انعقدت اليوم الخميس، 28 من تموز، جلسة محكمة في العاصمة الروسية، موسكو، لمناقشة استمرار عمل الوكالة اليهودية على أراضيها.
وخلالها، ردت المحكمة طلب مجموعة محامين إسرائيليين بعدم إغلاق مكاتب الوكالة اليهودية، لكن الجلسة كانت تمهيدية لم يتخذ فيها قرار نهائي، بل جرى تحديد موعد جلسة جديدة بقرار من قاضية المحكمة في 19 من آب المقبل، وفق ما نقلته هيئة البث الإذاعي الإسرائيلي “مكان“.
وسبق جلسة المحكمة زيارة وفد مشترك لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، ووزارة الخارجية ووزارة العدل، ووزارة الاندماج، لعقد اجتماعات حول القضية.
والرواية الإسرائيلية حول موضوع الوكالة، هي أنها لم تنتهك قوانين الدولة في روسيا، على خلاف مزاعم موسكو.
وتحدثت “القناة 13” الإسرائيلية، عن صياغة وثيقة للمستوى السياسي وضعت عدة بدائل وسيناريوهات محتملة تتعلق باستمرار عمل الوكالة.
وجرت مناقشة البدائل خلال جلسة مغلقة عقدها رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، ووفقًا للمشروع الذي جرى إعداده ستكون الوكالة قادرة على العمل من خلال الإنترنت، أمام مخاوف من إغلاق روسيا للمواقع الإلكترونية المرتبطة بالوكالة.
وجرت مناقشة نقل الصلاحيات إلى منظمة “NATIV” التي تواصل العمل في روسيا كهيئة قنصلية، وفي حال الإغلاق سيذهب موظفو الوكالة إلى إسرائيل لمواصلة العمل مع الوكالة في القدس، مع توظيف عشرات الموظفين الإضافيين في منظمة “NATIV”.
وقبل نحو أسبوع، طالبت وزارة العدل الروسية بتصفية أعمال الوكالة اليهودية، بسبب “الأنشطة الإسرائيلية” في روسيا.
ونقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” في 21 من تموز عن “مصادر رفيعة في الوكالة” (لم تسمها)، إن شيئًا لم يتغير منذ التقرير الأخير عن الطلب الإسرائيلي بإغلاق مكاتب المنظمة في موسكو، بعد استئناف قدمته الوكالة إلى محكمة روسية.
وناشدت الوكالة لإتاحة الوقت لها لإنفاذ عملياتها في موسكو، معتبرة القضية غير قانونية، بل سياسية، ولن يتغير القرار إلا إذا تحدثت القيادة السياسية والدبلوماسية الإسرائيلية.
يائير لابيد، قال الأسبوع الماضي، إن “الجالية اليهودية في روسيا مرتبطة بعمق بإسرائيل، وتزاداد أهميتها في أي محادثات سياسية مع القيادة الروسية”، مؤكدًا في الوقت نفسه، استمرار العمل من خلال القنوات الدبلوماسية في سبيل عدم توقف “الأنشطة المهمة” للوكالة اليهودية.
وتحدثت “جيروزاليم بوست” في 25 من تموز، عن تلقي العديد من المنظمات اليهودية في روسيا خلال الأسابيع الأخيرة رسائل من وزارة العدل الروسية بخصوص عملها، على غرار الرسالة التي تلقتها الوكالة اليهودية.
وأوضحت الصحيفة أن العديد من المنظمات اليهودية لها وضع مماثل للوكالة اليهودية، مع الحديث عن اعتبار موسكو للوكالة بأنها تمارس العمالة الأجنبية، ما يعني إغلاقها بالقوة.
وأبدى لابيد، في 26 من تموز الحالي، استعدادًا إسرائيليًا لإجراء حوار مع “الحفاظ على المصالح المهمة للدول”، وذلك تعقيبًا على تصرحات المتحدث باسم “الكرملين”، ديمتري بيسكوف، أوضح خلالها أن لدى موسكو تساؤلات حول الوكالة اليهودية، ولا تتعلق بالعلاقات الثنائية.
وكان لابيد حذّر في وقت سابق من تداعيات إغلاق الوكالة اليهودية في روسيا، معتبرًا ذلك إذا ما حصل “أمرًا خطيرًا له تداعيات على علاقات البلدين”، وفق “جيروزاليم بوست“.
والوكالة اليهودية هيئة ترعى هجرة اليهود إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتولت مهمة استقبال اليهود القادمين من أوكرانيا بعدما غزتها روسيا في 24 من شباط الماضي، كما تستقدم آلاف المهاجرين سنويًا إلى الأراضي الفسلطينية المحتلة (إسرائيل).
وكان يائير لابيد دان الغزو الروسي لأوكرانيا، في 24 من شباط الماضي، واعتبره “انتهاكًا صارخًا للنظام الدولي”، ما فتحت الباب أمام علاقات أقل صفوًا بين الجانبين منذ ذلك الوقت.