“في كل أسبوع يوم جمعة”.. المجتمع حساس تجاه الفضيحة

  • 2022/07/24
  • 10:52 ص

يبدأ المسلسل المصري “في كل أسبوع يوم جمعة” من مكان متقدم في الحكاية، يختلف فيه أسلوب السرد الدرامي عما درجت عليه العادة، إذ تبدأ الأعمال الدرامية بمعظمها العرض بشكل متسلسل، عبر الافتتاح بالمقدمة والتمهيد الدرامي، وصولًا إلى الحدث وتصاعده، ما يخلق ذروة العمل وعقدته، في الطريق إلى الخاتمة، أو العكس، عبر أسلوب “الخطف خلفًا”، لكن فئة من الأعمال القصيرة التي تنتجها منصات المشاهدة المأجورة، ومنها “في كل أسبوع يوم جمعة”، تتخذ أسلوبًا مختلفًا وجديدًا نسبيًا في العرض.

العمل يفتتح حلقته الأولى بحدث محوري في مسار العمل، بما يترك المشاهد أمام حلقة مفقودة، لا سبيل لحلحلتها دفعة واحدة، طالما أن العمل يحاول تفسير بدايته على مراحل، وتحديدًا في بداية كل حلقة، بما لا يتجاوز دقائق قليلة، خالقًا بذلك سلسلتين للحكاية، إحداهما تبدأ قبل الشارة لتروي بتماسك جزءًا من الحكاية، والثانية هي العمل نفسه.

“ليلى” شابة ذكية جدًا، تنتمي لعائلة محافظة، ومحاطة أيضًا بمجتمع مترامٍ على أرصفة المقاهي، يشرب الشاي ويقتات على حياة الناس، ويتغذى على النميمة والفضيحة.

تتعرض الشابة لموقف سيغير مسار حياتها التي ستكملها خارج الحي الذي وُلدت به، فبعد افتضاح علاقتها برجل ذي مكانة عملية واجتماعية، وقبل تحديد نوع العلاقة أو مجرد التفكير باحتمالية كونها علاقة شرعية قانونية، تواجه الشابة سخط عائلتها أولًا، وأحاديث الشارع ثانيًا.

كل ذلك يجري دون أن يخرج من يقول إن “ليلى” متزوجة من هذا الرجل، ودون أن توضح “ليلى” للآخرين، طالما أن الزوج خرج على العلن منكرًا أن تكون علاقته بها أكثر من نزوة عابرة.

تختار “ليلى” الاستمرار واستئناف حياتها لكن من مكان جديد، بعيدًا عن الناس وحدّة ألسنتهم، وقريبًا جدًا من مخطط انتقامها لنفسها ومشاعرها وكرامتها وغضب وقهر عائلتها التي تتغذى على نظرات لا رحمة فيها من المجتمع المحيط.

على خلاف كثير من الأعمال، يمتلك “في كل أسبوع يوم جمعة” القدرة على شد المشاهد من الحلقة الأولى، وخلق حالة تأثير وتشويق تبقي المشاهد “على حافة المقعد”، في إشارة إلى تلهفه لمعرفة تفاصيل الحكاية التي تخلع في كل حلقة بعضًا من غموضها، فإذا كانت البداية بالحدث، فإن تفسير هذه الحدث وتقديم مبرراته لا يحصل بشكل متسرع.

يشرح المسلسل بحلقاته العشر تأثير المجتمع وقسوته وحساسيته تجاه الفضيحة، أو ما يتصوره على أنه فضيحة، دون تفكير أو تقدير لمشاعر الضحية، ودون تحقق أو تبيّن، قبل الحديث عن التدخل في حياة الآخرين.

كما يتصدّر إلى جانب “ليلى”، عقل المسلسل ودماغه النشط من البداية إلى النهاية، شخصية “عماد”، الشاب الذي يعاني اضطرابات عقلية أبعدته عن مناخ العائلة، ليجد في “ليلى” الحضن الحنون، في سبيل تحقيق حالة تكامل بين ما يُخطط له ومن ينفذ ما يُخطط له أيضًا، في إخراج موفق للمريض من بوتقة الشفقة، والتعامل معه بحيادية، دون إغفال تأثيره، وقدرته على إحداث فارق، إلى جانب خطورته أحيانًا، وهو ما يصوّره العمل بعناية.

“في كل أسبوع يوم جمعة” من إخراج محمد شاكر خضير، ومقتبس عن رواية لإبراهيم عبد المجيد، وعُرض للمرة الأولى مطلع 2020، وتُصنف مشاهدته للبالغين “18 عامًا وأكثر”.

ينتمي العمل لفئة الدراما والجريمة والإثارة، ويتشارك في بطولته كل من منة شلبي، التي تشكّل وجه العمل وصورته، وضحيته أيضًا، بأداء وحضور طاغيين، إلى جانب سوسن بدر، وآسر ياسين، وشريف سلامة.

مقالات متعلقة

  1. "الزند" يتصدر والسوري خارج عن القانون.. دراما رمضان في أيامها الأولى
  2. الجرأة والشتيمة في الدراما السورية.. الأثر والضرورة
  3. "ابتسم أيها الجنرال".. المستبد عمومًا
  4. "أقل من عادي".. ربما في قلب المأساة أمل

أفلام ومسلسلات

المزيد من أفلام ومسلسلات