“سوريا لم تجع منذ آلاف السنين والآن تموت جوعًا في عهد الأسديين وأذنابهم.. تبًا لهذا العالم السافل”، بهذه العبارة ينقل عامر برهان، مدير المشفى الميداني في الزبداني الأوضاع الإنسانية المتأزمة في الجارة مضايا.
تتصدر قضية حصار بلدة مضايا في ريف دمشق الغربي واجهة الأحداث في سوريا، وتحاول وسائل إعلام عربية ومحلية تسليط الضوء على الموت البطيء الذي يواجهه نحو 40 ألف مواطن ونازح فيها، في حين كان تعاطي ناشطي سوريا مع هذه المأساة ملحوظًا من خلال لافتات وفعاليات أقيمت شمال البلاد وجنوبها.
لكن “الجوع الكافر” كما أسماه أهالي البلدة في لافتاتهم لم يلقَ أذانًا صاغية من الأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية، ولم تحمل جولات ديميستورا المكوكية من وإلى دمشق أي جديد لمنكوبي مضايا، ولم ترتقِ هذه الكارثة إلى مستوىً يجعل وكالات الأنباء العالمية تضغط باتجاه إنقاذ ما تبقى من إنسانيتها، يقول ناشطو ريف دمشق.
ينقل عامر برهان، لعنب بلدي، حديث صديقه الطبيب في مشفى مضايا “7 أطفال وثلاث نساء مغمى عليهم أمامي الآن من الجوع وأحاول أن أعطيهم بعض السكري ليصحوا”.
5 من أهالي المدينة بينهم 3 نساء قتلوا أمس بسلاحي الجوع والرصاص، فالسلاح الأول ينشر الموت في شوارع وأزقة مضايا، والثاني يصيب من اضطره جوعه للهرب والمغامرة، بتوقيع حزب الله أو الأسد على حد سواء، كما يروي برهان.
بلغت أسعار المواد الغذائية النادرة في مضايا مستويات قياسية لم تعهدها سوريا في عصرها الحديث، في ظل تعنت نظام الأسد وحزب الله بحصارها منذ 6 أشهر في خنقها ومنع دخول المواد الغذائية والأدوية.
–