“مئة رسالة حب”.. نزار قباني أحد أكبر فوضويي التاريخ
“أريد أن تعترف الصحافة بي كواحد من أكبر فوضويي التاريخ، فهذه هي فرصتي الوحيدة لأظهر معك في صورة واحدة، وليعرف الذين يقرؤون صفحة الجرائم العاطفية أنك حبيبتي”.
يكسر الشاعر السوري نزار قباني، في ديوانه “100 رسالة حب”، نمطية البنية الشعرية للقصيدة التي كان القارئ العربي ألفها وانسجم معها في أعماله.
وفي الديوان الصادر الممتد على 71 صفحة، يبيّن قباني في مقدمته أن تلك الرسائل كانت أكثر من 100، وأن هذه القصائد بالأصل مقتطفات من رسائل بعث بها قباني إلى حبيبات سابقات، واعتبرها “كل ما تبقى من غبار حبه، وغبار حبيباته”.
وبعد تجريد تلك المقتطفات من الخصوصية والذاتية، جمع الشاعر هذه القطع القصيرة ضمن ديوان واحد، دون أن يعترف بها ككل على أنها شعر خالص، فيقول، “وجدت أن بعض هذه الرسائل فيه شيء كثير من قماشة الشعر، وبعضها الآخر شعر حقيقي”.
وباعتبار أن القصائد مبتورة من نصوص أطول، فهذا يفسر قصرها من جهة، وغياب الأغنية عن الديوان ككل، إلى جانب غلبة الطابع السردي والقصصي الذي يشرح حدثًا أو موقفًا ما، عاشه الشاعر مع حبيبة رحلت تاركة خلفها رسائلها، فلا قوافي أو أوزان شعرية، كما تطغى الصورة حين تغيب الجملة الشعرية وفق المدارس النقدية، ما يمنحها حقها في الحضور، ويهب الجمهور فرصة قراءتها.
وفي إحدى تلك الرسائل، وتحديدًا التي حملت رقم “44”، يقول قباني، “عيناك حفلة ألعاب نارية أتفرج عليها مرة كل سنة، وأظل طوال العام أطفئ الحرائق المشتعلة في جلدي، وفي ثيابي”.
صدر “100 رسالة حب” عام 1970، وهو ليس أكثر أعوام قباني غزارة على مستوى المنتج الشعري، ومع ذلك، فقد صدر له في العام نفسه “قصائد متوحشة”، و”كتاب الحب”.
36 ديوانًا شعريًا، و12 كتابًا نثريًا، بما فيها كتاب يروي السيرة الذاتية لقباني باسم “من أوراقي المجهولة”، إلى جانب مسرحية بعنوان “جمهورية جنونستان”، ومئات الأغنيات المطبوعة على شفاه كبار مطربي الأغنية العربية، مثل عبد الحليم حافظ وفيروز وكاظم الساهر وماجدة الرومي وأم كلثوم، كل ذلك بقلم قباني الذي تنوعت مواضيعه بين السياسة والحب والغضب والثورة والمرأة في البدء والخاتمة.
نزار قباني شاعر ودبلوماسي سوري ولد عام 1923، في حي مئذنة الشحم بدمشق، ويقول أبناؤه تعليقًا على ولادته في 21 من آذار ورحيله في 30 من نيسان 1998، “ولد في الربيع ورحل في الربيع، الربيع كان قدره كما كان الشعر”.
وفي كتابه النثري “قصتي مع الشعر”، يقول نزار قباني، “الأرض وأمي حملتا في وقت واحد، ووضعتا في وقت واحد”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :