اعتبر معاون وزير السياحة في حكومة النظام السوري، غياث الفراح، أن قدوم صانعي محتوى “يوتيوبرز” مُتابعين “بشكل كبير” إلى سوريا، يروجون للسياحة في البلاد “بشكل كبير”، عند مشاركتهم لقطات في أثناء زيارتهم لأماكن في سوريا على منصة “يوتيوب”.
وقال الفراح في لقاء مع إذاعة “ميلودي اف ام” المحلية، السبت 30 من تموز، إن ترويج “اليوتيوبرز” يُغني عن المشاركات الخارجية للوزارة في المعارض السياحية، وأضاف أن زيارات صانعي المحتوى تجري بالتنسيق مع المكاتب السياحية واتحاد غرف السياحة مع الوزارة.
وأوضح الفراح أنه منذ بداية العام الحالي دخل نحو 700 ألف شخص إلى سوريا من ضمنهم حوالي 35 إلى 60% سيّاح من جنسيات عربية وأجنبية، باستثناء اللبنانيين والإيرانيين اللذين لا يحتاجون لتصاريح دخول، كما نوّه أنه يندرج من بين القادمين سوريين يحملون جنسيات أخرى.
وأشار إلى أن عدد السياح قد ازداد عن العام الماضي حين دخل إلى سوريا 660 ألف سائح خلال كامل العام.
وأشاد الفراح بالاستثمارات الروسية المعلن عنها مؤخرًا على الساحل السوري، موضحًا إنجاز شركتين روسيتين مشروعين سياحيين بمنطقة “الشاطئ الأزرق”، أحدها أصبح بالمراحل المتقدمة، ومن المقرر إنجاز المشروعين خلال أربع إلى ست سنوات.
وأعلن مدير سياحة درعا، ياسر السعدي لصحيفة “تشرين” الحكومية، اليوم الأحد 31 من تموز، ارتفاع وتيرة المجموعات السياحية الخارجية الزائرة للمعالم الأثرية في المحافظة وبالأخص مدينة بصرى، حيث وصل عددها خلال شهر تموز الحالي إلى 7 مجموعات، فيما وصل عددها لـ 22 مجموعة سياحية معظمها أوروبية، منذ بداية العام.
وفي 19 من تموز الحالي، قالت مديرة التخطيط والتعاون الدولي في وزارة السياحة، عهد الزعيم، إن عدد السياح الذين زاروا مناطق سيطرة النظام، من العرب والأجانب، وصل منذ مطلع العام الحالي إلى نحو 727 ألف شخص، منهم 98 ألف أجنبي، و629 ألف عربي.
وشكك تقرير لصحيفة “DAILY BEAST“، في تشرين الثاني 2020، بعدد أرقام السياح المُعلنة عن النظام، بحسب شهادات عمال في قطاع السياحة وأشخاص زاروا سوريا خلال العامين الأخيرين.
وقال عمال في قطاع السياحة داخل مناطق سيطرة النظام السوري، إن “أرقام الحكومة السورية حول أعداد السياح مبالغ بها”، لأن الحكومة تحصي أي شخص يعبر الحدود على أنه سائح.
وفي تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، في 23 من حزيران، أشارت إلى تصاعد انتقادات المنظمات الحقوقية للسياح الغربيين ومطالبتهم بالتفكير كيف أن زياراتهم تدعم النظام الذي لازال “يقتل شعبه بوحشية”، وخاصة في ظل استمرار القتال في بعض المناطق في الشمال الغربي من البلاد.
ونشرت عنب بلدي في 22 من أيار الماضي تقريرًا يتحدث عن استغلال حكومة النظام السوري جولات “اليوتيوبرز” الأجانب لغرض تنشيط السياحة من جهة، ونشر رواية النظام لما حدث في سوريا من جهة أخرى.
وتتنوع عناوين المقاطع المصوّرة التي يقدمها صانع المحتوى الأجنبي عن سوريا، بما يظهر “البلد الآمن” والأسعار الزهيدة وما تحتويه من تجارب اجتماعية، وجولات بمناطق سياحية، وأكلات سورية.
في حين تُظهر تعليقات السوريين على تلك المقاطع المنشور أجزاء منها في صفحات الإعلام المحلي، نوعًا من السخرية والاستنكار، مقابل الترويج للصورة الجميلة في سوريا.
ويسهم النظام السوري في السيطرة على المحتوى الظاهر لدى “اليوتيوبرز”، بحيث يسمح فقط بتصوير مظاهر الحياة الطبيعية والمناطق الآمنة، بالإضافة إلى المناطق السياحية، في حين يمنع إظهار الأحياء الفقيرة والمدمرة، أو الأشخاص الذين يعانون من الفقر والجوع وانعدام الأمن.