سفينة سورية محمّلة بالقمح الأوكراني “المسروق” ترسو في ميناء طرابلس اللبناني
رست سفينة سورية تخضع للعقوبات الأمريكية في ميناء “طرابلس” شمالي لبنان، وهي محمّلة بالشعير والقمح الأوكراني.
وقالت السفارة الأوكرانية في بيروت لوكالة “رويترز“، الخميس 28 من تموز، إن روسيا نهبت حمولة السفينة من متاجر أوكرانية، وإن السفينة انطلقت من ميناء في شبه جزيرة القرم المغلق أمام الشحن الدولي، وتحمل خمسة آلاف طن من الشعير ومثلها من الدقيق، يُشتبه في أنها مأخوذة من مخازن أوكرانية.
وأضافت، “هذه هي المرة الأولى التي تصل فيها شحنة حبوب ودقيق مسروقة إلى لبنان”.
وسبق لروسيا أن نفت المزاعم بأنها سرقت حبوبًا أوكرانية.
وقال مسؤول بالسفارة الروسية في لبنان لوكالة “رويترز”، إنه لا يمكنه التعقيب على الفور.
وبحسب السفارة، التقى السفير الأوكراني، إيهور أوطاش، الرئيس اللبناني، ميشال عون، الخميس، لمناقشة الشحنة، وقال له إن شراء سلع أوكرانية مسروقة من شأنه أن “يضر بالعلاقات الثنائية” بين كييف وبيروت.
وأكد مسؤول لبناني أن القضية أُثيرت خلال اجتماع الخميس مع عون، وأشار إلى مخاوف أوكرانيا العامة من أن تحاول روسيا بيع قمح أوكراني مسروق لمجموعة من الدول بما في ذلك لبنان.
وقال وزير الاقتصاد اللبناني، أمين سلام، للوكالة، إن مصلحة الجمارك ووزارة الزراعة تتابعان الأمر.
وكان سلام قال في وقت سابق الخميس، إن النقص الحاد بالخبز في لبنان سيتراجع هذا الأسبوع عن طريق واردات القمح الجديدة، لكنه لم يذكر من أين أتت.
وقال مسؤول جمركي ومصدر ملاحي للوكالة، إن ميناء “طرابلس” لم يفرغ حمولة السفينة للاشتباه بأنها كانت تنقل بضائع مسروقة.
بينما قال مسؤول الجمارك، “لم يتم نقل أي شيء من السفينة. بمجرد حصولنا على المعلومات، أوقفنا كل شيء”.
وتعتبر سفينة “Laodicea” واحدة من ثلاث سفن مملوكة لهيئة المواني السورية، التي تقول أوكرانيا إنها كانت تنقل القمح المنهوب من المتاجر في الأراضي الأوكرانية التي سيطرت عليها روسيا مؤخرًا.
وفُرضت عقوبات أمريكية على السفن الثلاث من قبل الولايات المتحدة منذ عام 2015.
ولدى سؤاله عن رسو السفينة في طرابلس، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، إنه لا يمكنه التعليق على السفينة المحددة.
وأضاف أنه يؤكد حقيقة أن الروس قد سرقوا حبوبًا تابعة لأوكرانيا بشكل عام.
وفي حزيران الماضي، قالت السفارة الأوكرانية في بيروت، إن روسيا أرسلت لحليفتها سوريا ما يقدّر بنحو 100 ألف طن من القمح سُرقت من أوكرانيا بواسطة السفينة “ماتروس بوزينيتش” التي ترفع العلم الروسي، والتي رست في ميناء “اللاذقية” البحري الرئيس في سوريا أواخر أيار الماضي.
وأظهرت بيانات من شركة “Refinitiv”، وهي واحدة من أكبر مزوّدي بيانات الأسواق المالية والبنية التحتية في العالم، تحميل القمح في السفينة بميناء “سيفاستوبول” في شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا من أوكرانيا في عام 2014، إذ غادرت السفينة بتاريخ 19 من أيار الماضي، وموقع تفريغ الشحنة كان في سوريا.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية من “Planet Labs PBC”، في 29 من أيار الماضي، أن نفس السفينة راسية في اللاذقية.
ويتزامن وصول السفينة مع جولة جديدة من النقص الحاد في الخبز بجميع أنحاء لبنان، حيث أدت الأزمة الاقتصادية المستمرة منذ ثلاث سنوات إلى تباطؤ واردات القمح المدعوم.
وغمرت المخابز هذا الأسبوع حشود محبطة في بلد يعاني نصف سكانه من انعدام الأمن الغذائي، وفقًا لبرنامج الغذاء العالمي.
اعتاد لبنان استيراد حوالي 60% من قمحه من أوكرانيا، لكن هذه الشحنات تعطلت بسبب “الغزو” الروسي لأوكرانيا والحصار لمواني البحر الأسود الرئيسة التي كانت أوكرانيا تصدّر عبرها من قبل.
واستأنفت أوكرانيا الصادرات القانونية من القمح إلى لبنان منتصف حزيران الماضي، بحسب السفارة الأوكرانية ورئيس جمعية المطاحن اللبنانية.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :