منذ أكثر من عشر سنوات، لم تكن مسألة سعة بطارية الهاتف الذكي من الأمور المهمة في اختيار المشتري هاتفًا ما، إذ كانت خصائص “الموبايل” لا تستدعي استهلاك كمية كبيرة من شحن البطارية، كما هي الحال اليوم.
وبعد الإضافات التقنية الحديثة التي انتشرت في عالم الهواتف، أصبح من المتطلبات المهمة لأي هاتف، أن تكون سعة بطاريته كبيرة قدر الإمكان، لئلا يضطر المستخدم إلى شحنه عدة مرات في اليوم.
وتلعب أجيال الشبكات، وشاشة الهاتف، وشغف التصوير، دورًا في تغيير النظرة إلى أهمية بطارية الهاتف الذكي.
أجيال شبكات الاتصال
كان الجيل الثالث (G3) في شبكات الاتصال سائد الاستخدام منذ نحو عشر سنوات، لكن بعد سنوات قليلة طُرح أول الهواتف الداعمة لشبكات الجيل الرابع (G4)، والتي جلبت معها استهلاكًا أعلى بنسبة 10%.
ويُعد الاستهلاك في شحن بطارية الهاتف ناتجًا عن السرعة المضاعفة التي قدمها الجيل الرابع في اتصال الخلوي بالإنترنت، ولم يكن بسبب المكالمات أو عند وجود الهاتف في وضع الاستعداد.
شبكات الجيل الخامس (G5) التي بدأت بالانتشار عالميًا خلال العامين الماضيين، رفعت استهلاك البطارية بنحو 20%، وهو ما يُتوقع أن يزداد في المستقبل مع التطور التقني في مجال الشبكات.
شاشة الهاتف
في السابق كانت شاشات الهواتف الذكية تعمل بدقة 720 بيكسل وإضاءة ضعيفة، في حين وصلت دقتها الآن إلى أربعة أضعاف سابقتها (QHD+)، وإضاءتها إلى 1500 “Nits” (وحدة قياس لمقدار الضوء الذي ترسله الشاشة إلى العينين)، ومعدل تحديثها (عدد المرات التي تقوم فيها الشاشة بتحديث عرض البيانات في الثانية الواحدة) إلى 144 هرتزًا.
ويُضاف إليها حجم الشاشات التي تكبر بازدياد، وخاصية “Always On Display”، التي تجعل شاشة الهاتف تعمل باستمرار عن طريق عرض الساعة والإشعارات التي تصل من التطبيقات المختلفة.
هوس التصوير
لم يكن مستخدمو الهواتف الذكية مهووسين بالتصوير سابقًا مثلما هم اليوم، إذ إن أغلبية المستخدمين يقضون وقتًا مخصصًا في كل حدث لتصويره صورًا عادية أو فيديو، لالتقاط أفضل صورة ليشاركوها لاحقًا على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتعتبر الكاميرا من أكثر خصائص الهاتف الذكي استهلاكًا للطاقة من بطارية الهاتف.