توافق سوري- لبناني على قضية “إعادة اللاجئين”
أكد وزير الإدارة المحلية في حكومة النظام السوري، حسين مخلوف، وجود “توافق في الرؤية” مع الجانب اللبناني على إعادة جميع اللاجئين السوريين في لبنان، وليس فقط 15 ألف لاجئ سوري شهريًا، كما ورد في الخطة اللبنانية.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي بعد لقاء مخلوف بوزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، عصام شرف الدين، اليوم الاثنين 15 من آب، لمناقشة خطة إعادة اللاجئين السوريين من لبنان إلى سوريا، والإجراءات المتخذة لذلك، وفق جداول زمنية محددة.
ولفت مخلوف، وفق ما نقلته الوكالة السورية للأنباء (سانا)، إلى “مراسيم العفو” والتسهيلات وتبسيط الإجراءات في المناطق الحدودية، وتأمين الخدمات للعائدين، من نقل وإغاثة، ومساعدات إنسانية، وطبابة وتعليم، لتوفير إقامة آمنة ومريحة لهم، على حد قوله.
الوزير اللبناني من جانبه قال إنه جرى بحث الخطة بتفصيل ودقة، وأبدت “الدولة السورية” استعدادًا لاستقبال جميع الراغبين في العودة، مع التعهد بتوفير جميع متطلباتهم من مساعدات وخدمات.
وكان الرئيس اللبناني، ميشال عون، عقد، في 10 من آب الحالي، اجتماعًا لاستكمال بحث ملف اللاجئين السوريين (يسميهم لبنان نازحين)، وخطة العمل لعودتهم إلى سوريا، وتنسيق التعاون بين الوزارات والأجهزة الأمنية في هذا المجال.
وجرى الاجتماع بحضور كل من وزير الخارجية والمغتربين اللبناني، عبد الله بوحبيب، ووزير الشؤون الاجتماعية، هيكتور حجار، ومدير الأمن العام اللبناني، عباس إبراهيم.
ومنذ حزيران الماضي، يواجه اللاجئون السوريون موجة من التضييق في لبنان، أشعلت شرارتها بوضوح تصريحات المسؤولين اللبنانيين التي شكت من عجز لبنان عن تحمّل أعباء اللجوء.
إلى جانب ذلك، حمّلت فئة من اللبنانيين اللاجئين السوريين مسؤولية تفاقم الوضع الاقتصادي والمعيشي في لبنان، ولا سيما فيما يرتبط بأزمة الخبز التي تتعرض لها البلاد، والتي ارتفعت خلالها أصوات تنادي بمنح الأولوية للبناني على الأجنبي في الحصول على المادة الأساسية.
مفوضية اللاجئين كانت دعت السلطات اللبنانية، في 29 من تموز الماضي، لضمان سيادة القانون، والوقف الفوري للعنف والتمييز ضد المستهدفين المقيمين داخل الأراضي اللبنانية.
وعبر بيان نشرته في موقعها الرسمي الإلكتروني، أعربت عن “قلقها الشديد” إزاء الممارسات التقييدية والتدابير التمييزية ضد اللاجئين في لبنان.
وفي 13 من تموز الماضي، أبدى الرئيس اللبناني رفضه دمج اللاجئين السوريين في المجتمعات التي تستضيفهم، مؤكدًا عدم قبول مثل هذه الخطوة.
عون جدد خلال لقائه نائبة المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا، نجاة رشدي، التأكيد على الموقف اللبناني المطالب بعودة اللاجئين السوريين من لبنان إلى سوريا.
وبينما تحدث الرئيس اللبناني عن 1.5 مليون لاجئ سوري في لبنان، فإن تقريرًا صادرًا عن منظمة “هيومن رايتس ووتش”، في 20 من تشرين الأول 2021، أحصى وجود نحو 852 ألف لاجئ سوري فقط في لبنان.
وفي 4 من تموز الماضي، كشف وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عن خطة لبنانية تنص على إعادة 15 ألف “نازح” بشكل شهري، وفق ما نقلته الوكالة اللبنانية “الوطنية للإعلام”.
وقال شرف الدين أيضًا، خلال زيارته إلى قصر “بعبدا” ولقائه الرئيس اللبناني، إنه “مرفوض كليًا ألا يعود النازحون السوريون إلى بلادهم بعدما انتهت الحرب فيها وباتت آمنة”، وفق تعبيره.
شرف الدين تحدّث في الوقت نفسه عن خطة لتشكيل لجنة ثلاثية تضم النظام السوري ومفوضية شؤون اللاجئين، إلى جانب لجنة رباعية تتكوّن من تركيا والعراق والأردن ولبنان، لتحقيق هذه “العودة”.
هذه التصريحات أتبعها شرف الدين، في 10 من الشهر نفسه، بالحديث عن طلب وجهه لبنان إلى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، التابعة للأمم المتحدة، لترحيل اللاجئين السياسيين من السوريين إلى بلد ثالث.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :