عروة قنواتي
على عكس المواسم السابقة، وفي مشهد فريد، تدور تساؤلات لا تتوقف منذ عدة أسابيع، مفادها: كيف سيبدأ “المدفعجية” موسمهم الجديد؟ هل انتهت فترة الصيانة الطويلة وسنوات الصدأ المتراكم؟ هل من أرسنال جديد يخرج إلينا منافسًا بصفقاته واسمه ومدربه على بطولات إنجلترا للعام الجديد؟
فعلًا، كلنا كنا نترقب ميركاتو أرسنال الصيفي وتعاقداته المفاجئة، التي أجبرت عشاق كرة القدم على المتابعة والتفسير والتحليل المتواصل، لأن لأرسنال حصة في قلوب المشجعين والنقاد كما لأندية ليفربول والسيتي واليونايتد وتشيلسي، ولأن “المدفعجية” يعدون العدة ويرفعون الجاهزية لأمر مهم هذا الموسم.
الجولة الأولى في البريميرليج شهدت فوز أرسنال خارج ملعبه على كريستال بالاس بهدفين نظيفين، في افتتاح الأسبوع، وكان أول أهداف هذا الموسم للبرازيلي مارك مارتينيلي في الدقيقة الـ20، فيما سجل مارك جويهي مدافع كريستال بالاس الهدف الثاني لأرسنال بالخطأ في مرمى فريقه.
وبالتأكيد، لن تكون الجولة الأولى الفيصل والحكم في بشارة عودة “المدفعجية” إلى المنافسة وتهديد الأندية المرشحة للفوز في اللقب في البريميرليج وبقية المسابقات الإنجليزية، ولكنها ستعطينا، ولربما أعطتنا، رسالة سريعة ومبكرة بأن الموسم لاهب ومن العيار الثقيل، وبأن نية أرسنال بالعودة إلى دوري أبطال أوروبا باتت واضحة وتُطبخ على نار معتدلة، على عكس نكسات المواسم السابقة بمحاولات “الترقيع” التي أتعبت المشجع والعاشق لـ”المدفعجية”.
لأرسنال اسم مهم ووجود تاريخي في الكرة الإنجليزية والأوروبية، فهو من أكبر وأهم الفرق في إنجلترا، إذ أُسس في العام 1886، ويعد صاحب الإنجاز الوحيد بالفوز بلقب بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز من دون هزيمة في موسم 2003- 2004، وفاز إجمالًا بالدوري الإنجليزي 13 مرة من قبل، وهو في المركز الثالث في ترتيب أكثر الأندية فوزًا باللقب بعد مانشستر يونايتد (20 لقبًا) وليفربول (19 لقبًا)، وهو أيضًا سيد مسابقة كأس الاتحاد الإنكليزي بـ14 لقبًا، متقدمًا على مانشستر يونايتد صاحب المركز الثاني بـ12 لقبًا.
دخلت إدارة نادي أرسنال مع المدرب أرتيتا الميركاتو الصيفي بهمة وجاهزية، مع إنفاق أكثر من 130 مليون يورو، لاستقطاب بعض اللاعبين لخدمة خطة السيد أرتيتا هذا الموسم، ولعل أبرز الصفقات كانت المهاجم البرازيلي غابرييل خيسوس من مانشستر سيتي بمبلغ 53 مليون يورو، كما نجح أرسنال في استقدام النجم البرتغالي الشاب فابيو فييرا من بورتو البرتغالي بمبلغ 35 مليون يورو، بالإضافة إلى وصول الظهير الأيسر الأوكراني زينشينكو من مانشستر سيتي، واللاعب البرازيلي ماركينيوس من ساو باولو، والحارس الأمريكي مات تيرنر من نيو إنجلاند ريفولوشن.
هذه الصفقات وغيرها مع رحيل بعض اللاعبين عن صفوف أرسنال، جعلت المشهد يبدو حذرًا بالنسبة للفرق التي سيطرت على المراكز الأربعة الأولى في الدوري خلال السنوات الست الماضية. صحيح أن النفس طويل في المسابقات الإنجليزية، والصراع هناك يحتاج إلى أقدام ثابتة وتجاوز لحقول ألغام عريضة بين المسابقات المحلية والأوروبية، وسفر اللاعبين إلى منتخباتهم وضغط المباريات المتواصل، إلا أن أرسنال الجديد لديه ما يقوله ويظهره في قافية المنافسة ومعركة المقاعد المؤهلة إلى البطولة الأغلى، دوري أبطال أوروبا.
افتتاحية الموسم بهدفين لـ”المدفعجية”، بانتظار تحقيق بقية الأهداف.