صرح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، للصحفيين خلال عودته من قمة “سوتشي” بالطائرة، بأنه فيما يخص الحل في سوريا، أشار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى إيجاد الحل بالاشتراك مع النظام السوري، واصفًا إياه بالحل “الأكثر منطقية”.
وفي رده على تصريحات بوتين، قال أردوغان بحسب ما نقلته صحيفة “خبر ترك“، اليوم السبت 6 من آب، “إن أجهزة مخابراتنا تعمل مع السورية في هذا الخصوص، ولكن الأهم هنا هو الحصول على نتائج”.
وأضاف، “في حال عمل مخابراتنا مع المخابرات السورية، ورغمًا عن هذا ظلت المنظمات الإرهابية تصول وتجول هناك، فيجب عليكم تقديم الدعم لنا، وقد كنا متفقين على هذا”.
وفي نهاية القمة التي جمعت الرئيسين أمس، في مدينة سوتشي الروسية، صدر بيان مشترك، أكد فيه الرئيسان عزمهما على تنسيق العمل والتضامن في مكافحة جميع المنظمات الإرهابية في سوريا.
وجاء في البيان الختامي المشترك، الذي نشره “الكرملين“، الجمعة 5 من آب، التشديد على أهمية دفع العملية السياسية في سوريا، والتأكيد على “ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا السياسية وسلامة أراضيها”.
وعلى الناحية الاقتصادية، اتفق القادة على زيادة حجم التجارة الثنائية على أساس متوازن لتلبية التوقعات المتبادلة بشأن الاقتصاد والطاقة، واتخاذ خطوات ملموسة، فيما يتعلق بقطاعات مثل النقل والتجارة والزراعة والصناعة والتمويل والسياحة والبناء.
وشدد الزعيمان على الحاجة إلى ضمان التنفيذ الكامل لاتفاقية اسطنبول “نصًا وروحًا”، بما في ذلك التصدير دون عوائق لمخزون روسيا من الحبوب والأسمدة والمواد الخام اللازمة لإنتاجها.
واتفق القادة في نهاية البيان على عقد الاجتماع المقبل لمجلس التعاون التركي الروسي رفيع المستوى في تركيا، دون تحديد موعده.
وقبل بداية المباحثات، صرح الرئيسان للصحفيين حول نقاط المناقشة، وقال بوتين، “سأبحث الوضع السوري مع نظيري التركي، وما سيظهر من نتائج في هذه القمة سيحمل رياح تغيير إلى المنطقة”.
وأوضح أن القضية السورية ستكون في مقدمة المباحثات، وأن “تركيا قدمت إسهامًا كبيرًا في تطبيع الوضع في سوريا”.
من جانبه، أكد أردوغان أن مباحثاته مع بوتين حول سوريا “ستجلب الاستقرار للمنطقة”.
ويأتي لقاء الرئيسين عقب اجتماعهما مع نظيرهما الإيراني، إبراهيم رئيسي، خلال انعقاد القمة الثلاثية لرؤساء الدول الضامنة لمسار “أستانة” حول سوريا في العاصمة الإيرانية طهران، الشهر الماضي.
واختُتمت قمة “طهران” بإصدار الرؤساء الثلاثة بيانًا ختاميًا، في 19 من تموز الماضي، تضمّن 16 بندًا لخّصت رؤية الأطراف للأوضاع في سوريا.
وحدّد البيان الختامي مكان عقد القمة الثلاثية المقبلة في روسيا، فيما ستعقد الجولة الـ19 من محادثات “أستانة” بحلول نهاية العام الحالي.
ولم يقدم البيان أي جديد عن مخرجات القمم السابقة، كما لم تحسم قمة “طهران” فيما إذا كانت تركيا ستنفذ تهديداتها بشن عملية عسكرية، لاستكمال “منطقة آمنة” بعمق 30 كيلومترًا داخل سوريا على طول الحدود بين البلدين.
وكان آخر لقاء جمع بوتين وأردوغان في سوتشي في أيلول 2021، ناقشا خلاله الوضع في سوريا، وكان على رأس جدول الأعمال حينها بحث الوضع في منطقة “خفض التصعيد” بإدلب.