قفزت أسعار الفروج في درعا بشكل مفاجئ منذ مطلع شهر آب الحالي، إذ وصل سعر الفروج اليوم، الخميس 25 من آب، إلى 12 ألفًا و500 ليرة سورية، بعد ثبات مؤقت سجله عند حوالي 11 ألف ليرة، خلال الأسابيع الأولى من الشهر، وذلك بعد أن كان يباع بنحو ثمانية آلاف ليرة، خلال شهر تموز الماضي.
وبحسب ما رصدت عنب بلدي، ارتبط الارتفاع بعوامل تتعلق بخسارات متلاحقة للمربين بعد غلاء أسعار الأعلاف، ما دفعهم لرفع الأسعار، بالإضافة إلى أثر ارتفاع درجات الحرارة على أفواج التربية، الأمر الذي أدى لنفوق أعداد من الطيور.
ابراهيم (40 عامًا) صاحب مسلخ فروج في ريف درعا، قال لعنب بلدي، إن عددًا من المربين أغلقوا مداجنهم بعد خسارات متتالية في تربية الأفواج، وإن غلاء الأعلاف هو السبب الرئيس في زيادة التكلفة، إذ وصلت تكلفة كيلو العلف لنحو 3500 ليرة سورية.
وأضاف ابراهيم، تحفظت عنب بلدي عن ذكر اسمه الكامل حفاظًا على سلامته الأمنية، أن حرارة الجو أدت لنفوق أعداد كبيرة من الطيور، وذلك بسبب تأثر الدجاج بحرارة الصيف العالية كتأثره تمامًا ببرودة الشتاء.
بدوره، أرجع عضو غرفة زراعة دمشق، مازن مارديني، في حديثه لصحيفة “الوطن” المحلية، في 11 من آب الحالي، ارتفاع أسعار الفروج لنفوق نحو 30% من الطيور خلال موجة الحر التي ضربت سوريا مطلع الشهر الحالي، بالإضافة إلى عوائق أخرى تتمثل في ارتفاع تكلفة الإنتاج المتمثلة بسعر الأعلاف.
وبحسب مارديني، أدى تراكم هذه العوامل لتآكل راس المال حتى أصبحت تجارة الدواجن والبيض تجارة ضعيفة دفعت المربين للعزوف عن التربية.
بعيد عن متناول السكان
وبحسب ما رصدت عنب بلدي، عزف عدد من سكان درعا عن شراء الفروج بعد ارتفاع سعره.
إيمان (30 عامًا)، من سكان تل شهاب بريف درعا الغربي، اشتكت ارتفاع أسعار الفروج.
وقالت إيمان، التي فضلت عدم ذكر اسمها الكامل لأسباب أمنية، لعنب بلدي، إن أسعار الفروج أبعدته عن مائدة الطعام.
من جهته، أوضح ابراهيم، صاحب مسلخ الفروج، أن ارتفاع الأسعار يؤثر على مبيع الفروج، إذ إنه بات لا يبيع في اليوم أكثر من خمسة طيور، في الوقت الذي كان يبيع خمسة أقفاص باليوم الواحد، وذلك عندما كان سعره لا يتجاوز ثمانية آلاف ليرة سورية.
وأضاف ابراهيم، أن معظم الفروج المتواجد حاليًا هو تحت وزن 2 كيلوجرام، إذ يسعى المربي لبيع الفوج مبكرًا، تفاديًا لنفوق الطيور وتوفير تكلفة التغذية.
ووصل سعر كيلو صدر الدجاج في محال درعا إلى 19 ألف ليرة سورية، وسعر كيلو الفخذ إلى 18 ألفًا، وكيلو سودة الدجاج إلى 20 ألف ليرة.
وفي 4 من تموز الماضي، أرجع مدير عام المؤسسة العامة للدواجن، سامي أبو الدان، ارتفاع أسعار الفروج إلى بدء الموسم السياحي، وازدياد الطلب عليه مقارنة بضعف الإنتاج.
وأشار أبو الدان إلى أن ارتفاع التكاليف والتسعير يشكّل “عقبة” أمام صغار المربين، الأمر الذي تسبب بخروج نسبة كبيرة من المداجن والمنشآت عن التربية والإنتاج، حيث وصلت إلى نحو 70% من المربين بالقطاع الخاص، موضحًا وجود “عدم توافق” بين أسعار النشرات التموينية وتكاليف الإنتاج الحقيقية.
وتشهد مختلف مناطق سوريا تدهورًا في الوضع المعيشي، والواقع الاقتصادي، انعكس سلبًا على أسعار السلع الغذائية والمنتجات الأخرى، أمام عجز حكومي عن ضبط الأسواق والأسعار لحماية لقمة المواطن.