أعلنت الصين عن إجراء تدريبات عسكرية تضمنت القوات البحرية والجوية وقوة الدعم الاستراتيجي وقوة الدعم اللوجستي تحت قيادة المسرح الشرقي للجيش، في ست مناطق محيطة بتايوان، اليوم الخميس 4 من آب.
وقالت وكالة الأنباء الصينية “شينخوا”، إن التدريبات تستمر ابتداء من اليوم، وحتى الأحد 8 من آب، وتركز على “الحصار والهجوم على أهداف بحرية وضرب أهداف أرضية والسيطرة على المجال الجوي”.
The PLA began a three-day exercise around Taiwan.#China #Taiwan pic.twitter.com/FyTJkPNSF1
— 301 Military (@301military) August 4, 2022
تأتي التدريبات عقب مغادرة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، ناسي بيلوسي، أمس الأربعاء، لتايوان في زيارة لإظهار التضامن الأمريكي مع الجزيرة التي تزعم الصين أنها تابعة لها، وتهدد بضمها بالقوة.
ويهدف إعلان الصين، لإظهار الحزم في الرد على التحرك الأمريكي الذي اعتبرته انتهاكًا للسيادة وترسيخًا لاستقلال الجزيرة الفعلي، كما حذرت من التدخل الخارجي وأوضحت أن خلافاتها مع تايوان شأن داخلي.
وقال مكتب شؤون تايوان في الصين ومقره بكين، اليوم الخميس، إن “عقابنا للمتشددين المؤيدين لاستقلال تايوان والقوى الخارجية معقول ومشروع”.
من جهتها، وضعت تايوان، جيشها في حالة تأهب وأجرت تدريبات للدفاع المدني، وقالت إن التدريبات تنتهك قواعد الأمم المتحدة وتغزو الفضاء الإقليمي لتايوان، وتشكل تحديًا مباشرًا لتحرير الملاحة الجوية والبحرية.
وقال الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم في تايوان، إن الصين تُجري تدريبات على أكثر الممرات المائية وطرق الطيران الدولية ازدحامًا، وهذا “سلوك غير مسؤول وغير شرعي”.
حذرت الولايات المتحدة ووزراء خارجية مجموعة الدول السبع، الصين من استخدام زيارة بيلوسي كذريعة لعمل عسكري ضد تايوان، وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء “رويترز“.
وقال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، في وقت سابق هذا الأسبوع، إن بيلوسي من حقها زيارة تايوان، مشددًا على أن الرحلة لا تشكل انتهاكًا للسيادة الصينية أو سياسة “صين واحدة” التي تتفق معها أمريكا.
وتعتبر الصين زيارات المسؤولين الأمريكيين إلى تايوان أنها تشجيع للجزيرة لجعل استقلالها الفعلي منذ عقود أمرًا رسميًا، وترى أن تايوان ليس لها الحق في إقامة علاقات خارجية.
ليس للولايات المتحدة علاقات دبلوماسية مع تايوان، بعد أن حولت واشنطن اعترافها الدبلوماسي إلى بكين عام 1979، ولكنها تحتفظ بعلاقات غير رسمية معها، كما أنها ملزمة بموجب القانون الفيدرالي بتزويد الجزيرة بوسائل الدفاع عن نفسها.
استخدمت الصين العمل العسكري في الماضي لمحاولة إيذاء القادة التايوانيين من خلال تعطيل اقتصاد الجزيرة، إذ حاولت إبعاد الناخبين عن الرئيس آنذاك، لي تنغ هوي، قبل أول انتخابات رئاسية مباشرة عام 1996، بإطلاق صواريخ على ممرات الشحن، ما أدى إلى إلغاء رحلات الشحن ورفع تكاليف التأمين.
انقسمت تايوان والصين عام 1949 بعد حرب أهلية انتهت بانتصار الشيوعيين في الصين، وتقول الحكومتان إنهما دولة واحدة لكنهما تختلفان حول أيهما أحق بالقيادة الوطنية، وليس للجانبين علاقات رسمية لكنهما مرتبطان بمليارات الدولارات من التجارة والاستثمار.