د. أكرم خولاني
يُطلب تحليل التروبونين لنفي أو تأكيد تشخيص الإصابة بالنوبة القلبية عند حدوث الأعراض والعلامات المشابهة للنوبة القلبية، كما يُستخدم عند تفاقم العلامات والأعراض في تقييم الأشخاص المصابين بالذبحة الصدرية (الخناق الصدري)، أو تقييم الأشخاص الذين لديهم إصابة في القلب غير النوبة القلبية، ويعانون من بعض العلامات والأعراض مثل ألم الصدر.
ما التروبونين؟
يمثّل أنزيم التروبونين (Troponin) مجموعة من البروتينات تعمل معًا على انقباض العضلات الهيكلية وعضلة القلب من خلال تنظيم الكالسيوم، ويقسم أنزيم التروبونين إلى ثلاثة أنواع رئيسة هي:
التروبونين “T”: يلعب التروبونين “تي” TnT)) دورًا رئيسًا في انقباض العضلات الهيكلية وعضلة القلب.
التروبونين “I”: يسمى التروبونين “آي القلبي” (cTnI)، وهو يحافظ على استرخاء العضلة القلبية من خلال منع بروتينات أخرى من الارتباط ببعضها، ويشير انطلاق التروبونين “I” في مجرى الدم إلى حدوث إصابة مثل جرح أو تلف في أنسجة عضلة القلب.
التروبونين “C”: يتسبب ارتباط الكالسيوم في بروتين تروبونين “سي” TnC)) بتفاعلات تؤدي إلى تثبيط مفعول التروبونين “I” المرخي للعضلة، ما يؤدي إلى انقباضها.
ويربط الأطباء بين التروبونين والأزمات القلبية، ففي حالة النوبة القلبية يكون تدفق الدم عبر الشرايين التاجية، وهي الشرايين التي تغذي عضلة القلب بالدم، منخفضًا أو متوقفًا، ما يحرم عضلة القلب من الأكسجين، ويتسبب في موت خلايا عضلة القلب، الأمر الذي يؤدي إلى تسرب بروتينات التروبونين الموجودة في تلك الخلايا إلى مجرى الدم.
وتجدر الإشارة إلى أن فحص أنزيمات القلب يشمل بالإضافة إلى مستوى التروبونين “I”، والتروبونين “T”، فحص مستويات الميوغلوبين، وفحص الكرياتين فوسفوكيناز CPK))، إلا أن تحليل التروبونين هو الاختبار الأفضل لتشخيص النوبة القلبية.
ما تحليل التروبونين؟
يجرى تحليل تروبونين القلب لمعرفة نسبة بروتينات التروبونين “I” و”T” في الدم عند التعرض لنوبة قلبية، ويمكن إجراء هذا الفحص للكشف عن حالات مرضية أخرى.
وقد تم تطوير عدة أجيال من فحص التروبونين للحصول على نتائج أكثر دقة وموثوقية حول نسبة التروبونين في الدم للكشف عن النوبة القلبية بشكل أسرع وأكثر دقة، ويُعرف هذا الفحص بفحص التروبونين القلبي العالي الحساسية “High-Sensitivity Troponin Test ” (hs-cTnT).
ويمكن لهذا الفحص الكشف عن المستويات المنخفضة جدًا من التروبونين القلبي في الدم، ما يساعد على تشخيص النوبات القلبية بشكل أسرع من الفحص العادي، ويمكن أن تساعد النتائج السلبية من هذا الفحص على استبعاد تلف القلب الناجم عن مرض الشريان التاجي.
متى يُجرى تحليل التروبونين؟
يتم إجراء اختبار تحليل التروبونين في حال الاشتباه بالإصابة بالنوبة القلبية، وذلك عند حدوث الأعراض التالية:
- الشعور بألم وعدم راحة في الصدر يشبه الشعور بالضغط.
- ضيق التنفس.
- الغثيان أو القيء.
- التعرق البارد المفاجئ.
- الدوار أو الدوخة.
- ألم في أجزاء أخرى من الجسم كالفك، والذراع، والرقبة، والظهر.
- التعب الشديد.
كيف يُجرى تحليل التروبونين؟
يُجرى التحليل عن طريق سحب عينة دم عشوائية من أحد أوردة الذراع، وتوضع في أنبوب اختبار وتُحلل مخبريًا، ولا يتطلّب إجراء التحليل أي تحضيرات أو استعدادات مسبقة.
كيف تُفسر نتائج تحليل التروبونين؟
تقيس المختبرات نتائج التحليل بوحدة النانوغرام لكل مل من الدم (ng/ml)، ويشمل معدل التروبونين الطبيعي في الدم عند إجراء فحص التروبونين العادي ما يلي:
نسبة تروبونين “تي القلبي” (cTnT): تكون نسبته أقل من 0.1 نانوجرام/مل من الدم.
نسبة تروبونين “آي القلبي” (cTnI): تكون نسبته أقل من 0.03 نانوجرام/مل من الدم.
وتشمل نسب فحص التروبونين القلبي العالي الحساسية الطبيعية ما يلي:
للرجال: أقل من 14 نانوجرام/ليتر من الدم.
للنساء: أقل من 22 نانوجرام/ليتر من الدم.
التروبونين موجود بكميات صغيرة جدًا في الدم، ولا يتم الكشف عنها إلا في حالة وجود ضرر ما، وظهور المستويات المرتفعة له خلال ست ساعات من بدء الأعراض يدل على حدوث نوبة قلبية، وتستمر بالارتفاع حتى 12 ساعة، ويتوقع استمرارها حتى أسبوع إلى أسبوعين بعد التعرض للنوبة، وظهور مستويات طبيعية منه بعد 12 ساعة من ظهور آلام في الصدر لدى المريض يشير إلى أنه لم يتعرض لنوبة قلبية، ولكن إذا كانت مستويات التروبونين عند إجراء فحص التروبونين القلبي العالي الحساسية مرتفعة، ولم يشر مخطط كهربية القلب (ECG) إلى حدوث نوبة قلبية حادة، فقد يجري الطبيب الفحوصات التالية لمعرفة سبب ارتفاع التروبونين:
- قسطرة القلب.
- مخطط صدى القلب.
- اختبار إجهاد القلب.
- التصوير المقطعي المحوسب.
وقد يدل ارتفاعه على عدة مشكلات صحية، مثل:
- مشكلات في نبضات القلب.
- ارتفاع مستوى ضغط الدم.
- انسداد في الشريان الرئوي بسبب الجلطة.
- فشل القلب الاحتقاني.
- تشنج الشريان التاجي.
- التهاب عضلة القلب.
- التمارين الرياضية الكثيفة.
- الصدمة التي تصيب القلب بعد التعرض لحادث.
- ضعف عضلة القلب.
- الفشل الكلوي.
كما ترتفع مستوياته في الإجراءات الطبية الآتية:
- قسطرة القلب.
- إزالة الرجفان القلبي.
- عملية القلب المفتوح.
- إزالة الترددات الراديوية من القلب.
ما العوامل التي قد تؤثر في نتائج تحليل التروبونين؟
تعرض العضلات الهيكلية لإصابة شديدة، الذي قد يزيد من مستوى التروبونين بصورة خاطئة.
ترتفع مستويات تروبونين “T” بصورة خاطئة لدى مرضى غسيل الكلى.
يمكن أن يؤدي إجراء هذا التحليل بعد وقت قصير من حدوث النوبة القلبية إلى إعطاء نتيجة سلبية كاذبة، إذ يستغرق التروبونين القلبي 3- 4 ساعات للارتفاع بعد بدء موت خلايا القلب، لذا يحتاج المصاب إلى إجراء التحليل عدة مرات على مدار ساعات قليلة بعد بدء ظهور الأعراض.