غضب في الشمال السوري بعد تصريحات تركية بشأن “المصالحة” مع الأسد
أدت التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، المتعلقة بالسعي للمصالحة بين النظام السوري والمعارضة السورية، إلى تصعيد وردود فعل غاضبة في مناطق مختلفة بالشمال السوري.
وكان الوزير التركي كشف، في 11 من آب الحالي، أنه أجرى محادثة “قصيرة” مع وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، وذلك على هامش اجتماع “حركة عدم الانحياز” الذي عُقد في تشرين الأول 2021، بالعاصمة الصربية بلغراد.
واعتبر جاويش أوغلو أن من الضروري “تحقيق مصالحة بين المعارضة والنظام في سوريا بطريقة ما”، معتبرًا أنه لن يكون هناك “سلام دائم دون تحقيق ذلك”.
وأضاف، “يجب أن تكون هناك إرادة قوية لمنع انقسام سوريا، والإرادة التي يمكنها السيطرة على كل أراضي البلاد لا تقوم إلا من خلال وحدة الصف”، بحسب تعبيره.
وأصدرت إدارة “التوجيه المعنوي” في “الجيش الوطني السوري”، المدعوم من تركيا، بيانًا قالت فيه، إن “نظام الأسد المجرم خطر على الشعب السوري والتركي والمنطقة، وهو مخلب إيران وذيل روسيا، وراعي الإرهاب الداعشي والقسدي”.
#بيان صادر عن:#إدارة_التوجيه_المعنوي
تلغرام: https://t.co/n3JAsx1Q77 pic.twitter.com/mjSe7FQ3aD
— التوجيه المعنوي (@tawjih_syria) August 11, 2022
واعتبرت أن المصالحة مع النظام السوري مصالحة مع “الإجرام والإرهاب والطائفية، وعدا عن أنها خيانة، فهي تدمير للمنطقة وتسليمها للفوضى والتكفير والخراب”.
من جهتها، قالت إدارة الشؤون السياسية في حكومة “الإنقاذ”، صاحبة النفوذ في إدلب، في بيان، “تابعنا باستنكار شديد هذه التصريحات التي أساءت للشعب السوري وثورته العظيمة، وكذلك لمواقف الدول التي تعاطفت ودعمت وساندت هذه الثورة المباركة، انطلاقًا من مبادئها الأخلاقية والإنسانية وفي مقدمتهم الجمهورية التركية وحكومتها الكريمة، وتأتي هذه التصريحات في سياق مصلحي لا يليق بمبادئ السياسة التركية المنحازة للقضايا العادلة للشعوب المظلومة”.
تعليقًا على تصريحات وزير الخارجية التركي "تشاويش اوغلو"#إدارة_الشؤون_السياسية #الثورة_السورية#إدلب pic.twitter.com/jmy3DQ3tAY
— إدارة الشؤون السياسية – سوريا (@syriadpa) August 11, 2022
وأكدت في بيانها أن الثورة السورية ليست ملكًا لجهة أو دولة لتستخدم “كورقة سياسية مقابل دعمها وتبني مواقفها”.
وأصدرت نقابة “المحامين الأحرار في سوريا” بيانًا أدانت فيه تصريحات جاويش أوغلو، واعتبرته منعطفًا خطيرًا يهدد الشعب السوري وتضحياته.
وشهد الشمال السوري، الخاضع لسيطرة المعارضة، مظاهرات في مدن بينها اعزاز وجرابلس ومارع وإدلب، تنديدًا بالتصريحات التركية الأخيرة.
وتداول ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي دعوات للتظاهر ضد التصريحات التركية اليوم، الجمعة، في مناطق متفرقة من إدلب وريف حلب.
وفي 9 من آب الحالي، نشرت صحيفة “Türkiye” تقريرًا نقلت فيه عن مصادر لم تسمِّها احتمال إجراء مكالمة هاتفية بين الرئيس التركي ورئيس النظام السوري.
وتحدث تقرير الجريدة عن وجود اتصالات دبلوماسية من دولة خليجية ودولة إفريقية إسلامية مع الجانبين التركي والسوري، من أجل إعادة العلاقات التركية- السورية ولقاء بين الرئيسين، في حين قالت أنقرة، إن هذه الخطوة “مبكرة جدًا”، وأضافت أن “من الممكن إجراء مكالمة هاتفية”.
وأوضحت الصحيفة أن السلطات التركية وحكومة النظام السوري، وصلتا إلى مرحلة تشكيل “لجنة من الخبراء” من الطرفين المختصين بالشأن السوري، ضمن حركة المفاوضات بين تركيا والنظام.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :