تعد الضغوط النفسية جزءًا من الموضوعات الأساسية التي يعاني منها الأفراد، مع ازدياد حدة المشكلات المتراكمة خلال الحياة اليومية، فوجود مستويات مرتفعة من الضغط النفسي قد يؤثر سلبًا على أداء الفرد والتزاماته الاجتماعية والعائلية والوظيفية.
هناك أسباب عديدة للإصابة بالضغط النفسي، منها الصعوبات الشخصية، مثل الصراعات مع الأحباء، أو الوحدة، أو انعدام الدخل، أو المخاوف بشأن المستقبل، أو مشكلات العمل، مثل الصراعات مع الزملاء، أو أداء وظيفة صعبة للغاية أو غير آمنة، أو حتى التهديدات الرئيسة في المجتمع، مثل العنف والمرض وانعدام الفرص الاقتصادية.
اقرأ أيضًا: إهمال حكومي وعادات اجتماعية.. الصحة النفسية ليست أولوية في سوريا
ما الضغط النفسي
بحسب دليل “القيام بما يهم في أوقات الضغط النفسي” الصادر عن منظمة الصحة العالمية، لمعالجة الضغوط النفسية من أجل التأقلم مع الشدائد، فإن الضغط النفسي يعني الشعور بالاضطراب، أو بتهديدات تفرضها الحياة. وقد يكون الضغط ناجمًا عن تهديدات كبرى، مثل العنف الأسري، أو النزوح من المنزل، أو مشكلات في توفير سبل العيش للأسرة، أو العنف المسلح في المجتمع.
كل إنسان يعاني من الضغط من حين لآخر، فالقليل من الضغط ليس بمشكلة، بحسب الدليل، الذي يستهدف أي شخص يعاني من الضغط النفسي موفرًا المعلومات والمهارات العملية لمواجهة ذلك.
ولكن الضغط الشديد غالبًا ما يؤثر على الجسم، وكثير من الناس تنتابهم مشاعر غير مريحة تؤثر بالضرورة على صحتهم، مثل نوبات الصداع، وعدم الإحساس بالجوع، وألم في الظهر واضطراب المعدة، وثقل في الصدر.
وبعض الأفراد يصابون بأعراض جسدية، بحسب الدليل، مثل طفح جلدي أو التهابات أو أمراض أو مشاكل في الأمعاء، وكثير من الناس عندما يصيبهم الضغط لا يمكنهم التركيز، ويغضبون بسهولة، ولا يمكنهم البقاء جالسين، ويعانون صعوبة في النوم، ويشعرون بالحزن أو الذنب.
هذه الأفكار والمشاعر القوية هي أحد العناصر الطبيعية للضغط النفسي، ولكن يمكن أن تحدث المشكلات إذا لم يستطع الفرد إخراج نفسه من هذه الأفكار والمشاعر، التي تجعل الأفراد المصابين بالضغط النفسي عالقين، وتجرفهم بعيدًا عن قيمهم، وعندما تختطفهم المشاعر الصعبة، يتغير سلوكهم، وغالبًا ما يبدؤون في القيام بأمور تجعل حياتهم أسوأ.
ما هي القيم؟
بحسب دليل المنظمة، فإن القيم هي أعمق رغبات الفرد بشأن الشخص الذي يريد أن يكونه.
وهذه الأفكار والمشاعر التي تحيط بمَن يواجهون الضغط النفسي، تسمى “تحركات البعد”، فحين يتصرف الشخص بطريقة غير سوية نفسيًا، فإنه يتحرك بعيدًا عن قيمه.
وفي بعض الأحيان، تكون المشاعر غامرة إلى حد يجعلها تنقلب إلى “عواصف انفعالية”، التي تعني أن الشخص يعاني من أفكار ومشاعر قاسية للغاية، حتى أنها تتحول من شدتها إلى دوامة عاصفة يمكن أن تجتاح الشخص بسهولة.
اقرأ أيضًا: قوقعة جلد الذات.. كيف يتعاطف الفرد مع نفسه بعد الأزمات
الحلول
يوصي الدليل الذي يحتوي على المعلومات والمهارات العملية، بتعلّم كيفية التركيز والاندماج والانتباه بشكل أفضل، فحين يعاني الشخص من الضغط، يجد صعوبة في الاندماج في الحياة.
والاندماج في شيء هو أن يعطي الفرد انتباهه الكامل، وفق الدليل، ولكن عندما يغرق الفرد بالأفكار أو المشاعر، فهو بذلك “غير مندمج” أو “مشتت الذهن”.
وعندما يعطي الفرد أي نشاط انتباهه الكامل، يكون مركّزًا، وعندما يكون غارقًا في الأفكار والمشاعر السلبية يكون غير ذلك، وعندما يفعل نشاطًا ما دون تركيز، يفعله بشكل سيئ، أو لا يستطيع الاستمتاع به، ويشعر بعدم الرضا.
وإذا استطاع الشخص أن يتعلم كيف يكون أكثر اندماجًا، وكيف يركّز بشكل أفضل، فسوف يتعامل مع الضغط بشكل أفضل، وهناك العديد من الطرق لممارسة الاندماج في الحياة أو التركيز على يفعله الفرد.