أحداث السويداء الأخيرة.. حرب على العصابات أم استهداف لـ”المد الإيراني”

  • 2022/08/02
  • 2:20 م

متظاهرون يرفعون علم الطائفة الدرزية في محافظة السويداء (تعديل عنب بلدي)

شهدت محافظة السويداء، جنوبي سوريا، خلال الأسبوع الأخير من تموز الماضي، مواجهات عسكرية بين مجموعات وفصائل محلية في مواجهة مجموعة تابعة لقوات “الأمن العسكري” التابع للنظام، يقودها راجي فلحوط، وتُعرف باسم “قوات الفجر”، وانتهت بإنهاء وجود هذه المجموعة.

وعقب عمليات تمشيط أجرتها الفصائل المحلية لملاحقة ما تبقى من مجموعة “فلحوط”، صدرت عدة بيانات من فصائل محلية، وأخرى من الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية، أنذرت مجموعات عسكرية أخرى بحل نفسها لتجنب الصدام المسلح.

شبكة “الراصد” المحلية نقلت، في 31 من تموز الماضي، عن مصدر مقرب من الشيخ حكمت الهجري، الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، أن الشيخ حذّر من تحويل “الحراك المحق” في الجبل من اجتثاث العصابات إلى غايات أخرى، محذرًا من جهات “تسعى لتفريغ هذا الحراك من مضمونه”.

وبحسب بيان أصدرته حركة “رجال الكرامة” التي قادت الهجوم ضد المجموعة، في 27 من تموز الماضي، فإن المعلومات التي تتحدث عن إلقاء القبض على متزعم المجموعة عارية عن الصحة، إذ لم يجده مقاتلو الحركة في جميع المقرات التي داهموها.

ولا يزال راجي فلحوط قائد “قوات الفجر” مختفيًا حتى لحظة تحرير هذا التقرير.

عمليات ضد “المد الإيراني”

تحدثت وسائل إعلام محلية وعربية عن شكل المواجهات التي شهدتها محافظة السويداء، إذ اعتبرها البعض اقتتالًا فصائليًا داخليًا بين مجموعات عسكرية تنتشر في السويداء، بينما اعتبرها آخرون حربًا ضد عصابات.

الائتلاف السوري المعارض” سجّل موقفًا من هذه الأحداث، معتبرًا أنها “انتفاضة ضد ميليشيا تابعة للأجهزة الأمنية لنظام الأسد”، وهو ما يستند إلى كون مجموعة “فلحوط” مدعومة من “الأمن العسكري” بشكل مباشر، بحسب ما جاء على لسان قائدها راجي فلحوط في وقت سابق.

بينما فضّلت وسائل إعلام النظام السوري وصفها بـ”اقتتال بين فصائل محلية”، بحسب ما ورد في مجموعة أخبار لإذاعة “شام إف إم” الموالية للنظام عن الأحداث الأخيرة في بلدتي عتيل وسليم.

ليث البلعوس نجل الشيخ وحيد البلعوس والقائد العسكري لحركة “رجال الكرامة”، وهي أكبر فصائل السويداء العسكرية، قال خلال اجتماع لوجهاء من الطائفة الدرزية من “مضافة الكرامة” في بلدة المزرعة، غربي السويداء، إن الأحداث “اجتثاث للمد الإيراني وليست اجتثاثًا لراجي فلحوط”.

وأشار خلال تسجيل مصوّر تداوله ناشطون عبر “فيس بوك” إلى أنه سبق وحذر “مما يُحاك في أروقة المخابرات”، في إشارة إلى مشروع إيراني يستهدف المنطقة.

فهد البلعوس نجل الشيخ وحيد البلعوس قال لعنب بلدي، إن أسباب الهجوم على مقرات فلحوط جاءت عقب تماديه في عمليات الخطف، وخاصة الأخيرة منها في مدينة شهبا، الأمر الذي دفع الأهالي لقطع طريق دمشق- السويداء بعد خطف فلحوط رجل دين من بلدة عريقة.

واعتبر أن “معركة القضاء على فلحوط” هي درس لـ”الأمن العسكري” ولرئيس النظام السوري الذي لم يحرك ساكنًا في لجم فلحوط خلال انتهاكاته في المحافظة طوال السنوات الماضية.

النظام رفض التدخل

لطالما اعتُبر غياب مؤسسات النظام الأمنية عن محافظة السويداء إحدى المشكلات التي عانت منها المحافظة التي تُعتبر ضمن مناطق نفوذ النظام منذ اندلاع الثورة السورية، إذ لا تتدخل هذه المؤسسات في القضايا الأمنية أو الاجتماعية، وتتحرك فقط عند نشوب حراك أو احتجاج معارض للنظام.

ولا يسيطر النظام السوري عسكريًا على المحافظة التي لم تشهد عمليات عسكرية فعلية منذ بداية الثورة السورية عام 2011، باستثناء هجمات شنها تنظيم “الدولة الإسلامية” على القرى الشرقية للمحافظة تصدى لها أبناء المحافظة بمفردهم.

لكن للأفرع الأمنية سطوتها، عبر عصابات محلية، ودعمها ميليشيات عديدة على أنها قوات رديفة للنظام، مثل “الدفاع الوطني” و”قوات الفجر” و”قوات الفهد”.

فهد البلعوس الذي نوه لعنب بلدي إلى أنه يتحدث باسم “جبل العرب” (السويداء)، وليس باسم “رجال الكرامة”، قال إن وجهاء من مدينة شهبا تواصلوا مع “رأس النظام السوري، بشار الأسد”، وإن الأخير لم يُبدِ أي رد فعل تجاه الأحداث الأخيرة.

“مكافحة الإرهاب” إلى الساحة مجددًا

في 9 من حزيران الماضي، قامت مجموعة موالية لإيران وقوات “الأمن العسكري” التابع للنظام بمحاصرة مجموعة تتبع لـ”قوة مكافحة الإرهاب”، في بلدة خازمة بريف السويداء الجنوبي الشرقي.

وكانت “قوة مكافحة الإرهاب”، وهي فصيل محلّي مسلح، أعلنت مؤخرًا عن تحالفها مع القوات الأمريكية والمجموعات المحلية المدعومة من قبلها في منطقة الـ”55 كيلومترًا”، أو ما يُعرف باسم قاعدة “التنف”.

استمرت الاشتباكات في البلدة التي كان يتمركز فيها مقاتلو المجموعة لعدة ساعات، استُخدمت فيها أسلحة متوسطة وثقيلة، وانتهت بمقتل قائد المجموعة، سامر الحكيم، وانسحاب بقية عناصرها باتجاه بادية السويداء في محاولة منهم للوصول إلى قاعدة “التنف”.

مجموعة “مكافحة الإرهاب” عادت إلى الواجهة خلال التصعيد الأخير، بحسب ما نشرته عبر صفحتها الرسمية في “فيس بوك”، إذ ذكرت أن قواتها شاركت في العملية، وتمكّنت من أسر العديد من مقاتلي “الأمن العسكري”، ويجري التحقيق معهم.

وأعلنت في بيان رسمي مشاركة ثلاث من مجموعاتها، إلى جانب الفصائل العسكرية من أبناء السويداء، في المعارك التي دارت ضد مقرات “الأمن العسكري” في قرية عتيل وسليم.

وكانت “مكافحة الإرهاب“ أعلنت، في 23 من شباط الماضي، في بيان، عن تسليمها متعاونًا مع “حزب الله” اللبناني، متهمًا بضلوعه بعمليات تهريب المخدرات جنوبي سوريا، إلى قاعدة “التنف” الأمريكية شرقي سوريا.

وسبق أن قالت شبكة “السويداء ANS” المحلية والمقربة من الفصيل المحلي، إن جودت حمزة اعترف خلال التحقيق معه عن خطوط التهريب في السويداء، وكيفية حصولهم على شحنات المخدرات من قبل “حزب الله”، وطرق وصولها إلى السويداء، ومن ثم نقلها نحو الأردن، وتوزيع قسم منها على أبناء المحافظة في المدارس.

وبحسب الشبكة، فإن حمزة اعترف بضلوع أسماء وشخصيات من أبناء المحافظة في تجارة وتهريب المخدرات، إضافة إلى ضلوع فرع “الأمن العسكري” التابع لقوات النظام في السويداء بعمليات تجارة المخدرات في المنطقة.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا