أثار الفيلم السوري القصير “خيمة 56” الجدل في الشارع السوري، بعد إعادة تداول مقتطفات منه على منصات في مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا.
وفتح الفيلم الروائي القصير الذي أخرجه السوري سيف الشيخ نجيب، وكتبته سندس برهوم، قبل أربعة أعوام تقريبًا، موجة من الاستنكار واتهامات بأنه “منحط أخلاقيًا ويحمل محتوى إباحيًا”.
تداول ناشطون الحديث مؤخرًا عن الفيلم، معربين عن استيائهم من الفيلم، كونه يروي قصة اعتبروها لا تلائم البيئة السورية، وتسيء لأهل حوران، لأن الشخصيات تتحدث بلهجة أهل حوران التي يتميز بها أهل درعا وعدة مناطق في الأردن.
الغضب والاستنكار لم يقتصر على ناشطين، إذ تداولت المواقع بيانًا لقبيلة “الزعبي” يفيد بالتبرئة من الممثل علاء الزعبي المشارك في الفيلم بدور “أبو سعيد”، لما “اقترفه من اعتداء سافر وآثم على حرائرنا”، بحسب البيان.
وأدان أبناء القبيلة في البيان كل من شارك بإنتاج هذا العمل، ووصفوه بـ”الرديء المتعدي على الحرائر”.
ماذا يحمل الفيلم؟
كانت العلاقة الحميمية (الجنسية) حجر الأساس في أحداث الفيلم التي جاءت في 18 دقيقة، بأحد مخيمات اللجوء، وغاب عنها تحديد الزمان والمكان.
جميع من في المخيم يبحثون عن الخصوصية لإقامة علاقة جنسية مع زوجاتهم وأزواجهم، ونقل الفيلم أفكار الجهل وعدم التوعية التي يحملها الرجل الشرقي والمرأة لدى بعض المجتمعات في مخيمات اللجوء.
بدأ الفيلم بالبحث عن العلاقة الجنسية كاحتياج طبيعي لا يمكن تجاوزه خاصة في أوقات الحروب والأزمات، دون عرض آثار ما يتبعها من تداعيات غير محمودة بشكل موسع، وخاصة على صعيد الإنجاب.
حلم الجميع وقمة طموح الشخصيات من رجال ونساء دون عمل، البحث عن مكان بعيد عن خيمة يجتمع وينام فيها الأبناء إلى جنب والديهم، ومكان غير الإسطبل، لممارسة العلاقة والحصول على بعض الخصوصية.
كانت الخيمة رقم “56” التي بُنيت لهذا الغرض هي حلًا لأهالي المخيم، يحفظ خصوصيتهم أمام أبنائهم، بعد تقاسم المنامة فيها بشكل دوري لكل رجل وامرأته ليوم واحد.
لم تكتمل فرحة أهالي المخيم بالخيمة التي احترقت بعد عدة أيام، ناسفة معها آمالهم بإقامة علاقة جنسية تحظى بشيء من الخصوصية.
لماذا الآن؟
الحديث عن “خيمة 56” في هذه الأيام جاء بعد تداول العديد من مقتطفاته، وتسجيلات قصيرة منه، لأحداث تحوي لغة وإيحاءات جنسية.
حصل الفيلم، عام 2018، على جائزة أفضل فيلم روائي قصير في الدورة الـ34 لمهرجان “الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط”، وقوبل بإهمال من قبل الإعلام السوري الرسمي، الذي غاب عن تغطية مشاركته قبل المهرجان، كما أهمل فوزه بالجائزة بعد المهرجان.
وكانت الممثلة صفاء سلطان أعربت عن أسفها حينها لما وصفته بـ “تعتيم” الإعلام الرسمي السوري على مشاركة فيلم “خيمة 56″، وكتبت عبر صفحتها في “فيس بوك”، “رغم تعتيم الإعلام السوري على الخبر للأسف، بس فرحتنا ونجاحنا أبدًا مو مخبايين، تمنولنا الخير ومبروك لكل المشاركين”.
وأضافت سلطان حينها أن فيلم “خيمة 56” هو الفيلم السوري القصير الوحيد المشارك بمهرجان “الإسكندرية”، وهو من إخراج سيف الشيخ نجيب وتأليف سندس برهوم وبطولة صفاء سلطان، وعدد من الممثلين السوريين المشاركين “تطوعًا” من دون أجر، لتقديم وجع وآلام الناس الذين يعيشون في مخيمات اللجوء، على حد تعبيرها.
–