال للصرافة في مدينة القامشلي، وصل سعر الصرف إلى 4500 ليرة سورية مقابل الدولار الواحد.
كما رصدت عنب بلدي إقبالًا متزايدًا من المواطنين على صالات البيع الخاصة بمؤسسة “نوروز” التابعة لـ”الإدارة الذاتية”، بعد ارتفاع الأسعار الذي طال أغلب السلع الغذائية الأساسية، حيث اصطف السكان في طوابير تحت أشعة الشمس.
وللحد من الازدحام، عمدت المؤسسة إلى حصر البيع بالأفراد الذين يحملون دفتر عائلة فقط، ومنع شراء كميات كبيرة من المواد الغذائية وخاصة السكر والأرز والبرغل، ومنع وقوف من هم دون الـ18 عامًا في الطوابير.
صفية حسين (45 عامًا) قالت لعنب بلدي، إنها اشترت عشرة كيلوغرامات من السكر بسعر 32 ألف ليرة سورية من المؤسسة، بعد أن بلغ سعرها في “البقالية” (محال التجزئة) 45 ألف ليرة سورية، علمًا أن المادة مفقودة من بعض المحال، بينما تباع المعلبات (تونة، سردين، حمّص مطحون، فول معلب) خارج الصالة أغلى بنحو 500 ليرة سورية.
كما اشتكى بعض المواطنين في مدينة القامشلي من زيادة بعض سائقي “التكاسي” تعرفة الركوب ضمن المدينة “بشكل مبالغ فيه”.
سعود الحسين (42 عامًا) من حي قناة السويس، قال لعنب بلدي، إنه دفع 6500 ليرة سورية من أجل “توصيلة” إلى حي الهلالية، في حين أن التكلفة كانت منذ خمسة أيام 3500 ليرة سورية، مشيرًا إلى أن حجة السائق هي شح الوقود وارتفاع أسعاره وزيادة المصاريف نتيجة تدهور قيمة الليرة السورية.
كما زاد سائقو الحافلات على خط حي قناة السويس تعرفة الركوب من 500 إلى 1000 ليرة سورية دون قرار رسمي.
ومن الخدمات التي تأثرت أيضًا، بحسب ما رصدته عنب بلدي، زيادة أسعار بطاقات واشتراكات الإنترنت بنحو دولار أمريكي، بحسب ما قاله عدة مشتركين لعنب بلدي.
تسيطر “الإدارة الذاتية” على القامشلي، باستثناء سيطرة محدود للنظام السوري على عدد من الأحياء، وتدير الملفات الاقتصادية بالمنطقة، لكنها لم تتحرك إلى الآن لكبح هذا التضخم المتسارع للأسعار.
–