احتمالات الصّدام وقدرة قوات النظام على مواجهة العملية التركية المرتقبة

  • 2022/07/27
  • 2:24 م

قوات تركية خلال إنشاء نقطة عسكرية جديدة للجيش التركي في بلدة ترمانين شمالي إدلب - 15 شباط 2020 (عنب بلدي)

تحدثت وسائل إعلام سورية محلية عن إرسال تعزيزات لقوات النظام السوري نحو الشمال السوري، كما صرح مسؤولون من “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، عن اتفاقية مع حكومة النظام أفضت لإرسال “أسلحة ثقيلة” إلى خطوط التماس، مايطرح التساؤل حول قدرة قوات النظام العسكرية على ردع العملية العسكرية التركية المرتقبة.

وأكدت الوكالة السورية للأنباء (سانا)، في 18 من تموز الحالي، إرسال تعزيزات عسكرية من قوات النظام نحو مواقع في مدينتي عين عيسى شمالي الرقة، ومنبج وعين العرب (كوباني) شرقي حلب.

وذكرت صحيفة “الوطن” المقربة من النظام في اليوم ذاته، أن “الجيش السوري” يواصل تعزيز وتوسيع نقاط انتشاره في ريفي حلب الشمالي والشمالي الشرقي.

كما استقدم تعزيزات عسكرية جديدة إلى محيط منبج، وفق خطط استكمال إغلاق جبهات القتال، ولمواجهة أي “عدوان” باتجاه تل رفعت ومنبج.

من جانبها، أعلنت “قسد” أن النظام السوري وافق على إرسال “أسلحة نوعية وثقيلة” إلى خطوط التماس في ريفي الرقة وحلب شمالي سوريا، وذلك “لردع” عملية تركية متوقعة.

وعن تفاصيل الاتفاق الذي تم بين “قسد” والنظام، قال المتحدث باسم “قسد”، آرام حنّا، لوكالة “سبوتنيك” الروسية، في 6 من تموز الحالي، “نظرًا إلى الحاجة الميدانية لتعزيز قدراتنا الدفاعية بالسلاح النوعي والمدفعية، إلى جانب الدبابات والمدرعات، على الامتداد الغربي لمناطقنا في محور عين عيسى وكوباني (عين العرب) بريفي الرقة وحلب، وافقت القيادة السورية على إرسالها”.

وأوضح حنّا أن “التوافق” الذي حدث مؤخرًا يندرج ضمن الإطار العسكري فقط، للحفاظ على “سلامة التراب السوري”، والتصدي للهجوم التركي.

فرق الميزان العسكري ⅕

الباحث والخبير العسكري العميد عبد الله الأسعد، أجاب عن سؤال لعنب بلدي حول قدرة تعزيزات النظام مقابل القدرة العسكرية التركية، أنه لمعرفة قدرة جيش ما على مواجهة آخر، يُنظر إلى الميزان العسكري لمعرفة نسبة التوازن بالقوى العسكرية، وبالنسبة لقوات النظام والقوات التركية المحتشدة على الجبهات العسكرية، فهي تشكّل نسبة واحد إلى خمسة لمصلحة القوات التركية، أي كل دبابة تقابلها خمس على الجانب التركي.

ويضاف إلى الأفضلية التركية وجود أسلحة متطورة وطائرات مسيّرة غير موجودة عند قوات النظام أو الميليشيات المتحالفة معه، لذا يعتقد الأسعد أن قوات النظام وحلفاءها بحسب قدراتهم، “لا يستطيعون” مجابهة أو رد القوات التركية.

وفي 16 من تموز الحالي، أكدت وكالة “نورث برس” وصول تعزيزات عسكرية لقوات النظام إلى مدينة منبج عن طريق معبر “التايهة” جنوب غربي المدينة.

وذكرت الوكالة نقلًا عن شاهد عيان، أن ست حافلات تحمل ما يقارب 300 عنصر من قوات النظام، دخلت من معبر “التايهة” واتجهت إلى خطوط الجبهات في منبج، كما وصلت ست دبابات محمّلة على شاحنات برفقة طائرة مروحية إلى المنطقة ذاتها.

بالمقابل، دخلت تعزيزات عسكرية تركية إلى الداخل السوري، آخرها في 25 من تموز الحالي، حين قال “المرصد 80” المختص برصد التحركات العسكرية في المنطقة، لعنب بلدي، إن رتلًا عسكريًا تركيًا دخل من معبر “باب الهوى” الحدودي، باتجاه ريف إدلب الجنوبي.

ويضم الرتل سبع دبابات وعشر عربات مصفحة مخصصة لنقل الجنود، بالإضافة إلى شاحنات تحمل مواد لوجستية، وصهاريج مخصصة للوقود.

وأوضح “المرصد” أن الرتل العسكري جاء كبديل للآليات الثقيلة التركية التي توجهت منذ حوالي أسبوع باتجاه محاور مدينة منبج، شمال شرقي محافظة حلب.

صِدام وارد

عند بدء العملية العسكرية، يجب أن تنفّذ أهدافها الاستراتيجية المعول عليها، ما ينتج عنه صدام مع جميع المعوقات حتى بلوغ الهدف، بحسب الأسعد، وفي حال العملية التركية، “فالصدام وارد” بين القوات التركية وقوات النظام والميليشيات الإيرانية أو قوات “قسد”.

وتكررت الاستهدافات التركية لمواقع قوات النظام ومنه ما نتج عنه خسائر بشرية، آخرها في 24 من تموز الحالي، عندما ضربت المدفعية التركية مواقع مشتركة بين قوات النظام و”قسد”، مُخلّفة قتلى وجرحى من قوات النظام.

وقالت وكالة “هاوار” المقربة من “قسد”، إن الجيش التركي قصف مركز ناحية زركان شمالي الحسكة وريفها الشمالي بالأسلحة المدفعية والصاروخية، ما أدى إلى مقتل عنصر من قوات النظام السوري.

وبحسب “نورث برس“، فإن قوات النظام السوري ردت على القصف التركي بصواريخ استهدفت بلدة كفرجنة بريف عفرين، شمالي محافظة حلب.

واستهدفت طائرة مسيّرة تركية موقعًا عسكريًا لقوات النظام السوري، في 19 من تموز الحالي، بمدينة تل رفعت شمالي حلب، لليوم الثاني على التوالي، ما أسفر عن إصابة عنصرين أحدهما برتبة ملازم، بحسب مراصد عسكرية عاملة في الشمال السوري.

وأكدت المواقع الموالية لـ”قسد” والمقربة منها عملية الاستهداف والإصابات، في حين لم تعلّق وسائل إعلام النظام السوري، ويأتي الاستهداف بعد يوم من استهداف طائرة مسيّرة تركية نفس الموقع، في 18 من تموز، دون تسجيل إصابات بشرية واقتصرت الأضرار على الماديات.

وفي عام 2019، تمكّنت تركيا، عبر عملية “نبع السلام”، من القضاء على جزء كبير من قوات النظام الرديفة التي انتشرت حينها في ريف عفرين إثر تفاهمات مع “قسد”، من خلال استخدام الطائرات من دون طيار، كما لم تفلح محاولات “قسد” في الدفاع عن أي من المناطق التي استهدفتها أنقرة في الماضي.

وخلال الأشهر القليلة الماضية، جددت تركيا أكثر من مرة الحديث عن نيتها شن عملية في مناطق من سوريا، حددها لاحقًا الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان بتل رفعت وعين عيسى، في حين أعلنت “الإدارة الذاتية” المظلة السياسية لـ”قسد”، في 6 من تموز الحالي، حالة الطوارئ في مناطق نفوذها، بسبب “التهديدات” التي تتعرض لها المنطقة من قبل تركيا.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا