كتبت كاترين بينهولد في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية
تعرضت امرأة سورية في طريق هجرتها إلى ألمانيا للإجبار على دفع دين زوجها بممارسة الجنس مع المهربين على الطريق، وتعرضت أخرى للضرب المبرح حتى أغمي عليها من حارس سجن هنغاري لرفضها ممارسة الجنس معه.
امرأة أخرى وهي فنانة بدأت تلبس لباس رجل لكي لا تتعرض للتحرش الجنسي، وفي برلين تنام بملابسها في الكامب مثل كل النساء هناك خوفًا من التحرش أيضًا.
تقول إسراء الحوراني، التي لاتخاف من استعمال اسمها الحقيقي، “لايوجد قفل ولا مفتاح ولا شيء هنا، كنت من النساء المحظوظات فقد تعرضت للضرب والسرقة فقط”.
تحرش جنسي وإجبار على الجنس
بالإضافة لصدمات الحرب والعنف والمهربين الاستغلاليين وطريق الهجرة المحفوف بالمخاطر والمستقبل المجهول في قارة أجنبية، تتضاعف المخاطر بالنسبة للنساء خاصةً.
ووفق مقابلات مع عشرات اللاجئات ومع العاملات الاجتماعيات والمعالجين النفسيين في ألمانيا، النتائج تظهر عنفًا كبيرًا ضد النساء من الإجبار على الزواج إلى الإتجار بالجنس والعنف المنزلي وحتى التحرش من رجال الشرطة الأوروبيين، ولكن لايوجد إحصائيات معتمدة لاستغلال اللاجئات الإناث.
تقول خبيرة الجندر في المعهد الألماني لحقوق الإنسان، هييك رابه، إن “عدد الرجال أكثر بكثير من عدد النساء اللاجئات”.
سوزان هونه، المعالجة النفسية الرئيسية في مركز غرب برلين المتخصص في علاج المهاجرات المصابات بصدمات نفسية، تقول إن 44 من النساء اللاتي تخضعن للرعاية تعرضن للعنف الجنسي وبعضهن كبار في السن، وتضيف أنها تذهب أيضًا للرعاية النفسية بسبب القصص التي تسمعها من المهاجرات.
يوجد في المركز 18 موظفًا ويساعدون المهاجرات على التكيف مع الحياة في ألمانيا، بالإضافة إلى تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهن.
“الجنس” وسيلة لدفع أجرة الطريق
امرأة سورية وأم لأربعة أطفال، رفضت ذكر اسمها، تخبرنا أنه عندما نفدت أموال العائلة ولم تستطع الدفع للمهرب، عرض الزوج زوجته كوسيلة لدفع الأموال؛ ولمدة ثلاثة أشهر، تم اغتصابها على نطاق يومي لدفع ثمن الرحلة إلى ألمانيا.
وتضيف هونه “بعد ذلك، بدأ زوجها بإيذائها واعتبر ما فرضه عليها تلطيخًا للشرف وأصبحت هي المذنبة”.
تعيش اللاجئة الآن في برلين مع أطفالها ويعيش زوجها في مكان آخر، لكنه لاحقها على الأقل مرة في برلين، ورغم أنه يخضع لأمر تقييدٍ من الدولة إلا أنها تخاف بشدة أن يقتلها هو أو فرد آخر من عائلتها بحجة “تلطيخ شرف العائلة”.
وتعلّق هونه أن المرأة تعاني من آثار الصدمة النفسية والأرق، ولديها مشاكل في التركيز بسبب العنف الذي تعرضت له.
مراكز الاستقبال المختلطة
تكتظ مراكز الاستقبال في اليونان ولا يوجد فيها إضاءة كافية أو أماكن منفصلة للنساء العازبات.
يقول ويليام سبندلر، المسؤول من وكالة الأمم المتحدة للاجئين، “ينام الرجال والنساء والأطفال في المساحة نفسها، وقد تم إبلاغ موظفينا عن حالات من العنف الجسدي والأسري في ساحة العمل”.
حتى في ألمانيا التي تعتبر آمنة نسبيًا بالنسبة للنساء، لا تؤمّن مراكز الاستقبال أي خصوصية وذلك يجعل مخاطر العنف الجسدي أكبر، ويقول جان ستشبام، الذي يدير بيتين لطالبي اللجوء شرق برلين، إنه يوجد حمامان فقط في الطابق والغرف ممتلئة.
تسكن إسراء الحوراني في واحدة من هذه الملاجئ، ويعيش فيه 120 لاجئًا بالغًا معظمهم سوريون وأفغان، 80 منهم رجال.
سمر (35 عامًا) كانت تعمل موظفة في وزارة المالية في سوريا، هربت من ضواحي دمشق إلى تركيا وعملت في تركيا لتجمع مبلغًا للهجرة، وتقول إن رحلة الهجرة استمرت 14 شهرًا ومعها بناتها الثلاثة “لم أدع بناتي يغبن لحظة عني”، مضيفةً أنها كانت تتناوب مع النساء اللاجئات والنساء المهاجرات لمراقبة أولادهن.
سمر تعرضت للسرقة في إزمير التركية ولم يبقَ معها مالٌ للمهرب، عرض عليها رجل يدعى عمر أن يوصلها دون أن تدفع مقابل الجنس، وتقول “كلنا نعرف أن هناك طريقتين لدفع المهربين، بالأموال أو بالأجساد”.
رفضت سمر عرض عمر الذي هاجمها وهددها، حتى خاف من صراخها وابتعد، وتضيف “كل الرجال في العالم سيئون”.
في مركز غرب برلين تتعاطف السيدة هونه مع الرجال، وتقول “لا يوجد أبيض وأسود أو جيد أو شرير، ولنستطيع أن نساعد النساء علينا أن نساعد الرجال أيضًا، فقد تعرضوا لصدمات نفسية وللعنف أيضًا”.
–
نشر في 2 كانون الثاني وترجمته عنب بلدي، لقراءة المادة باللغة الإنكليزية من المصدر: اضغط هنا.