كتبت روس ويلين في فورين بوليسي إن فوكس
فلاديمير بوتين يلعب دور الحبيب ويصبح رجلًا حساسًا إذا كان مهتمًا بمصير أصدقائه من الطواغيت، مثل الرئيس بشار الأسد.
في مقالٍ لسيمون هيرش في “لندن ريفيو” كشف أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قدمت معلومات استخباراتية للأسد، عبر ألمانيا وإسرائيل وروسيا، لمساعدته في القتال ضد تنظيم “الدولة”، رغم أن قتال الأسد ضد داعش أمرٌ مثير للجدل.
“إن كان الأسد مثل سرطان في سوريا، فتنظيم الدولة مثل السكتة القلبية، ولإنقاذ المريض من السرطان يجب إنقاذه من السكتة القلبية” يفيد المقال، وكالعادة، حازت رؤية هيرش على اهتمامٍ كبير، لكنني لن أعقب على كلامه، وسأتحدث عن نقطة محدّدة:
قال دبلوماسي متقاعد رفيع المستوى خدم في سفارة الولايات المتحدة في روسيا إنه يشارك بعض المسؤولين في البنتاغون وجهة نظرهم بأن عاملًا إضافيًا يقف وراء قرار روسيا بشنّ حملات جوية لدعم الجيش السوري في 30 أيلول الماضي، فبوتين أراد أن يمنع الأسد من مواجهة مصير القذافي.
قيل للمسؤول إن بوتين شاهد فيديو مقتل القذافي “الوحشي” ثلاث مرات، وأخبرني مستشار لرئيس الأركان أن تقييمًا أعدته استخبارات الولايات المتحدة خلص إلى أن بوتين شعر بالفظاعة لمصير القذافي ولام نفسه على عدم لعبه دورًا أكبر خلف كواليس الأمم المتحدة، عندما كان الائتلاف الغربي يعمل على إصدار قرار لشن ضربات جوية وتدمير النظام الليبي.
اعتقد بوتين أنه إذا لم يتدخل لإنقاذ بشار، فسيواجه الأسد نفس المصير وسيشهد على موت حلفائه في سوريا.
نعم بوتين رجل حساس، إذا ما تجاهلنا كيف يعامل معارضته وكيف أشرف على الحرب الثانية ضد الشيشان، وكيف كان المستفيد من تفجيرات مبنى السكن الروسي في 1999 الذي ذهب ضحيته أكثر من 300 شخص؛ الحدث الذي مهّد له الحصول على السلطة.
يرى بوتين نفسه في بشار والقذافي في الغالب ويخاف مواجهة نفس المصير الذي واجهه الطواغيت على مدار التاريخ، هذا المصير هو ثقب في جانب رجل الحُكم الواحد، ثقب متسع لدرجة أن شاحنة يمكن أن تعبره.
–
نشر في 30 كانون الأول وترجمته عنب بلدي، لقراء المقال بالانكليزية من المصدر: اضغط هنا.