أعلنت الصين عن مناورات عسكرية جديدة تشمل المجال البحري والجوي حول تايوان اليوم، الاثنين 8 من آب، بعد يوم من انتهاء أكبر مناوراتها احتجاجًا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، إلى تايوان الأسبوع الماضي.
وقالت قيادة مسرح العمليات الشرقية في الصين، إن التدريبات تركز على عمليات ضد الغواصات والهجوم البحري، وهو ما يستهدف دعم الولايات المتحدة لتايوان في حالة حدوث غزو صيني محتمل، وفقًا لوكالة الأنباء “أسوشيتد برس“.
لم تعلن الصين بعد عن المدة والموقع الدقيق للتدريبات الجديدة.
وبالمقابل، خففت تايوان قيود الطيران بالقرب من مناطق التدريبات الصينية الست السابقة المحيطة بالجزيرة، والتي بدأت في 4 من آب الحالي.
نددت وزارة الخارجية التايوانية بهذه الخطوة، قائلة إن الصين تتعمد خلق أزمات، وطالبت بكين بوقف عملياتها العسكرية والانسحاب.
وقالت الوزارة في بيان، “في مواجهة التخويف العسكري الذي تسببه الصين، لن تخاف تايوان ولن تتراجع، وستدافع بقوة أكبر عن سيادتها وأمنها القومي وطريقة عيشها الحرة والديمقراطية”.
وشملت التدريبات السابقة إطلاق 11 صاروخًا باليستيًا قصير المدى خلال أربعة أيام، بالإضافة إلى مناورات بالطائرات الحربية وتحركات سفن عبر خط الوسط لمضيق تايوان الذي يفصلها عن الصين، ردًا على زيارة بيلوسي إلى الجزيرة التي تزعم الصين أنها تابعة لها وتهدد بضمها بالقوة.
تجاهلت الصين الدعوات لتهدئة التوترات، ولم يكن هناك مؤشر فوري على موعد إنهاء ما يرقى إلى مستوى الحصار.
وتعتبر الصين زيارات المسؤولين الأمريكيين إلى تايوان أنها تشجيع للجزيرة لجعل استقلالها الفعلي منذ عقود أمرًا رسميًا، وترى أن تايوان ليس لها الحق في إقامة علاقات خارجية.
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ وين بين، إن الصين “ستحمي بشدة سيادة وسلامة أراضيها، وتردع الولايات المتحدة بحزم عن احتواء الصين في قضية تايوان، وستحطم وهم السلطات التايوانية بالاعتماد على الولايات المتحدة من أجل الاستقلال”.
ردًا على المناورات الصينية، قالت وكالة الأنباء المركزية التايوانية الرسمية، إن الجيش التايواني سيجري مناورات بالذخيرة الحية جنوبي البلاد غدًا الثلاثاء وحتى الخميس 11 من آب الحالي.
ودعت الرئيسة التايوانية، تساي إنغ ون، المجتمع الدولي إلى “دعم تايوان الديمقراطية”، ووقف أي تصعيد للوضع الأمني الإقليمي.
وانتقدت مجموعة الدول السبع الصناعية تصرفات الصين، ما دفع بكين إلى إلغاء اجتماع بين وزير خارجيتها ونظيره الياباني، كما قطعت بكين محادثات الدفاع والمناخ مع واشنطن، وفرضت عقوبات على بيلوسي ردًا على زيارتها، وفقًا لوكالة الأنباء “رويترز“.
أكدت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، التزامها بسياسة “صين واحدة”، وأشارت إلى أن زيارة بيلوسي لا تعتبر انتهاكًا للسيادة الصينية.
ليس للولايات المتحدة علاقات دبلوماسية مع تايوان، بعد أن حولت واشنطن اعترافها الدبلوماسي إلى بكين عام 1979، ولكنها تحتفظ بعلاقات غير رسمية معها، كما أنها ملزمة بموجب القانون الفيدرالي بتزويد الجزيرة بوسائل الدفاع عن نفسها.
انقسمت تايوان والصين عام 1949 بعد حرب أهلية انتهت بانتصار الشيوعيين في الصين، وتقول الحكومتان إنهما دولة واحدة لكنهما تختلفان حول أيهما أحق بالقيادة الوطنية، وليس للجانبين علاقات رسمية لكنهما مرتبطان بمليارات الدولارات من التجارة والاستثمار.
–