صرح وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أن المصالحة بين النظام والمعارضة هي أمر ضروري لاستقرار وسلام دائمين في سوريا.
وقال جاويش أوغلو في مؤتمر صحفي مع وزير خارجية لاتفيا، إدغار رينكيفيكس، اليوم الثلاثاء 16 من آب، “المعارضة السورية تثق بتركيا، ولم نخذلها أبدًا، لكننا قلنا إن المصالحة ضرورية لاستقرار وسلام دائمين في سوريا”، بحسب ما نقله موقع “CNNturk“.
من جهة أخرى، قال جاويش أوغلو، إن “قرار الأمم المتحدة في عام 2015 هو بداية لعملية انتقالية تيسرها الأمم المتحدة بين الأطراف في سوريا، لإجراء انتخابات نزيهة وشفافة، هل هذا صحيح أم لا؟ هذا لا يحدث لأن النظام يقاوم، النظام يؤمن بالحل العسكري وليس بالحل السياسي”.
وندد بتحريف كلامه خلال تصريحاته السابقة المتعلقة بالتعاون مع النظام السوري قائلًا، “ليس فقط بعض المحرضين داخل سوريا، ولكن أيضًا بعض الشرائح داخل تركيا زوّرتها، ومع ذلك، فهذه ليست الكلمات الأولى التي قلناها”.
وأضاف، “نحن نهتم بوحدة أراضي سوريا، وهذا كان هدف المعارضة من تشكيل فريق تفاوضي للتفاوض على هذه العملية الانتقالية مع النظام”.
وبحسب الوزير، “هذه ليست المرة الأولى التي نجمع فيها بين النظام والمعارضة، نحن نقدم مساهمات جادة في هذا الموضوع، لأن المعارضة تثق بنا، ونحن لن نخذلها”.
وبخصوص حادثة حرق العلم التركي في مدينة اعزاز السورية، قال الوزير، “سنكسر الأيدي التي تطال علمنا، نحن نعلم من فعل هذا الاستفزاز”.
وشدد على أن تركيا تؤمن بضرورة اتخاذ الخطوات الضرورية، بما في ذلك استمرار مفاوضات اللجنة الدستورية السورية من أجل تحقيق سلام دائم في سوريا.
واختتم بأنه سيناقش قضايا مثل التطبيع مع أرمينيا والوضع في سوريا في عشاء العمل.
وصرح أمس نائب رئيس “حزب العدالة والتنمية”، حياتى يازجي، أن العلاقات مع النظام السوري يمكن أن تصبح “مباشرة”، وأن يرتفع مستوى تمثيلها.
كما شدد يازجي على أن أهم خطوة لحل النزاعات هي الحوار، بحسب مانقلته قناة “aHaber” التركية.
وبعد تصريحات جاويش أوغلو بأنه أجرى محادثة “قصيرة” مع وزير خارجية النظام، فيصل المقداد، تصاعدت تصريحات حزب “العدالة والتنمية” وحزب “الحركة القومية”.
وعلّق رئيس حزب “الحركة القومية”، دولت بهجلي، الاثنين 15 من آب، بأن “خطوات تركيا تجاه سوريا قيمة ودقيقة”، بحسب ما نقلته وكالة “ahaber” التركية.
وأضاف، وهو حليف “العدالة والتنمية” في الحكم، أن “الكلمات البنّاءة والواقعية لوزير خارجيتنا فيما يتعلق بإحلال السلام بين المعارضة السورية ونظام الأسد هي نفخة قوية للبحث عن حل دائم”.
وبخصوص الاتصال مع رئيس النظام السوري، بشار الأسد، والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قال بهجلي، “لا يوجد مثل هذا الاتصال في الوقت الحالي، لقد أجاب رئيسنا بالفعل عن هذا السؤال لفترة طويلة”.
وتابع أن “أردوغان يرى أنه سيكون من المفيد أيضًا لقاء أجهزة المخابرات، ثم حدث انقطاع. الآن بدأ مرة أخرى. تُطرح العديد من القضايا في المحادثات بين أجهزة المخابرات”.
واختتم رئيس الحزب، بأنه يأمل أن تسود أجواء التطبيع في كل منطقة ومع كل جار بحلول عام 2023.
أدت التصريحات الأخيرة المتعلقة بالسعي للمصالحة بين النظام السوري والمعارضة السورية، إلى تصعيد وردود فعل غاضبة في مناطق مختلفة بالشمال السوري.
وكان الوزير التركي كشف، في 11 من آب الحالي، أنه أجرى محادثة “قصيرة” مع وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، وذلك على هامش اجتماع “حركة عدم الانحياز” الذي عُقد في تشرين الأول 2021، بالعاصمة الصربية بلغراد.
وقال جاويش أوغلو إن من الضروري “تحقيق مصالحة بين المعارضة والنظام في سوريا بطريقة ما”، معتبرًا أنه لن يكون هناك “سلام دائم دون تحقيق ذلك”.
–