“بكم السكر اليوم؟” صار السؤال اليومي الذي يتردد على ألسنة أهالي درعا، في ظل ارتفاع أسعار المادة لمستويات غير مسبوقة في السوق “السوداء” خلال الأيام الماضية.
وبحسب ما رصدت عنب بلدي، ارتفع سعر كيلو السكر في الأسواق المحلية، منذ مطلع آب الحالي، ليتجاوز خمسة آلاف ليرة سورية (1.25 دولار تقريبًا).
وفي 4 من آب الحالي، حددت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حكومة النظام السوري، أسعار جديدة لبيع مادة السكّر للمستهلك، إذ وصل سعر مبيع الكيلو الواحد من السكّر “الدوكما” بثلاثة آلاف و700 ليرة، كما حددت سعر مبيع الكيلوغرام الواحد من السكر “المعبأ” بثلاثة آلاف ليرة بدلًا من أربعة آلاف و400 ليرة.
مادة لا يمكن الاستغناء عنها
يعتبر السكر أحد أهم المواد التي لا يستغني عنها سكان درعا، خاصة أن الشاي المحلّى هو المشروب الشعبي لسكان المحافظة.
محمود (27 عامًا) من سكان ريف درعا الغربي، قال لعنب بلدي، إن غلاء أسعار السكر يزيد من أعباء السكان سواء الموظفين أو العمال، موضحًا أن أجرة العامل تصل إلى عشرة آلاف ليرة وسطيًا، يعني ما يعادل كيلوغرامين من السكر.
ارتفاعات متوقعة بسبب السكر
قاسم (40 عامًا) بائع محل لبيع المواد الغذائية في درعا، قال لعنب بلدي، إن مادة السكر تعتبر من المبيعات الأساسية اليومية، مضيفًا أن معظم الزبائن تهتم يوميًا بمعرفة سعره وتتابع ارتفاعه، نظرًا لاعتمادهم الكبير عليه.
وكون السكر يدخل في صناعة العديد من المواد الغذائية أبرزها الحلويات والمربى والحلاوة والبسكويت، فمن المتوقع أن تشهد تلك المواد ارتفاعًا أيضًا في أسعارها خلال الفترة القريبة، بحسب قاسم.
ونهاية تموز الماضي، أصدرت وزارة المالية في حكومة النظام السوري قرارًا رفعت بموجبه الحد الأدنى للسعر الاسترشادي لمادة السكّر الأبيض المكرر إلى 600 دولار أمريكي للطن الواحد، ومادة السكّر الخام إلى 500 دولار للطن الواحد.
ومنذ شباط الماضي، وتزامنًا مع “الغزو” الروسي لأوكرانيا، تشهد مناطق سيطرة النظام قلة في توفر مادة السكر بأسعارها المدعومة، وسط قلة وجودها في السوق السوداء وبأسعار مضاعفة عن الأسعار التي تحددها وزارة التموين.
ويشهد المستوى العام للأسعار في سوريا ارتفاعات متكررة شبه يومية، تطال سلعًا ومواد أساسية وغذائية، تزيد من ضعف القدرة الشرائية للمواطنين في مناطق سيطرة النظام خصوصًا.