وسط خروقات الأسد المتكررة وحصار المدينة
“كوبونات” للحصول على مياه الشرب في معضمية الشام
عنب بلدي – داريا
في ظل نقص المياه الصالحة للشرب في معضمية الشام، حاولت بعض الجهات إيجاد حل لتوفير المياه للأهالي بشكل مستمر، فعمل أعضاء المجلس المحلي ووجهاء المدينة بالتعاون مع مكاتب لواء الفجر التابع لألوية سيف الشام العاملة في المدينة على إقرار مشروع في هذا الصدد.
وأفاد مسؤول المشروع أمير الشامي أنه بدأ بعد الموافقة عليه من قبل الجهة المانحة، ثم شكلت لجنة حيادية مختصة، وضعت آلية و خطة عمل تناسب الوضع الذي تعيشه المدينة، “وتحقق الحد الأدنى من الأمن المائي”.
المشروع ينفذ برعاية مباشرة من مكاتب لواء الفجر وبدعم من الجبهة الجنوبية، إذ يجري التنسيق بشكل كامل مع المجلس المحلي والهيئات المدنية المعتمدة من قبل المدنيين، وفقًا للشامي.
بدأ مشروع تأمين المياه لأهالي المعضمية، منذ قرابة شهرين بشكل مصغر، واقتصر في البداية على إصلاح بعض الآبار العامة وإنشاء خزان مياه بجانب كل بئر على أن يستخدمه المدنيون للشرب والطبخ، بحسب مسؤول المشروع.
وأصلح كادر المشروع 12 بئرًا أصبحت جميعها جاهزة للاستخدام، وقال الشامي إن هذه الآبار هي جزء من عدد أكبر يعمل عليه المشروع، مردفًا “التنظيم وحسن الإدارة وحاجة المدنيين إضافة إلى إرتفاع عدد السكان داخل الأحياء دعانا لتطوير المشروع وتوسيعه” .
شملت الآبار المخدمة للمشروع الغطاسات الموجودة في الأحياء السكنية للمدينة، إذ أمن القائمون عليه تكاليف ومستلزمات ضخ المياه من البئر إلى خزانات المنازل المجاورة بالتعاون مع أصحاب الآبار .
“كوبونات” للحصول على المياه
وقال الشامي إن المشروع توسع ليشمل المدنيين القاطنين بعيدًا عن أماكن وجود الآبار، من خلال توزيع بطاقات (كوبونات) تتيح لحاملها تعبئة 5 براميل من مياه الآبار لمرة واحدة من أي صهريج في المدينة.
وبلغ عدد الكوبونات الموزعة على المدنيين 6 آلاف، وهي عبارة عن وصل ورقي يستلمه رب الأسرة من مراكز معتمدة للتوزيع، الذي بدوره يسلمه للعامل على صهريج المياه عند التعبئة .
الشامي لفت إلى أن القائمين على المشروع أحصوا عدد المدنيين “بشكل دقيق”، داخل مدينة المعضمية، “دون أن نفرق بين سكان أصليين أو مهجرين”، وبلغ عددهم قرابة 45 ألف نسمة.
المشروع يسير على قدم وساق، وفقًا للشامي، الذي أشار إلى أنه “لاقى قبولاً و رضىً من الأهالي”، وحصلت كل عائلة على 5 براميل من المياه في أقل من أسبوع، مردفًا “سيستمر المشروع بشكل دائم لتأمين مياه الشرب للمدنيين”.
5 سنوات من الحرب و الحصار كانت كافية لتؤثر على معظم الخدمات في المعضمية بما فيها شبكة مياه الشرب، التي تعرضت للقصف و التخريب، ولم يستطع الأهالي تأمين قطع الغيار لصيانتها، وختم الشامي “مياهنا تأتي من نبع عين الفيجة و بسبب الوضع في الزبداني قطعت المياه كليًا عن بلدنا مما أدى لكارثة انسانية “.
تعاني المدينة من نقص في المحروقات وانقطاع الكهرباء منذ 4 سنوات، وكانت قوات الأسد أغلقت المعبر الوحيد الواصل بينها والعاصمة دمشق، السبت 26 كانون الأول، وخيّرت لجنة المصالحة إما بإلقاء السلاح وعودة المعضمية إلى “حضن الوطن” بشكل كامل، ودخول الأمن والجيش إليها، أو خروج الجيش الحر من المدينة وإخلاؤها، وإلا فستكون حربًا مفتوحة.
ومن المقرر خروج لجنة المصالحة لمقابلة وفد النظام وإبلاغه ردها، إلا أنها وحتى مساء السبت 2 كانون الثاني الجاري، لا زالت داخل المدينة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :