اعتبر رئيس النظام السوري، بشار الأسد، أن “الجامعة العربية مرآة الوضع العربي”، وأن ما يهم سوريا هو صيغة ومحتوى ونتاج العمل العربي المشترك.
جاء ذلك خلال لقائه وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، في العاصمة السورية دمشق اليوم، الاثنين 25 من تموز.
وذكر حساب “رئاسة الجمهورية العربية السورية” عبر “فيس بوك” أن لعمامرة سلّم الأسد رسالة من الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، تتعلق بالعلاقات الثنائية والتحضيرات الجارية لعقد “القمة العربية” في الجزائر.
حديث الأسد عن “الجامعة” سبقه هجوم شنه خلال لقائه مع قناة “روسيا اليوم”، في 8 من حزيران الماضي، إذ اعتبر حينها، أن الوزن الوحيد لهذه “القمة” أنها ستُعقد في الجزائر، مبررًا موقفه بثبات العلاقة مع الجزائر منذ سبعينيات القرن الماضي.
وتساءل في مقابلته عن جدوى “الجامعة العربية” وقدرتها على تحقيق شيء من آمال المواطن العربي بحضور أو غياب النظام عنها، كما اعتبرها الغطاء لـ”العدوان على ليبيا والعدوان على سوريا ولكل عدوان آخر”.
“واقعية” المقداد
قال وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، خلال مؤتمر صحفي جمعه بنظيره الجزائري، وردًا على سؤاله حول إمكانية المشاركة في “القمة العربية” المقبلة في الجزائر، إنه يجب التعامل مع الأمور “بواقعية”، والتفكير بالضغوط الممارسة على مختلف الأصعدة لحل كثير من القضايا، معتبرًا أن سوريا كانت وستبقى في “قلب العمل العربي المشترك”، على حد تعبيره.
المقداد قدّم في تصريحاته رسائل تودد للعرب، معتبرًا أن “الهم الأساسي لسوريا بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد مصلحة الأمة العربية، وتعزيز التضامن والعمل العربي المشترك، وتوحيد الموقف العربي في مواجهة التحديات المشتركة”، وفق ما نقلته الوكالة السورية للأنباء (سانا).
من جانبه، قال لعمامرة، “تشرفت اليوم بلقاء السيد الرئيس بشار الأسد، ونقلت له رسالة خطية من أخيه الرئيس عبد المجيد تبون، وحمّلني ردًا على الرسالة وعلى كل المسائل ذات الاهتمام المشترك بين البلدين الشقيقين (…) ناقشنا سبل دفع العلاقة المتميزة بين الجزائر وسوريا إلى آفاق واعدة”.
وأضاف، “ناقشت مع المقداد العديد من المسائل التي تتطلب التشاور والتنسيق، سواء الأوضاع الدائرة في الوطن العربي أو التوجهات التي تمس حاليًا هياكل العلاقات الدولية من جراء العلاقات بين الدول الكبرى”.
وفي 2 من تموز الحالي، استضافت بيروت لقاء تشاوريًا غاب عنه النظام، ودار حول مجمل الملفات المتعلقة بـ”القمة العربية” المزمع عقدها في الجزائر.
وفي الوقت الذي تبدي فيه بعض الدول ترحيبها بعودة النظام إلى “الجامعة العربية”، مثل الإمارات والجزائر وسلطنة عمان ولبنان والعراق، وتعارض دول أخرى هذه العودة، ومنها قطر والسعودية، أكد الأمين العام لـ”جامعة الدول العربية”، أحمد أبو الغيط، في 10 من آذار الماضي، خلال اجتماع الدورة 157 لمجلس “الجامعة العربية” على مستوى الوزراء، عدم رصد توافق عربي على عودة سوريا إلى “الجامعة”.
ونقل موقع “إنتلجنس أونلاين“، مطلع تموز الحالي، أن مصر تعارض عودة سوريا إلى “جامعة الدول العربية” التي ستعقد قمتها في تشرين الثاني المقبل.
–