طريق دركوش- عزمارين.. مشروع صيانة متوقف يكدّر عيش الأهالي

camera iconطريق "دركوش- عزمارين" في ريف إدلب الغربي- 10 من آب 2022 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي- ريف إدلب

تخلو أغلب الطرق العامة في ريف إدلب الغربي من معايير السلامة المرورية، وهي في أساسها طرق زراعية غير معبدة، وغير مؤهلة، وتغيب عنها الشواخص والعلامات ولوازم الإنارة، ولا تعتبر آمنة لانتقال المركبات.

وتشهد منطقة شمال غربي سوريا، عمومًا، ضعفًا في بنية الطرقات العامة، مع قلة مشاريع الصيانة التي تتحمل مسؤوليتها السلطات المحلية.

وبدأت، منذ منتصف حزيران الماضي، أعمال صيانة وتعبيد الطريق الواصل بين مدينة دركوش وبلدة عزمارين، على طول الخط الواصل بين قرية الحفرية وحتى عزمارين، وتعمل على هذا المشروع منظمة “إعمار” المعنية ببناء المنشآت العامة والخاصة في إدلب، بالتعاون مع المجلس المحلي في المنطقة.

أعمال الصيانة هذه جاءت مدفوعة بمعاناة سكان المنطقة منذ العام 2012، فالطريق غير مؤهل لتنقل المركبات، وتكثر فيه الحفر والحجارة، ما يتسبب بتضرر المركبات، ويزيد من احتمالات حصول الحوادث المرورية.

ويضطر الأهالي، في بعض الأوقات، لسلك طرقات جبلية وعرة بديلة عن هذا الطريق الحيوي.

أضرار بسبب توقف الصيانة

يشتكي سكان المناطق وأصحاب المزارع الممتدة على الطريق، منذ بداية أعمال الصيانة وحتى مطلع آب الحالي، من انتشار الأتربة والغبار مع توقف أعمال الصيانة، وترك أكياس الرمل والأسفلت في الطريق.

تأثرت مزروعات حسن العوض (43 عامًا)، بسبب كثافة الأتربة التي نتجت عن توقف أعمال الصيانة، حيث غطت الأتربة المزروعات المكشوفة بجانب الطريق بشكل كامل.

“تضرر موسم الباذنجان في أرضي، كله راح، والمزروعات اختنقت بسبب الغبار، تعبنا ونحن نزرع من أول السنة لآخرها، عائلتي كلها كانت تعمل معي لزراعة الأرض، والآن تضررنا بسبب بقايا الأكياس التي تركوها في الطريق”، يشتكي المزارع حسن العوض لعنب بلدي.

كما تضرر محصول الطماطم الخاص بمصطفى الجمل (35 عامًا)، بسبب تعطل أعمال الصيانة، وفق ما قاله لعنب بلدي، مع انتشار الأتربة في أرضه وبيته المكشوف على الطريق، “جاؤوا كي يصلحوا الطريق، فبدل ذلك صار عندي ضرر في أرضي وبيتي. إنتاج الزرع سيقل كثيرًا بسبب إغلاق مسامات النباتات”.

وبحسب استطلاع للرأي أجرته عنب بلدي، قال ستة أشخاص من سكان المنطقة، إن الطريق تحول بعد بدء أعمال الصيانة من طريق مليء بالحفر إلى مصدر للغبار والأتربة، خصوصًا مع ارتفاع درجات الحرارة في هذا الوقت، وهو ما قد يسبب أضرارًا صحية للأهالي، “بيوتنا امتلأت بالغبار، لا نستطيع فتح الشبابيك والأبواب، ونمسح أرضية البيوت باليوم الواحد خمس مرات، كنا نأكل هم السفر لدركوش أو عزمارين، الآن صرنا نأكل هم البقاء في بيوتنا”، مشيرين إلى أن وقت الصيانة تجاوز حده الاعتيادي.

ويمتد الطريق الذي تجري عليه أعمال الصيانة مسافة خمسة كيلومترات، من قرية الحفرية شمال دركوش، مرورًا بقرى الغزالة والرمادية، وصولًا إلى عزمارين، ويعد الطريق الرئيس الواصل بين مدينة دركوش وبلدة عزمارين.

ويمر الطريق من مناطق زراعية محاطة بالأشجار والمزروعات، وتسببت الأتربة والغبار بضرر للمزروعات، حتى اضطر بعض المزارعين لإيجاد طرق بديلة لتلافي الضرر، بحسب ما رصدته عنب بلدي، ومنها غسل محاصيلهم بالماء لإزالة الغبار من على أوراقها، وقد يغسلونها مرتين يوميًا، لكن هذه الحلول غير مجدية، منتظرين معالجتها من قبل الجهة المسؤولة، بحسب ما قالوه لعنب بلدي.

أكثر من مشروع معًا

بعد بدء تنفيذ مشروع التعبيد والصيانة الذي تشرف عليه منظمة “إعمار”، بدأت أيضًا منظمة “مرام” بتنفيذ مشروع صرف صحي في قرية الغزالة والرمادية، ما أدى إلى توقف أعمال الصيانة بشكل مؤقت حتى إنهاء أعمال الحفر في مشروع الصرف الصحي.

حاولت عنب بلدي التواصل مع المسؤول عن أعمال صيانة الطرق في منظمة “إعمار” لسؤاله عن سبب تأخر أعمال الصيانة، لكنها لم تتلقَّ أي رد حتى تاريخ إعداد هذا التقرير.

في الوقت نفسه، أرجع رئيس المجلس المحلي في منطقة ريف دركوش الشمالي، فاتح الحمود، لعنب بلدي تأخر الانتهاء من صيانة الطريق لعدة أسباب، منها إنشاء عبّارات لتصريف مياه الأمطار، بالإضافة إلى أعمال الحفر التي تنفذها منظمة “مرام” على نفس الطريق في منطقتي الغزالة والرمادية.

وتملأ الحفر أغلب الطرق في المناطق التي تسيطر عليها حكومة “الإنقاذ”، جراء غياب أعمال الصيانة منذ العام 2012، في ظل ضعف الاهتمام وغياب الدعم الحكومي لهذا القطاع الحيوي، باستثناء مشاريع تنفذها بعض المنظمات.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة