قُتل أحد المطلوبين للنظام السوري تحت التعذيب بعد أيام من اعتقاله على أحد الحواجز الأمنية غربي محافظة درعا بتهمة الانتماء لتنظيم “الدولة الإسلامية”.
وأفاد مراسل عنب بلدي في درعا، أن عائلة الشاب محمد العودات، الملقب بـ”حمودة تسيل”، تسلّمت جثته، الخميس، بعد عشرة أيام من اعتقاله على حاجز “الأمن العسكري” في مدينة داعل بريف درعا الغربي.
قوات النظام أنهت حصارها لمدينة طفس، الخميس، بعد إجبارها مطلوبين لها على الخروج من المدينة، ومقتل آخرين على أيدي مقاتلين محليين من أبناء الريف الغربي لدرعا.
“حمودة تسيل” هو أحد المطلوبين للنظام السوري، سُربت له تسجيلات مصوّرة اعترف خلالها بوقوفه خلف عمليات اغتيال واستهداف طالت أفرادًا ووجهاء في مدينة درعا برفقة مطلوبين آخرين.
مَن “حمودة تسيل”؟
محمد ربيع العودات هو شاب عشريني ينحدر من بلدة تسيل بريف درعا الغربي، ومنذ سن الطفولة انضم لتنظيم “الدولة” المسيطر على منطقة حوض اليرموك غربي محافظة درعا حينها.
وفي عام 2018، بعد سيطرة النظام على محافظتي درعا والقنيطرة وإقامة “تسوية أمنية” فيها، توارى العودات عن الأنظار، حتى تموز الماضي.
وفي تموز الماضي، أصيب بجروح بالغة في أثناء مداهمة قوات النظام منزلًا ببلدة اليادودة بحثًا عن القياديين السابقين بفصائل المعارضة إياد جعارة وعبيدة الجراد، إلا أنه تمكّن من الهرب برفقة المطلوبين الآخرين.
اقرأ أيضًا: درعا.. من هما عبيدة الديري وإياد جعارة الملاحقان من قبل النظام
وفي 8 من آب الحالي، تمكّن النظام من اعتقال العودات على حاجز “الأمن العسكري”، عندما كان برفقة القيادي السابق في فصائل المعارضة فادي العاسمي، الذي قُتل بعد اتهامه بتسليم “حمودة تسيل” للنظام.
وتداول ناشطون تسجيلًا مصوّرًا للعودات بعد اعتقاله، إذ تحدث عن ضلوعه بعمليات استهداف برفقة آخرين من بينها عمليات طالت عضوي “اللجنة المركزية”، الشيخ “أبو البراء الجلم” من مدينة جاسم والشيخ محمود البنّات من سكان بلدة المزيريب.
في حين جاء في تسجيل مصوّر آخر حديث “حمودة تسيل” عن عمليات فرض إتاوة نفذها برفقة آخرين على أثرياء من ريف درعا، إضافة إلى تفجير عبوة ناسفة قرب منزل أحد تجار بلدة المزيريب لإجباره على دفع الإتاوة.
بعض الناشطين ممن قابلتهم عنب بلدي في درعا، اعتبروا أن هذه الاعترافات حصلت تحت التعذيب وبالإكراه، نظرًا إلى كون سياسات النظام في التحقيق معروفة بالنسبة للسوريين.
الحملة الأمنية التي قادها النظام السوري على مدينة طفس انتهت بخروج مطلوبين منها دون معرفة الوجهة التي ذهبوا إليها، في حين قُتل قياديون بتنظيم “الدولة” إثر مهاجمتهم من قبل مقاتلين محليين، وهو ما أنهى حملة النظام الأمنية في طفس.
وانسحبت قوات النظام السوري من محيط مدينة طفس، الخميس 18 من آب، بعد التوصل لاتفاق مع ممثلين عن المدينة وخروج المطلوبين منها .
وفي منتصف تموز الماضي، اجتمعت “اللجنة الأمنية” التابعة للنظام السوري في محافظة درعا مع وجهاء من مدن درعا البلد، وطفس، واليادودة، بشكل مُنفصل، للمطالبة بتسليم أو ترحيل مطلوبين للنظام السوري في هذه المناطق.
وأفاد مراسل عنب بلدي في درعا حينها، أن الاجتماع جاء بطلب من اللجنتين “الأمنية” و”العسكرية” بقيادة اللواء مفيد حسن، في 24 من تموز الماضي، ووجهاء مدينتي طفس واليادودة في صالة “الملعب البلدي” وبحضور العميد لؤي العلي، رئيس فرع “الأمن العسكري” بدرعا.
كما نظمت لجان النظام السوري اجتماعًا مع وجهاء درعا البلد للمطالبة بترحيل أسماء محددة مسبقًا لديها من المدينة، وهددت بحملة عسكرية قد تشنها على المدن المذكورة في حال لم تُنفذ مطالبها.
–