ثورتنا.. ثورة أخلاق
جريدة عنب بلدي – العدد 48 – الاثنين- 21-1-2012
«داريا ثورة أخلاق» إحدى الشعارات التي كتبها ثوار داريا على جدران المدينة وعلى القمصان البيضاء التي ارتدوها يومًا في المظاهرات، بالإضافة إلى كتابتها على اللافتات ورفعها في العديد من المظاهرات التي خرجت في داريا بهدف ترسيخ مبادئ الثورة والتذكير بها والتعريف بأخلاقها.
مرت الأيام… وجاء يومُ اختبارٍ لهذه المبادئ التي نادى بها الثوار على الملأ.
يوم الأربعاء 16 كانون الثاني 2013 وبعد اشتباك على إحدى الجبهات بين قوات النظام التي تحاول اقتحام المدينة والجيش الحر في داريا تراجعت قوات الأسد وعادت إلى ثكناتها منهكة من تصدي الجيش الحر لها، ليبدأ أفراد الحر بعملية تمشيط للمباني التي كانت تحتلها قوات الأسد للتأكد من خلوها من القناصين والمقاتلين، وكانت المفاجأة أنهم عثروا على ضابط رفيع وجندي من جنود الأسد، أصيبا إصابات بالغة، وقد تُركوا لوحدهم بعد هروب زملائهم!
وفي ظل القتل والمجازر، ورغم فقدان الأهل والأحبة والحالة النفسية الصعبة التي تعرض لها ثوار داريا من هؤلاء الجنود وقاداتهم بدون أي سبب، مع كل هذا أثبت هؤلاء الشباب أنهم أوفياء لثورتهم، أوفياء لمبادئها أوفياء لشعاراتها.
فلم يتوان شباب الجيش الحر عن إسعاف الجندي الجريح إلى المشفى الميداني في المدينة لإنقاذ حياته، وربما كان الجندي ذاته قد قتل أحد أصدقاء أو أخوة من أنقذه من الثوار، وفي المشفى الميداني قدم الأطباء العلاج المناسب لإصابته وعاملوه ذات المعاملة التي يقدمها الأطباء للمصابين من أهالي المدينة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :