قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن هنالك حاجة إلى ضمان “خطوات متقدمة مع سوريا، لإفشال العديد من المكايد التي تمارَس بحق العالم الإسلامي في هذه المنطقة مع جيران تركيا”.
وأضاف أردوغان اليوم، الجمعة 19 من آب، في أثناء عودته من زيارته إلى أوكرانيا للصحفيين، “منذ البداية أصدرت تصريحات تحترم سلامة أراضي سوريا، ونعلن أن المعارضة والنظام بحاجة إلى مصالحة في سوريا، والنظام يريد حلًا عسكريًا، لكن الحل النهائي هو الحل السياسي”، بحسب ما نقلت وكالة “الأناضول“.
“ليست لدينا مشكلة في هزيمة الأسد أم لا”، بحسب الرئيس التركي، و”إذا كانت المعارضة التركية استخدمت هذه السياسة، فهذا يكشف حقيقة الجودة السياسية التي وصلت إليها المعارضة التركية”، منتقدًا أداء المعارضة التركية في هذه المسألة.
وذكّر أردوغان بأنه مع كل الخطوات المتخذة في سوريا، خاصة في شمالي سوريا، من شرق وغرب نهر “الفرات” إلى البحر الأبيض المتوسط، هناك “قتال ضد الإرهاب في العمل الذي يتم تنفيذه مع الروس”.
وقال إن “القوات الأمريكية وقوات التحالف هي التي تغذي الإرهاب في سوريا بشكل أساسي (…) روسيا متضامنة مع النظام، وبحثنا هذه القضايا معهم خلال هذه الزيارة، فلنتضامن مع روسيا أينما كان في سوريا، وخاصة في شمال غربي سوريا”.
وأضاف، “ليست لدينا مطامع على الأراضي السورية لأن أهل سوريا إخواننا، ليست لدينا مثل هذه المشكلة هناك، سلامة أراضيهم مهمة بالنسبة لنا، يجب أن يكون النظام السوري على علم بذلك”.
وأشار أردوغان إلى أنه ناقش مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، هذه الأمور أيضًا خلال زيارته إلى سوتشي، فقال، “آمل أن يتم وضع دستور الفترة المقبلة في أقرب وقت ممكن في سوريا، وسيتم تأمين ذلك، وسيتم اتخاذ خطوات لحل جميع المشكلات”.
تدعم تركيا فصائل المعارضة شمال غربي سوريا، حيث تحظى أنقرة بنفوذ وقواعد عسكرية.
بينما تدعم روسيا النظام السوري الذي يسيطر على مناطق حيوية في سوريا، كالعاصمة دمشق وحلب وحمص وحماة والساحل.
وتسيطر “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، المدعومة من واشنطن، على الشمال الشرقي، وتعتبرها أنقرة امتدادًا لحزب “العمال الكردستاني”، المحظور والمصنف إرهابيًا، وتلوّح بعملية عسكرية جديدة ضدها.
لا يمكن تعطيل الدبلوماسية
وعن التواصل على المستوى السياسي مع النظام السوري، أجاب أردوغان أنه “لا يمكن قطع الحوار السياسي أو الدبلوماسية بين الدول أبدًا”.
وأكد أنه “سيكون هناك دائمًا مثل هذه الحوارات، يجب أن تكون”، وذكر قولًا مأثورًا، “لا تقطع التواصل حتى لو كان مشدودًا بخيط”.
وطرح مثالًا على ذلك بالعلاقة مع مصر، قائلًا، “نحافظ على اتصالاتنا مع مصر على مستوى أدنى، على مستوى وزرائنا في المنطقة، هذه العلاقات لا تحدث من فراغ، لا يمكنك تعطيل الدبلوماسية تمامًا. لقد رأى العالم كله كم نحن نحتاج إلى الدبلوماسية”.
واعتبر أن هدف تركيا الأساسي هو تحقيق السلام الإقليمي، وحماية تركيا من التهديدات الخطيرة لهذه الأزمة والمخاطر.
عن العملية التركية المرتقبة
قال أردوغان، “في الوقت الذي توجد فيه تركيا بالميدان، فإن ركيزتها الدبلوماسية لا تترك أبدًا الجانب الدبلوماسي على الصعيد الميداني”.
وأضاف، “نحن نعلم أنشطة منظمة حزب العمال الكردستاني (PKK)، وكيف يتم توجيه أمن حدود تركيا إلى المحاورين الروس والأمريكيين”.
وأضاف أن قوات الأمن والمخابرات ووزارة الدفاع الوطني التركية على اتصال مع روسيا في كل خطوة تتخذها في سوريا.
وتفاوض أردوغان مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، حول العملية في أثناء لقائه بمدينة سوتشي الروسية، وكانت على جدول أعمال الرئيسين.
وكان وزير الخارجية التركي كشف، في 11 من آب الحالي، عن أنه أجرى محادثة “قصيرة” مع وزير خارجية النظام السوري، فيصل المقداد، على هامش اجتماع “حركة عدم الانحياز” الذي عُقد في تشرين الأول 2021، بالعاصمة الصربية بلغراد.
واعتبر جاويش أوغلو أن من الضروري “تحقيق مصالحة بين المعارضة والنظام في سوريا بطريقة ما”، مضيفًا أنه لن يكون هناك “سلام دائم دون تحقيق ذلك”.
وقال، “يجب أن تكون هناك إرادة قوية لمنع انقسام سوريا، والإرادة التي يمكنها السيطرة على كل أراضي البلاد لا تقوم إلا من خلال وحدة الصف”، بحسب تعبيره.
واستمرت خلال الأسابيع الماضية وسائل الإعلام التركية بتناقل معلومات تتحدث عن اتصال محتمل بين الرئيسين التركي والسوري، رغم النفي الرسمي، إلى جانب أنباء عن زيارة أحزاب تركية معارضة إلى دمشق.
–