أنس بسام عليان
جريدة عنب بلدي – العدد 48 – الاثنين- 21-1-2012
«نحن قوة على الأرض ونحن الشعب، والشعب لن يهزم، لو كان ما تقوله صحيحًا لما أتيت إلينا لنتحدث»
بهذه العبارة ردّ أنس على مبعوث الرئاسة في حوار جمع ثوار داريا بوفد من القصر الرئاسي في 18 أيار 2011 عندما قال رئيس الوفد «نحن قادرون على أن ننهي هذه الأحداث في يوم واحد».
أنوس – كما تناديه ابنته بيلسان – من أوائل الذين خرجوا في المظاهرات السلمية في ثورة الكرامة والحرية التي لم يكتب له أيامًا مديدة فيها، إذ اعتقلته عناصر المخابرات الجوية يوم 11حزيران2011 أي بعد جلسات الحوار بثلاثة أسابيع، وذلك بعد مداهمة محله في شارع الشاميات بداريا.
قبع أنس عدة أيام في فرع المخابرات الجوية، وحُقق معه لمدة خمسة أيام، ثم حول إلى فرع القصاع حيث عانى هنالك في ظلام المنفردة لمدة 56 يومًا، حُول بعدها إلى محكمة ريف دمشق ولم يتم الإفراج عنه على الرغم من موافقة القاضي على إطلاق سراحه، فأعيد مرة أخرى إلى فرع المخابرات الجوية/قسم الدراسات في مطار المزة العسكري وبقي هناك أكثر من سبعة أشهر.
وفي 4 شباط 2012 نقل أنس من مطار المزة إلى سجن صيدنايا العسكري حيث تمكن أهله من زيارته لـ «ثلاث دقائق» حسب أحد اخوته. وهو ما يزال يقبع هنالك حتى الآن، وقد عرض على محكمة ميدانية بتاريخ 3 أيلول 2012م وحرم أهله بعدها من زيارته.
وقد وضع اسم أنس في صفقة تبادل الأسرى الإيرانيين مع المعتقليين في السجون السورية، لكن لم يتم الإفراج عنه حتى الآن ولم يتمكن أهله من معرفة مكانه ومصيره بعد تلك الصفقة.
فقد أنس الكثير من أصدقائه المقربين، كالشهيدين محمد قريطم ومحمد شحادة، والكثيرين خلال الحملة العسكرية الأخيرة التي مازالت مستمرة في داريا منذ أكثر من شهرين، فقد الذين طالبوا دومًا بإطلاق سراحه ونظموا حملات عديدة للتذكير به وبنشاطه.
لم يفقد أنس أصدقاءه فحسب بل فقد والده الحاج محمد بسام عليان (أبو أنس) الذي لطالما تحرق لرؤية ابنه المغيب عنه فترة طويلة إذ توجه لأنس قبل وفاته بكلمات يصف الحنين في قلبه: «لك الله يا أنس، أنت أُنس ولكل امرئ من اسمه نصيب، لك الله أيها الحبيب فالقلب أدمي فهل من طبيب. يا مهجة القلب ونور العيون فهل بلقاء عن قريب…طيفك مازال بيننا.»
ولبيلسان ابنته ذات الثلاثة أعوام المدللة قصة أخرى، فها هي تكبر في ظروف صعبة تعيشها مع والدتها بعد تشرد العائلة ونزوحها عن داريا، بعيدًا عن حضن والدها وحنانه ولسان حالها يقول دائمًا «بدي بابا أنوس».
ومن مفارقات نظام الأسد، أن قواته الأمنية وحواجزه العسكرية ما تزال تدرج اسم أنس في قوائم المطلوبين رغم أنه معتقل في سجونهم منذ أكثر من سنة ونصف.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :