تنتشر مخلفات الحرب في شمال غربي سوريا، وتتكرر حوادث الوفاة جرّاء انفجارها ما يجعلها خطرًا مستمرًا يلاحق المدنيين في المنطقة.
منسق برنامج فرق إزالة الذخائر غير المنفجرة (UXO) والمتطوع في “الدفاع المدني”، محمد سامي المحمد، قال لعنب بلدي إن “الدفاع” استجاب منذ عام 2021 حتى مطلع حزيران عام 2022 لـ22 انفجارًا من مخلفات الحرب، أسفرت عن مقتل 15 شخصًا بينهم ثمانية أطفال، بينما أصيب 31 شخصًا جراء تلك الانفجارات.
وتعمل فرق متخصصة في “الدفاع المدني” في التعامل مع أنواع محددة من مخلفات الحرب وهي أحد أخطر الخدمات وأصعبها، وتضم عدة نشاطات مختلفة منها المسح لتحديد المناطق الملوثة وعمليات التوعية، وعمليات التخلص بشكل نهائي من الذخائر، بحسب المحمد.
وأضاف المحمد أن فرق المسح تجمع استبيانات من المجتمع المحلي للوصول للمناطق الملوثة بمخلفات الحرب لرسم الخرائط اللازمة وإرسالها لفرق الإزالة التي تجري عملية بحث تقني وتتخلص بشكل نهائي من الذخائر كل واحدة على حدى دون نقلها أوو تحريكها.
وبحسب المحمد، أجرت فرق المسح في عام 2021 وخلال الربع الأول من عام 2022 بـ941 عملية، حددت خلالها أكثر من 511 منطقة ملوثة.
وتخلصت فرق “الدفاع” منذ بداية عملها بالتخلص من مخلفات الحرب عام 2016، من 23 ألف ذخيرة متنوعة، بينها حوالي 21 ألف قنبلة عنقودية، وأسفرت تلك العمليات عن مقتل أربعة من متطوعي المنظمة.
استهتار من قبل المدنيين
قُتل عشرات الأشخاص في شمال غربي سوريا بانفجار مخلفات الحرب جرّاء استهتار البعض ومحاولة التعامل مع المخلفات دون إخبار الفرق المختصة، بحسب الشهادات التي حصلت عليها عنب بلدي.
سعيد الحميد (27 عامًا)، أحد المهجرين المقيمين في مدينة إدلب، قال إن حالة من الاستهتار انتشرت بالتعامل مع المخلفات الخطرة، إذ استخدمها العديد من الأطفال باللعب كما عمل الكثيرون على جمعها لتحويلها إلى قطع فنية كتجاهلين احتمالية انفجارها بمجرد الاقتراب منها.
كما فقد عبد الله الحسن (29 عامًا)، أحد المهجرين المقيمين في مدينة إدلب، أخاه الصغير إثر محاولته نزع إحدى قذائف الهاون غير المنفجرة في أرض العائلة.
دور التوعية
تزداد مخاطر هذه المخلفات والتعامل معها بصورة خاطئة بسبب الجهل أو عدم الانتباه لخطورتها، ما يجعل العمل على نشر التوعية في معالجة هذه المخاطر ضرورة لا يمكن تجاهلها.
وتعتبر عملية التوعية من أهم إجراءات مواجهة خطر الذخائر غير المنفجرة، إذ تجري فرق إزالة الذخائر جلسات توعية من مخاطر الألغام والذخائر غير المنفجرة للمدنيين لزيادة الوعي المجتمعي من خطر هذه الذخائر، بحسب ما قاله المتطوع محمد سامي المحمد.
وتركز جلسات التوعية على خطر الذخائر غير المنفجرة وضرورة الابتعاد عن الأجسام الغريبة، وأهمية إبلاغ فرق “الدفاع المدني السوري” المختصة بشكل مباشر.
وتشمل عمليات التوعية طلاب المدارس والمخيمات والتجمعات السكانية.
ونفذت فرق “الدفاع المدني” حوالي 1428 جلسة توعية خلال عام 2021 والربع الأول من عام 2022، وبلغ عدد المستفيدين منها أكثر من 20 ألف مدني 90% منهم أطفال.