تسع طرق تقلل التكلفة في شركتك دون تسريح الموظفين
إعلان تحريري
تسببت الأزمات الاقتصادية المتتالية والناتجة عن تداعيات انتشار فيروس كورونا والحرب الروسية الأوكرانية في تأثيرات سلبية كبيرة انعكست على الاقتصاد العالمي وأدت لخسارة أسهم تقدر بـ 11 تريليون دولار، ما أدى لهروب رؤوس الأموال وانكماش الاقتصاد وتقلص التدفقات النقدية للشركات خاصة الناشئة منها، ما أجبرها على اتخاذ عدد من التدابير الخاصة، وكانت كلمة السر في الاستجابة للأزمات هي خفض التكلفة.
فما أهم الاستراتيجيات التي قد تساعدك في تقليل التكلفة دون تسريحٍ للعمالة؟
ما تأثير الأزمات الاقتصادية على الشركات الناشئة
تواجه الشركات الناشئة تحديات كبرى نتيجة انعكاس الأزمات الاقتصادية عليها، وسواء كانت الأزمات داخلية مثل مواجهة خطر الإفلاس أو تراجع الإيرادات أو تجاوز الميزانية، أو كانت الأزمات عامة مثل الأزمة الاقتصادية التي يشهدها العالم حاليًا، فالتأثيرات تختلف من شركة إلى أخرى، ومن أهم مظاهرها:
-
تأثر الإيرادات
تتعرض الشركات الناشئة لانخفاض في حجم الإيرادات نتيجة انخفاض النشاط الاقتصادي وتقلص الطلب على المنتجات، ووفقًا لدراسة أجرتها Goldman sachs فقد أكد71% من أصحاب الأعمال الناشئة بالولايات المتحدة تأثر إيراداتهم سلبًا نتيجة التداعيات الاقتصادية التي سببتها أزمة كورونا على سبيل المثال.
-
التضخم
تعاني الشركات الناشئة من الآثار السلبية للتضخم المرتبط بالانكماش الاقتصادي ويتمثل هذا التضخم في:
- ارتفاع تكاليف الإنتاج
- رفع أجور الموظفين
- ارتفاع الضرائب
- ارتفاع الأسعار وما يترتب عليه من عدم القدرة على رسم الخطط المستقبلية
-
تعطل سلاسل التوريد
مع الأزمات المتتالية تعطلت صناعات كثيرة حول العالم، وانخفض النشاط الصناعي نتيجة نقص المواد الخام ونقص العمالة ونقص الوقود وارتفاع أسعار الشحن والمستودعات، ما أدى لاختناقات بكل حلقة من حلقات سلاسل التوريد عانت منه 86% من الشركات الصغيرة حول العالم.
-
انخفاض المبيعات
تحقق الإيرادات مرتبط بحجم المبيعات، والتسويق الجيد وحده لا يرفع حجم المبيعات، فهذا الهدف لا يتحقق إلا بتوافر القدرة الشرائية لدى المستهلكين الذي يحققه الاستقرار الاقتصادي. أما فترات الركود وعدم استقرار الأوضاع الاقتصادية فتشهد تغيرًا في سلوك المستهلكين يؤدي إلى انخفاض القدرة الشرائية ما ينعكس سلبًا على إيرادات الشركات.
-
تسريح العمال
تضطر الشركات في أعقاب الأزمات الاقتصادية لاتخاذ بعض التدابير التي من شأنها خفض التكاليف، من بين هذه الإجراءات تسريح نسبة من موظفيها، وذلك عن طريق الاستغناء عن بعض المراكز، أو استبدال الموظفين الكبار بمتدربين أو طلبة.
هذا الإجراء يوفر مبالغ كبرى للشركات، وقد أعلنت بعض الشركات منذ فترة قريبة عن تسريح للعمالة مثل”سويفل” والتي أعلنت مؤخرًا عن الاستغناء عن 32% من موظفيها لزيادة التدفقات النقدية و” كارفانا” التي قررت تسريح 12% من موظفيها نتيجة تراجع الطلب وتدني الإيرادات وزيادة التكاليف، و”نتفليكس” التي قررت تسريح 2% من موظفيها لخفض التكاليف.
-
فرار المستثمرين
تعتمد الشركات الناشئة في أحيان كثيرة على المستثمرين مصدرًا للتمويل ورفع رؤوس الأموال، ورأس المال جبان كما يقولون لذا يهرب بأوقات عدم الاستقرار. وفي هذا الصدد تشير دراسة عن تراجع رؤوس الأموال الاستثمارية بنسبة 38% في أعقاب انتشار فيروس كورونا؛ ويهرب المستثمرون إلى الاستثمار في اقتصادٍ الأكثر أمنًا واستقرارًا مثل الذهب أو السندات.
متى تبدأ الشركات الناشئة بتقليل التكاليف
لا تبحث الشركات مسألة خفض التكاليف حين تكون الشركة بوضع جيد، بل عند تعرضها لأزمة ما، هذه الأزمة قد تأخذ أكثر من شكل ومنها:
- انسحاب رؤوس الأموال ومصادر التمويل.
- اقتراب الشركة من تحقيق خسارة.
- انخفاض التدفق النقدي أو تدني الإيرادات.
- المحافظة على هامش الربح عند حد معين.
- تجاوز الميزانية المخصصة لتحقيق الأهداف.
- ارتفاع أسعار الفائدة.
- فترات الانكماش الاقتصادي.
- ضغط المساهمين لتحقيق نمو بمعدلات الأرباح على المدى القصير.
تسع طرق تساعدك على تقليل التكلفة في شركتك دون تسريح الموظفين
تسريح الموظفين ليس هو الحل المناسب دائمًا، بل ينبغي للشركات دراسة الأمر وأخذ ظروف موظفيها بالحسبان. وهذه 10 إجراءات من شأنها خفض التكاليف دون المساس بالموظف:
- الاعتماد على التكنولوجيا
يسهم الاستخدام الجيد للوسائل التكنولوجية في تقليص نفقات الشركات، إذ توفر التكنولوجيا عدة أدوات تُسهم في الإدارة بفاعلية مع توفير الكثير من النفقات، ومن أهم مميزاتها:
- التوظيف عن بعد، ما يوفر على الشركة مقرات العمل والتجهيزات وفواتير الغاز والكهرباء وغيرها.
- الاعتماد في بعض المهمات المؤقتة على توظيف مستقلين محترفين للعمل عليها.
- تقليص نفقات التنقل والمصروفات النثرية عن طريق عقد الاجتماعات افتراضيًا وتفعيل نظام العمل عن بعد عمومًا.
- تفعيل وسائل الدفع الإلكتروني مثل البايبال أو الفيزا كارد، واستخدام برامج إدارة الحسابات والفواتير.
- اعتماد الوسائط الرقمية وسيلةً أساسية في التسويق عن طريق استخدام المنصات مثل تويتر وفيس بوك وإنستغرام وغيرها، ما يسهم في تقليل الإنفاق على الإعلانات.
- أتمتة عمليات الشركة، أي معالجة العمليات أوتوماتيكيًا اعتمادًا على برامج الحاسب الآلي والتي تسهم في فرز وجدولة المديونيات والمصروفات والمستحقات والفواتير وغيرها.
- خفض تكاليف الإنتاج
تقليل تكلفة الإنتاج لا تعني تقليل الإنفاق في مدخلات الإنتاج فقط، توجد بنود ينبغي إعادة النظر فيها مثل مراجعة سياسات وبوالص التأمين ومعدلات الفائدة على بطاقات الائتمان والحسابات المالية للشركة، بالإضافة إلى خطط التطوير أو التوسع وتأثير حصة الديون على تصنيف الشركة والتدفق النقدي.
- توظيف مهارات العمال
يتمتع الأفراد بمهارات خاصة بخلاف كفاءتهم الوظيفية، ابحث عما تحتاجه لدى موظفيك، قد تجد محاسبًا يتقن لغة أو أكثر، استخدمه في الترجمة. أو قد تجد متدربًا لديه قدرة على تصميم الجرافيك، اعهد إليه بتصميم الإعلانات والشعارات وغيرها.
- الاعتماد على الجودة
في حالات الركود يجنح المستهلكون لتقليل النفقات والامتناع عن شراء المستلزمات الأقل جودة في مقابل السلع الموثوقة، كن أنت صاحب هذه السلعة فالجودة تعني سعر أفضل لك وثقة تدوم.
- البحث عن البدائل الأرخص
الأرخص لا يعني الأقل جودة، فالاعتماد على الحاسوب بدلًا من الورق لحفظ المستندات من أفضل الخيارات لتوفير الوقت والجهد ومساحات التخزين، بجانب توفير نفقات الطباعة وشراء الأوراق والأقلام.
- الاستخدام الأمثل للموارد
قد تكون مساحة الشركة كبيرة أو أن الاعتماد على التكنولوجيا لإدارة الموظفين أدى لتوفر مساحات لا يتم استخدامها، يمكن الاستفادة من هذه المساحات بتأجيرها وكذلك الحال بالنسبة لأماكن وقوف السيارات.
فكر في مشاركة أدوات التشغيل أو السيارات مع شركة أخرى. بجانب أنه يوجد بعض فوارغ الإنتاج التي يمكن بيعها مثل قصاصات المعدن أو الكرتون أو بقايا الأقمشة وغيرها، أيضًا يمكن بيع المستهلكات والمعدات الفائضة عن الحاجة.
- تقليل الوسطاء
يعتمد شراء المواد الخام أو الأدوات المساعدة أو بيع المنتجات وغيرها على عدد من الحلقات تتمثل في الوسطاء، كل حلقة تستلزم بعض النفقات أو الاقتطاع من هامش الربح. لذا حاول تقليص حجم هذه الحلقات قدر المستطاع، اشتر من تاجر الجملة وراجع تعاملاتك مع شركات الشحن، وهكذا.
- الكف عن إهدار الوقت
يقولون “الوقت هو المال”، ما يعني أن أسلوب إدارة الوقت يسهم في رفع الإنتاجية:
- ابحث في الأسباب التي تؤدي لبطء العمل في قسم معين.
- قسم العمل على دفعات محددة الوقت.
- استخدم أسلوب التحفيز أو الجزاءات.
- استعن بالبرامج التي تسمح بتتبع حجم ساعات عمل الموظف والتركيز على تحسين الإنتاجية، وتتبع المواقع التي يتم فيها هدر الوقت.
- تحصيل المديونيات
إذا كنت من نوعية الشركات التي تبيع بالأجل أو تُقرض الغير أو تؤجر بعض الأصول، ما رأيك في تقديم بعض التنازلات لسرعة تحصيل هذه المديونيات، مثل تقديم خصم أو التفاوض بشأن بعض الإيجارات أو العقود، أو منح حوافز على الدفع مقدمًا؟
عندما تكون الشركة مضطرة لاتخاذ إجراءات خفض التكاليف ينبغي النظر بعين الاعتبار لاستراتيجيات تنفيذ هذه الإجراءات ثم تصنيفها وفقًا للأهمية ومدى إسهامها في تقديم قيمة حقيقية للشركة سواء في تقليل الهدر أو تحقيق النمو.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :