الصين تجدد مناوراتها العسكرية حول تايوان عقب زيارة ثانية لوفد أمريكي
أعلنت الصين عن تدريبات عسكرية جديدة حول تايوان اليوم، الاثنين 15 من آب، عقب زيارة وفد جديد من “الكونجرس” الأمريكي إلى الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي، والتي تعتبرها الصين تابعة لها وتهدد بضمها بالقوة.
وصل المشرّعون الأمريكيون إلى العاصمة تايبيه في زيارة غير معلَنة، في وقت متأخر من الأحد 14 من آب، وهي ثاني مجموعة رفيعة المستوى بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، أوائل آب الحالي، وفقًا لوكالة الأنباء “رويترز“.
تُجدد الزيارة التوترات بين بكين وواشنطن، إذ اعتبرت الزيارة الأولى انتهاكًا للسيادة وترسيخًا لاستقلال الجزيرة الفعلي، وتهديدًا للسلام والاستقرار في مضيق تايوان (جزء من بحر الصين الجنوبي ويتصل مع بحر الصين الشرقي من جهة الشمال الشرقي).
ردًا على زيارة بيلوسي (82 عامًا)، وهي أعلى عضو في الحكومة الأمريكية يزور تايوان منذ 25 عامًا، أجرت الصين تدريبات عسكرية حول تايوان استمرت لقرابة الأسبوعين في محاكات لهجوم فعلي على الجزيرة.
تعتبر الصين زيارات المسؤولين الأمريكيين إلى تايوان أنها تشجيع للجزيرة لجعل استقلالها الفعلي منذ عقود أمرًا رسميًا، وترى أن تايوان ليس لها الحق في إقامة علاقات خارجية.
ليس للولايات المتحدة علاقات دبلوماسية مع تايوان، بعد أن حولت واشنطن اعترافها الدبلوماسي إلى بكين عام 1979، ولكنها تحتفظ بعلاقات غير رسمية معها، كما أنها ملزمة بموجب القانون الفيدرالي بتزويد الجزيرة بوسائل الدفاع عن نفسها.
قالت وزارة الدفاع الصينية في بيان، إن رحلة المشرّعين “تكشف بشكل كامل الوجه الحقيقي للولايات المتحدة كمفسد للسلام والاستقرار في مضيق تايوان”.
وأضاف البيان، “يواصل جيش التحرير الشعبي الصيني التدريب والاستعداد للحرب، ويدافع بحزم عن السيادة الوطنية وسلامة الأراضي، وسيسحق بحزم أي شكل من أشكال استقلال تايوان الانفصالية والتدخل الأجنبي”.
وقالت القيادة الميدانية، إن التدريبات أُجريت بالقرب من جزر بينغو التايوانية الواقعة في مضيق تايوان، وعرضت مقطع فيديو للجزر التقطته طائرة تابعة للقوات الجوية الصينية.
#PLA conducts joint combat-readiness security patrol, combat drills around #Taiwan Island #China #militarydrills https://t.co/0CuxEEsiS9 pic.twitter.com/P6F1z5vrMF
— CCTV+ (@CCTV_Plus) August 15, 2022
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ وين بين، “يحاول عدد قليل من السياسيين الأمريكيين، بالتواطؤ مع القوى الانفصالية لاستقلال تايوان، تحدي مبدأ الصين الواحدة، وهو أمر خارج عن قدرتهم ومحكوم عليه بالفشل”.
عقب الاجتماع مع المشرّعين الأمريكيين، قال رئيس لجنة الخارجية والدفاع الوطني بالهيئة التشريعية التايوانية، إن “الزيارة الأمريكية في هذا الوقت لها أهمية كبيرة، لأن التدريبات العسكرية الصينية تهدف إلى ردع أعضاء الكونجرس الأمريكي عن زيارة تايوان”.
وأضاف أن “الزيارة هذه المرة تثبت أن الصين لا تستطيع منع السياسيين من أي دولة من زيارة تايوان، كما أنها تنقل رسالة مهمة مفادها أن الشعب الأمريكي يقف إلى جانب الشعب التايواني”.
إلى جانب المخاطر الجيوسياسية المتمثلة في تصاعد التوترات بين قوتين عالميتين، يمكن أن يكون لأزمة ممتدة في مضيق تايوان (أحد أكثر ممرات الشحن ازدحامًا في العالم) تداعيات كبيرة على سلاسل التوريد الدولية، في وقت يواجه فيه العالم تداعيات “الغزو” الروسي لأوكرانيا.
بالإضافة إلى ذلك، تعد تايوان مزودًا مهمًا لأشباه الموصلات (رقائق إلكترونية) عالية الجودة، تلعب دورًا في توازن الصناعات الكبرى، بما في ذلك قطاعات التكنولوجيا الصينية، وفقًا لوكالة الأنباء “أسوشيتد برس“.
تعيش تايوان تحت تهديد الغزو الصيني منذ عام 1949، عندما فرّت حكومة جمهورية الصين المهزومة إلى الجزيرة، بعد حرب أهلية انتهت بانتصار الحزب الشيوعي في الصين، ولا توجد علاقات رسمية بين الجانبين، لكنهما مرتبطان بمليارات الدولارات من التجارة والاستثمار.
لم تستبعد الصين أبدًا استخدام القوة لوضع تايوان تحت سيطرتها، بينما تقول حكومة تايوان إن جمهورية الصين الشعبية لم تحكم الجزيرة قط، وبالتالي ليس لها الحق في المطالبة بها، وإن سكانها البالغ عددهم 23 مليونًا فقط هم من يمكنهم تقرير مستقبلهم.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :