جريدة عنب بلدي – العدد 48 – الاثنين- 21-1-2012
انتشرت في الآونة الأخيرة في ريف مدينة دير الزور ظاهرة انتشار لصوص النفط الخام الذين يقومون بثقب أنابيب النفط لاستخراج النفط الخام منها وبيعه للأهالي في ظل افتقار سوريا عامة ودير الزور خاصة للمحروقات وفي ظل غياب الرقابة لتحقيق مكاسب غير مشروعة.
ولم يقتصر تجار الأزمات على سرقة النفط الخام فحسب، بل تعدوا ذلك إلى نهب معدات وأجهزة الاستكشاف والحفر وأنابيب النقل الممتدة لمئات الكيلومترات وأظهرت في الفترة الماضية مقاطع فيديو على شبكة التواصل الاجتماعي (اليوتيوب) سرقة عدد من الأجهزة والمعدات الثقيلة الخاصة بالحفر والاستكشاف وتقدر قيمتها بملايين الدولارات والتي من الممكن أن تباع كخردة ببضع آلاف من الليرات السورية إلا أنها تحرم دير الزور خصوصًا وسوريا عمومًا من ثروات هي ملك عام للشعب ويعول عليها الإسهام في عملية الإعمار بعد سقوط النظام.
كما وصلت الأطماع في آبار النفط إلى درجات جنونية طبق فيها لصوص النفط قاعدة (إما لي أو لا لأحد) من خلال إضرام النار في عدد من أنابيب النفط في حال لم يرضى أي طرف منهم عن عملية اقتسام «غنائم» النفط. في حين برر بعض لصوص النفط فعلتهم بأنهم يقومون باستخراج كميات قليلة من النفط وتكريرها من أجل تأمين وقود النقل والتدفئة في فصل الشتاء القارس.
ويحمل النفط الخام المسروق مخاطر صحية وبيئية عديدة قد يجهلها من يقوم باستخراج النفط الخام تبدأ بالسرطان ولا تنتهي بالتلوث البيئي الذي يسببه النفط على مسافة ليست بالمحدودة إلا أن كل ذلك قد لا يلقي له مرتكب الفعل بالًا أمام الإغراء المادي لأسعار النفط الخام الذي يباع منه البرميل الواحد بحوالي 10 آلاف ليرة سورية. إذ لوحظ في الفترة الأخيرة انتشار أمراض جلدية وأمراض في الجهاز التنفسي في القرى القريبة من نقاط سرقة النفط. ويعزو بعض الاختصاصيين هذه الأمراض إلى خطورة ملامسة النفط الخام لاحتوائه على مواد مسرطنة وغازات سامة ترافق استخراج النفط. كما يشتكي ريف دير الزور في الأسبوعين الماضيين وبشكل متزايد من انتشار المرض الجلدي المعروف بـ (حبة حلب أو حبة السنة) والتي تسببها جرثومة اللشمانيا.
وعبّر أهالي المحافظة عن امتعاضهم من تلك الممارسات الخاطئة وهم يعولون على كتائب الجيش الحر للتعامل معها وتواردت أنباء عن قيام الجيش الحر بنصب حواجز على الطرقات في المناطق المحررة لقمع تهريب النفط ومعاقبة مرتكبي ذلك الفعل، وبانتظار أن تلقى تلك الخطوات نتائج عملية في معاقبة الفاعلين وملاحقتهم وقطع يد من تسول له نفسه سرقة ممتلكات وطنه وتحليلها لنفسه مهما كان زيه أو انتماءه.
مهمة صعبة توضع على كاهل الجيش الحر في المحافظة إلا أن أبناءها يضعونها على رأس قائمة مهامه خاصة أنهم سلموه أمانة الدفاع عن الأرض والعرض.