الصين تفرض عقوبات على تايوان عقب زيارة بيلوسي.. تستثني “أشباه الموصلات”

  • 2022/08/03
  • 4:30 م

علّقت الصين اليوم، الأربعاء 3 من آب، صادرات الرمال الطبيعية وأوقفت واردات الفاكهة ومنتجات الأسماك من تايوان، ردًا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي.

وصلت بيلوسي، الثلاثاء 2 من آب، في رحلة لإظهار التضامن الأمريكي مع الجزيرة التي تزعم الصين أنها تابعة لها، وتهدد بضمها بالقوة.

وتعتبر الصين زيارات المسؤولين الأمريكيين إلى تايوان أنها تشجيع للجزيرة لجعل استقلالها الفعلي منذ عقود أمرًا رسميًا، وترى أن تايوان ليس لها الحق في إقامة علاقات خارجية.

بلغت واردات الصين من تايوان، في الفترة من كانون الثاني إلى تموز الماضيين، 122.5 مليار دولار، بزيادة 7.3% على 2021، وكانت المنتجات الإلكترونية من أهم السلع المستوردة، وفقًا لبيانات الجمارك الصينية.

في آذار 2007، أوقفت الصين تصدير الرمال الطبيعية إلى تايوان لمدة عام بسبب المخاوف البيئية، وكانت أكثر من 90% من واردات تايوان من الرمال الطبيعية تأتي من الصين، وفقًا للبيانات الرسمية الصينية.

تشمل أهم واردات الصين الغذائية والزراعية من تايوان، المأكولات البحرية والقهوة ومنتجات الألبان والمشروبات والخل، وفقًا لوكالة الأنباء “رويترز“.

وتعد الصين أكبر شريك تجاري لتايوان، إذ تستحوذ على أكثر من ضعف صادراتها من الولايات المتحدة، ما يجعلها السوق الخارجية الثانية للجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي.

وكانت أكبر المواد الزراعية والغذائية المستوردة من تايوان، في الفترة من كانون الثاني إلى تموز الماضيين، هي الأسماك وغيرها من اللافقاريات المائية، بقيمة تصل إلى 59 مليون دولار.

قبل زيارة بيلوسي، منعت وكالة الجمارك الصينية، في 1 من آب الحالي، الواردات من المنتجات الغذائية وغيرها من أكثر من 100 مورد تايواني، وفقًا لصحيفة “جلوبال تايمز” الصينية المحلية، ولم يكن هناك إعلان رسمي.

لا توجد علاقات رسمية بين الجانبين اللذين انفصلا عام 1949 بعد حرب أهلية انتهت بانتصار الشيوعيين في الصين، لكنهما مرتبطان بمليارات الدولارات من التجارة والاستثمار، وتقول الحكومتان إنهما دولة واحدة لكنهما تختلفان حول أيهما أحق بالقيادة الوطنية.

“إجراءات تأديبية”

تعهدت الصين أيضًا باتخاذ “إجراءات تأديبية” ضد مؤسستين في تايوان زعمت أنهما شاركتا في أنشطة انفصالية مؤيدة للاستقلال، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الصينية “شينخوا”.

وقال المتحدث باسم شؤون تايوان الصينية، ما شياوجوانغ، إن مؤسسة تايوان للديمقراطية وصندوق التعاون الدولي والتنمية بوزارة الخارجية التايوانية، سيُمنعان من التعاون مع أي منظمات وشركات وأفراد في الصين.

تجنبت الصين تعطيل إحدى أهم علاقات التكنولوجيا والتصنيع في العالم، وهي “أشباه الموصلات” (رقائق المعالجات) المصنعة في تايوان، والتي تحتاج إليها المصانع الصينية كمواد أساسية للهواتف الذكية وغيرها من الأجهزة الإلكترونية.

ارتفعت التجارة الثنائية 26% عام 2021 إلى 328.3 مليار دولار، ولدى تايوان التي تُصنع نصف الرقائق المستخدمة في العالم، تكنولوجيا لا يمكن للصين أن تضاهيها بحسب ما تزعم.

تنتج تايوان المعالجات الأكثر تقدمًا للهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر والأجهزة الطبية، وارتفعت مبيعات الرقائق التايوانية للصين بنسبة 24.4% عام 2021 لتصل إلى 104.3 مليار دولار.

قال مؤسس شركة “High-Frequency Economics” الاستشارية الأمريكية للأبحاث الاقتصادية، كارل واينبرغ، في تقرير، “لا يمكن للاقتصاد العالمي أن يعمل من دون رقائق مصنوعة في تايوان أو الصين”.

استثمرت بكين مليارات الدولارات في تطوير صناعتها الخاصة، التي توفر رقائق منخفضة التكلفة للسيارات والأجهزة، ولكنها لا تستطيع دعم أحدث الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر اللوحية والأجهزة الطبية وغيرها من المنتجات.

وتأتي الرقائق على قائمة أكبر واردات الصين بأكثر من 400 مليار دولار سنويًا، متقدمة على وارداتها من النفط الخام، وفقًا لوكالة الأنباء “أسوشيتد برس“.

استخدمت الصين العمل العسكري في الماضي لمحاولة إيذاء القادة التايوانيين من خلال تعطيل اقتصاد الجزيرة، إذ حاولت إبعاد الناخبين عن الرئيس آنذاك، لي تنغ هوي، قبل أول انتخابات رئاسية مباشرة عام 1996، بإطلاق صواريخ على ممرات الشحن، ما أدى إلى إلغاء رحلات الشحن ورفع تكاليف التأمين.

https://www.enabbaladi.net/archives/594082

مقالات متعلقة

أخبار وتقارير اقتصادية

المزيد من أخبار وتقارير اقتصادية