رغم ملامح طي الحكاية في الحلقة الأخيرة من الموسم الثاني، الذي عُرض في رمضان الماضي، كشف مخرج مسلسل “للموت”، فيليب أسمر، عن جزء ثالث من العمل يجري تجهيزه ليبصر النور في الموسم الرمضاني المقبل.
ونشر أسمر عبر “إنستجرام” تسجيلًا مصورًا لأقل من دقيقة، يوضح عبر بعض المشاهد الجديدة مبررات إمكانية العودة بالعمل من خلال جزء جديد، باعتبار أن بطلتي العمل “ريم وسحر”، ما زالتا على قيد الحياة، على خلاف ما أبدى المسلسل في نهاية موسمه السابق.
من جانبها، نشرت كاتبة العمل، بجزأيه السابقين، ندين جابر، التسجيل ذاته عبر حسابها الشخصي، بما يشبه “برومو” أو “تريلر” مبكر عن عودة العمل، ليكون من أوائل الأعمال التي جرى الكشف عن دخولها منافسات الموسم الرمضاني الدرامي المقبل.
ينتمي “للموت” لفئة الأعمال المشتركة “سوري- لبناني”، وإن كان الحضور السوري طفيفًا نسبيًا في العمل، سيما خلال موسمه الثاني، إذ تولى الكتابة والإنتاج والإخراج ونصيب واسع من البطولة لبنانيون، على حساب تقليص مساحة دور البطل السوري في العمل، محمد الأحمد.
“للموت2” الذي عُرض في رمضان 2022، سجّل حضورًا لافتًا، لا لضيق مساحة منافسة الأعمال المشتركة فقط، لكنه نجا من فخ الإطالة عبر فتح أبواب لأحداث جديدة مُهِّد لها من الجزء الأول.
العمل الذي أقفل موسمه الأول بالحديث عن نحو عشر حلقات إضافية ستُعرض عبر إحدى المنصات لاستكمال القصة، عاد في موسم كامل محافظًا على طاقم العمل، وخطه الدرامي، دون نزول في مستوى القصة.
والقضية التي بدأت في الجزء الأول بالحب الذي يكسر الفقر شوكته، فيتحول إلى استغلال، وجانٍ وضحية، ارتدت في الموسم الثاني وجه الانتقام، لكنه انتقام حار، انفعالي، عفوي، وإن بدا مخططًا له، بارد، باعتبار أن التخطيط للانتقام يعني حقدًا وقناعة بالقصاص، وهذا ما لا يعترف به فقه المحبين.
وعلى المستوى النفسي، فمناخ العمل في الموسمين السابقين، متوتر وقلق، إذ افتتح أولى حلقات موسمه الأول بمشكلة، وأقفل أبوابه دون حلول، وترك المشكلة معلّقة حتى عودته في الموسم الحالي لا ليقدم حلولًا لمشكلاته السابقة، بل ليزيد الطين بلّة، ويعقّدها أكثر أيضًا، ما يترك الجمهور بحالة توق لعود وصل الحبيبين، وإقفال باب انتقام لن يشفي تحقيقه غليلًا، مقدار ما قد يخلق حسرة جديدة.
يتشارك الموسمان السابقان نظرة إخراجية مميزة، تقدّم صورة مشبعة بالإيحاء النفسي وشاعرية الصورة، إلى جانب الحوار المكتوب بعناية وواقعية وطرافة أيضًا، لا تظهر كثيرًا في الأعمال المشتركة التي يرسم السواد الأعظم منها عالمًا موازيًا لا يتقاطع مع قضايا وهواجس الشريحة الأكبر من الجمهور.
البطولة لدانييلا رحمة بشخصية “ريم” و”وجدان”، وماغي أبو غصن بشخصية “سحر”، سيدتان نشأتا في ظروف صعبة جراء تشردهما وعدم وجود عائلة لأي منهما، في مجتمع تفوق فيه الرقابة على النصوص الدرامية، الرقابة على واقع الطفل ونشأته.
بينما يؤدي بطولة الرجال في العمل، محمد الأحمد بدور “هادي”، ومن المتوقع غياب باسم مغنية عن الموسم الثالث من العمل، بعد حضوره لموسمين بشخصية “عمر”، تمامًا كما غاب خالد القيش عن الموسم الثاني، لانشغاله بتصوير أجزاء جديدة من مسلسل البيئة الشامية “حارة القبة”.
يمنح العمل شخصيات أخرى مساحة في الظهور والأداء، كالممثل فادي أبي سمرة، الذي يقدم شخصية “أمين”، شقيق “سحر”، بحضور كوميدي يلطّف مأساوية قصص الآخرين، ويخفف سوداويتها.
العمل من إنتاج “إيجيل فيلمز”، والموسم الأول متاح عبر “نتفليكس”، وسيعرض الموسم الثالث عبر منصة “شاهد”، إلى جانب محطات تلفزيونية أخرى سيعلن عنها لاحقًا.