اﻷخضر «اﻹرهابي»

no image
tag icon ع ع ع

4

أحمد الشامي

في رسالة مفتوحة إلى «سي لاخضر» قبل أول زياراته لدمشق، نصحناه بألا يبحث عن حل سياسي مع عصابة اﻷسد وأكدنا له أن «مساعيه» مع طاغية الشام سيكون مصيرها كمحاولات العلامة «ابن خلدون» مع «تيمورلنك».

السيد «الابراهيمي» لم يستمع لنصائح العبد الفقير وقابل اﻷسد في قصره مرتين بعدما وصل ٳلى دمشق عبر مطارها الدولي. لم يطل الوقت بالمبعوث الدولي حتى يتأكد من صحة المقارنة بين جهوده وبين «وساطة ابن خلدون لأهل الشام» مع سلطان التتار، فآخر زيارات المبعوث الدولي ٳلى دمشق كانت شبيهة بمغامرات صاحب «المقدمة» الذي «تدلى في دلو بالحبل من أسوار دمشق لكي يتمكن من مقابلة تيمورلنك». اﻷخضر الابراهيمي من جهته اضطر للوصول ٳلى دمشق «بالسرفيس» بعدما أغلق الجيش الحر مطار المدينة. «الأخضر» غادر الشام خالي الوفاض بعدما أيقن أن جهوده لن تثمر مع عصابة اﻷسد.

في النهاية صرح السيد «الابراهيمي» بعد زيارته اﻷخيرة لدمشق أن «الحلول التي يقترحها اﻷسد هي حلول طائفية». هذه النقطة، التي اعتذر عنها الابراهيمي فيما بعد، تدل على أن اﻷسد قد أصر خلال لقائه بالمبعوث الدولي «على بقاء السلطة في يد الطائفة العلوية، وأن هذه الطائفة قد اختارت عائلة اﻷسد لتمثلها وأن هذه العائلة قد انتخبته ليقود البلاد والعباد التي ورثها عن أبيه…».

الابراهيمي أتبع اعتذاره عن «طائفية» اﻷسد بتصريح لاسابق له في العرف الدبلوماسي، يدل على أن الرجل قد فهم الطبيعة الوحشية المتجذرة في عصابة اﻷسد ووضع المجتمع الدولي المنافق أمام مسؤولياته حين خلص ٳلى أن «لاحل في سوريا ولا حتى مرحلة انتقالية في وجود اﻷسد».

الرجل أصبح في حكم المستقيل بتصريحه هذا وأنهى، عمليًا، الوساطة الدولية مع عصابة اﻷسد مما أدى ٳلى فشل مؤتمر جنيف بين الروس واﻷمريكيين بحضور الابراهيمي.

لاغرو أن يفتح أبواق النظام النار على المبعوث الدولي الذي وصفوه أولاً «بالمنحاز» ثم «بالمتآمر» و»السائح المعمّر» دلالة على «خرفه» ولا نستبعد أن يجد جهابذة عصابة اﻷسد أن للابراهيمي «الإرهابي» علاقات مشبوهة مع «التكفيريين» وربما مع «القاعدة».

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة