حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن العالم على بعد “سوء تفاهم واحد، أو خطوة واحدة غير محسوبة من الإبادة النووية”.
وجاءت تصريحات غوتيريش، مساء الاثنين 1 من آب، خلال المؤتمر العاشر للأعضاء في معاهدة “الحد من انتشار الأسلحة النووية”، وقال غوتيريش، “العالم يواجه خطرًا نوويًا لا مثيل له منذ ذروة الحرب الباردة”.
وأضاف في المؤتمر للدول المشاركة الـ191 الموقعة على المعاهدة، “حالفنا الحظ بشكل استثنائي حتى الآن، لكن الحظ ليس استراتيجية، ولا يقي من التوترات الجيوسياسية التي تتفاقم إلى حد النزاع النووي”، مشيرًا إلى وجود 13 ألف قطعة سلاح نووي مخزنة ضمن ترسانات في أنحاء العالم.
وتحدث غوتيريش عن أزمات “متفاقمة” في الشرق الأوسط، وشبه الجزيرة الكورية، وأوكرانيا التي تواجه عملية عسكرية روسية، معربًا عن مخاوفه من حصول تصعيد.
وأشار إلى أن البشرية تواجه خطر نسيان الدروس المستخلصة من “القصف المرعب” لمدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين، مضيفًا أنه سيتوجه بعد بضعة أيام إلى هيروشيما في ذكرى قصفها النووي.
واعتبر غوتيريش أن المؤتمر يشكّل “فرصة” لتعزيز المعاهدة و”مواءمتها” مع العالم الحالي، معربًا عن أمله في تجديد التأكيد على عدم استخدام الأسلحة النووية، واتخاذ “التزامات جديدة” لتقليص الترسانة.
وجدّدت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، الاثنين، التأكيد على الالتزام بالمعاهدة في إعلان مشترك، جاء فيه أن “الحرب النووية لا يمكن كسبها ولا ينبغي خوضها أبدًا”.
كما انتقدت القوى النووية الثلاث الحرب التي شنّتها روسيا على أوكرانيا، داعية موسكو إلى احترام التزاماتها الدولية، و”وضع حدّ” لخطابها النووي وسلوكها “الخطير”.
بالمقابل، ردّ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، برسالة نشرها “الكرملين”، الاثنين، قائلًا “إن روسيا باعتبارها طرفًا في الاتفاقية، تبقى وفية لنص وروح المعاهدة”، وأكد أنه لا يمكن أن يكون هناك “رابحون” في حرب نووية لا ينبغي “إطلاق العنان لها أبدًا”.
وتزامن المؤتمر مع تصريحات رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، الاثنين، بأن إيران لديها القدرة التقنية على إنتاج قنبلة ذرية، لكنها لا تنوي القيام بذلك.
وأعاد إسلامي ذكر تصريحات أدلى بها كبير مستشاري المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، كمال خرازي، في تموز الماضي، وأشارت إلى مصلحة إيران بامتلاك أسلحة نووية، في ظل المخاوف العالمية من امتلاك إيران تلك الأسلحة دون التوصل حتى الآن لاتفاق يراقب أنشطتها.
وتهدف معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية التي تقيّم الدول الموقعة عليها حسن تطبيقها كل خمس سنوات، إلى منع انتشار الأسلحة النووية، وتعزيز نزع الأسلحة بشكل كامل، والترويج للتعاون من أجل الاستخدام السلمي للطاقة النووية.
ولم تتمكن الأطراف المشاركة في المعاهدة، خلال المؤتمر الأخير للتقييم عام 2015، من التوصل إلى اتفاق حول المسائل الجوهرية.
–